تساؤلات حول وجود شريط صوتي لانتحاريي الرياض مع شركة باكستانية

ترجيح وجود هاتف جوال مفتوح خلال عملية الهجوم مرتبط بشخص آخر داخل السعودية أو خارجها

TT

حمل أحدث شريط صوتي بثته شركة باكستانية سرية خاصة بالإنتاج التلفزيوني، تسجيلاً متكاملاً لوصايا 4 من منفذي تفجيرات الرياض في 12 مايو (أيار) الماضي، وتضمن ورود اسمين جديدين لم تعلن عنهما وزارة الداخلية في حينها ضمن منفذي الاعتداءات، إضافة إلى قيام تلك الفرقة بتسجيل صوتي للحظات اقتحام احد المجمعات السكنية.

وشركة «سحاب» المختصة في إنتاج ونقل كافة اشرطة زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن وعدد آخر من أفراد تنظيمه، سبق لها أن أعلنت قبل 15 يوماً أنها ستقدم شريطاً تسجيلياً لوصايا بعض منفذي تفجيرات الرياض وعملية الاقتحام. فجاء الشريط يحمل عنوان «فرقة محمد شظاف الشهري»، في اشارة الى الفنان المسرحي الشهير السابق الذي تحول فجأة من شخصية تجلب المرح إلى أخرى تجلب الحزن.

وفي الشريط الأخير، ورد اسما محمد عبد الوهاب المقيطب وأشرف السيد ضمن مجموعة من 4 أشخاص نفذت الهجوم على احد المجمعات في الرياض. وهذان الاسمان لم يردا في البيان الذي أصدرته وزارة الداخلية السعودية بعد أيام من حدوث التفجيرات، بسبب تعذر التعرف على جثتيهما من بين المنفذين الانتحاريين، فتضمن بيان الداخلية أسماء 12 من المنفذين، لكنه اشار في حينها الى ان التحقيقات قد تكشف خلال الفترة القادمة عن أسماء أخرى تعود الى الجثث التي لم يمكن التعرف عليها.

وبعد وقوع الاعتداءات في ليل الاثنين الدامي ظهرت 4 جثث مجهولة الهوية لم يمكن معرفة ما اذا كانت تخص منفذي الهجمات ام الضحايا. وبالتعرف على اسمي المقيطب والسيد، يكون نصف عدد الجثث المجهولة الهوية قد عرف في انتظار الفترة القادمة في حال ظهرت أشرطة جديدة ربما تكشف عن الاسمين الآخرين من المشاركين في الاعتداءات. ومن ناحية اخرى، حمل الشريط تسجيلاً صوتياً للحظات اقتحام احد المجمعات، استمر زهاء 6 دقائق وبضع ثوان. يظهر التسجيل الانتحاريين الأربعة وهم على متن مركبتهم في شوارع الرياض باتجاه المجمع المستهدف، ويرددون اذكاراً ويعد بعضهم بعضاً بالجنة وحور العين. واثناء انتظارهم فتح بوابة المجمع ليقتحموا المبنى، سمعت أصوات مرتفعة تدعو لفتح الباب قبل انطلاق اصوات طلقات النار لأقل من عشر ثوان. وبإطلاقهم النار على البوابة توقف الصوت وانتهى الشريط، ويبدو ان المنفذين فجروا السيارة التي كانوا بداخلها عند لحظة الدخول.

وأثارت طريقة التسجيل الصوتي لعملية الاقتحام علامات استفهام حول كيفية بلوغ التسجيل الصوتي للشركة الفنية مادام المنفذون قد انتحروا، لكن من خلال العودة الدقيقة للدقائق الست الخاصة بالتسجيل، ظهرت أصوات ذبذبات وموجات صوتية، تؤكد بجلاء أن جهازاً لهاتف جوال كان مفتوحاً وقت التسجيل، ومن خلاله، كان شخص آخر في مكان ما، داخل السعودية أو خارجها، يتولى الرصد الخاص للحدث صوتياً ويسجله عبر جهاز تسجيل.

وفي تعليق عن هذه الطريقة التي ظهر بها الشريط، قال مسؤول امني لـ«الشرق الأوسط» إنها بالفعل «طريقة مبتكرة، ولم تعرف مسبقاً، إلا أن أجهزة الأمن تتوقع من هؤلاء أي شيء».

ويتوقع ان تظهر خلال الفترة القادمة وصايا منفذين آخرين للتفجيرات بعد أن أشارت مواقع انترنتية مرتبطة بتنظيم «القاعدة» إلى أن بثها لن يتأخر.