أميركا: سجن سائق تاكسي بتهمة المشاركة في التخطيط لهجمات ثانية بعد 11 سبتمبر

اعترف بإجراء بحث عبر شبكة الانترنت عن معدات لقطع الكوابل، وبانه سافر الى نيويورك لفحص الجسر

TT

اصدرت محكمة اميركية اول من امس حكما بالسجن لمدة عشرين عاما على اميركي من اصل كشميري اقر بانه استكشف جسر بروكلين في نيويورك في اطار مخطط اعده تنظيم «القاعدة» لشن موجة ثانية من العمليات بعد اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) .2001 وقد صدر هذه الحكم بحق ايمن فارس، 34 سنة، بعدما رفضت قاضية المحكمة محاولته لسحب اعترافه بالذنب.

وكانت هذه المحاكمة التي بدأت الشهر الماضي مهددة بالانهيار عندما اعلن فارس رغبته في الغاء الاتفاق الذي توصل اليه مع المدعين في مايو (ايار) الماضي بالاعتراف بالذنب في التهم الموجهة اليه. وطبقا لذلك الاتفاق، اعترف فارس بانه التقى قيادياً كبيراً في «القاعدة» في باكستان مطلع عام 2002 وناقش معه امكانية المساعدة في شن موجة جديدة من الهجمات في الولايات المتحدة، بما في ذلك خطة لتدمير جسر بروكلين الشهير.

وطبقا للاتفاق فقد اعترف بإجراء بحث عبر شبكة الانترنت عن معدات لقطع الكوابل، وبانه سافر الى نيويورك لفحص الجسر. وتوصل في الاخير الى قناعة بانه من الصعوبة تنفيذ مخطط تدمير الجسر، وبعث برسالة مشفرة الى المشاركين معه في المخطط تقول، حسبما تفيد وثائق القضية، إن «الطقس حار للغاية».

غير ان فارس ذكر، امام المحكمة الجزئية في الكسندريا حيث كان يرتدي بذلة السجن الخضراء، قصة مختلفة. ففي تعليقات سريعة امام قاضية المحكمة ليوني برينكيما اعترف بان له صديقاً يعمل مع «القاعدة»، لكنه نفى وجود اية علاقات مباشرة له مع «القاعدة». وبينما ذكرت الحكومة انه سافر الى خارج الولايات المتحدة بهدف الالتقاء بقادة «القاعدة»، فإن فارس قال انه سافر لاجراء ابحاث حول هذه المنظمة. واضاف: «أردت أن أخدعهم حتى استطيع تأليف كتاب عنهم، ولكني بريء من هذه التهمة».

وقال فريدريك سنكلير المحامي الذي عينته المحكمة للدفاع عن فارس انه صار يشك في أن فارس قام فعلا بفحص الجسر او انه زار اصلاً نيويورك. واضاف ان الأداة الوحيدة التي يملكها فارس هي شاحنته وهي عالية جدا بحيث لا يمكن أن تعبر الجسر من دون أن تصطدم بالأعمدة العارضة. وقال سنكلير كذلك إن فارس أنكر بعض الأقوال التي كان قد ادلى بها لمكتب المباحث الفيدرالي (اف.بي.آي) بما فيها تلك العبارات التي ذكرها عن الرسالة المشفرة وفرص النجاح الضئيلة لنجاح المخطط.

وفي نفس الوقت قال سنكلير ان لديه بعض المخاوف من أن سحب الاعتراف بذنبه، ربما يجعل موكله في وضع اسوأ مما كان عليه. فبدون الوصول إلى اتفاق قائم على ذلك الاعتراف، ربما تنفذ الحكومة تهديداتها السابقة بمعاملة فارس بصورة أكثر عنفا بما في ذلك إعلانه مقاتلا معاديا وإرساله إلى معسكر غوانتانامو بكوبا، حيث يحرم هناك من حقوق الحماية القانونية التي يتمتع بها الآن.

الا ان المدعين يقولون ان فارس يحاول تعطيل وإبطاء الإجراءات، بصورة غير مستقيمة، حتى يضمن لنفسه صفقة أفضل. وقال نيل هامرستورم، مساعد المدعي، وهو يخاطب القاضية برنكيما: «أنت تتعاملين مع شخص يعرف كيف يتلاعب بالنظام ويسخره لخدمة أغراضه. إنه شخص مخادع وملتو».

وقالت برنكيما «إنها مقتنعة بأن الاعتراف الاصلي كان اختياريا وأن فحصا أجراه طبيب نفساني عينته المحكمة، أثبت أن فارس لا يعاني من أي ضعف عقلي».

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط»