مهرجان بساط الريح في جدة يخفق هذا العام في تحقيق عائدات جيدة

TT

أحلام الأطفال الصغار المرضى في منازلهم ويحتاجون الى الرعاية الصحية الأولية وبينهم مرضى السرطان أيضاً، لم تتحقق هذا العام في بازار بساط الريح الذي يأتي سنويا في قاعة هيلتون جدة، فبساط الريح هذا العام لم يتمكن كعادته في السنوات الماضية من الحصول على العائدات الجيدة لأنه كما يقولون لم يستقبل زواراً كثيرين.

وبازار بساط الريح هو أحد أنشطة مؤسسة الرعاية الصحية الاولية بجدة الذي انطلق يوم الاثنين الماضي 20 اكتوبر (تشرين الاول) وانتهى يوم الخميس، وبين اهدافه ان يكون فرصة للانتشار والتعارف بين سيدات الأعمال والتسويق للمنتج المحلي، حيث كانت المشاركة في المهرجان واحتلال حيز من مساحته لعرض البضائع هو هاجس الكثيرات من النساء في جدة وخارجها، حيث بلغت أعداد المعارض فيه 120 معرضاً مختلفاً. حنان مدني مصممة أزياء خليجية من جدة أفادتنا بأن البازار السنوي شهد العام الماضي إقبالا أكبر، وحقق نسبة مبيعات عالية، وقالت «المردود ضعيف تماما مقارنة بالإيجارات المدفوعة»، وأضافت «أفسر ذلك التراجع ربما لضعف الدعاية، واحتمال آخر من التوقيت نفسه بما لا يتناسب مع مواعيد الناس في مثل هذه الفترة من العام»، مبينة «لا اتوقع المشاركة العام المقبل إذا كان بنفس التوقيت ونفس المكان ونفس الإيجارات» فهي كما ذكرت أنها أسعار تبدأ من 12 ألفا وتصل إلى 20 الف ريال للمعرض الواحد مدة 4 أيام متواصلة.

وترى منيرة الذويب وهي سيدة أعمال ضرورة تسهيل عملية دخول الزائرات للمعرض للترويج عنه بشكل اكبر بدلا من وضع رسوم مالية حتى ان كانت زهيدة»، في حين تنظر الذويب إلى اهمية التنسيق في عملية التوقيت خاصة مع وجود منافسة قوية في سوق البازارات النسائية في جدة، ويلعب الموسم دوره في ذلك، وأشارت من ناحية أخرى تقول «ما نأمله هو اهتمام المسؤولات في التنظيم بتوفير ما يلزمنا كغرباء ومشاركين، بل وينبغي ان نعمل جميعاً كمواطنات لتكريس جهودنا في انجاح مثل هذه التجمعات النسائية، وابراز جهود صاحبات الأعمال وأعمالهن في المعارض وتقييم كل على حدة».

يبدو ان المعرض الذي ضم سيدات اعمال كبيرات على مستوى المنطقة ضم أيضاً نساء مبتدئات في العمل التجاري وحبذن المشاركة وغامرن بالتجربة منهن ود جمجوم، قالت في ذلك يوجد إقبال لا بأس به لكنه اقل من السنوات الماضية بالمقارنة، ومبيعاتنا تعد جيدة نوعاً ما. منى جمجوم قالت «لا اعتقد انني أستطيع المشاركة العام المقبل لا سيما ونحن صاحبات مشاريع بسيطة ونعتمد في تجارتنا على أنفسنا ومازلنا طالبات في الجامعة وندرس، وما عرضناه هو حصيلة عام كامل».

لكن خديجة كوشك سيدة أعمال من المنطقة الشرقية بدت كأنها نادمة على مشاركتها تقول «لا توجد قوة شرائية، وتكبدت مصاريف ونفقات بلغت اكثر من 22 الف ريال»، موضحة أن أسعار معروضاتها من الملابس تقع ما بين 800 و5000 ريال، معتبرة أنها أسعار جيدة وفي متناول الكثير من النساء.

وبدا واضحاً أن المشاركين من معارض المجوهرات لم تصل إلى تحقيق غايتها من الربح والبعض منهن بات يسأل ويفسر عن سبب غياب الزوار، لكن مسؤولة معرض المصلي والريس للمجوهرات بينت نقو «اعتبرنا البازار دعاية وإعلان للمعرض ذاته، حيث أن مبيعاتنا بعد البازار في العام الماضي تحولت إلى جميع معارضنا التجارية من صيت مشاركتنا في المهرجان وهذا أمر أفادنا كثيراً».

ليندا الفضل مسؤولة في مؤسسة الرعاية الصحية بجدة تقول بساط الريح يعتبر من أكبر البازارات التي تقام سنوياً على مستوى المملكة ويشارك فيه عدد كبير من الشركات الدولية والمحلية، وبدا عدد الزوار هذا العام أكثر من خلال مدخول التذاكر.

من جهتها أضافت موضي دياب سيدة أعمال ومشاركة في تنفيذ وتنسيق ديكور المكان، تقول «حينما تدخل 800 سيدة في الفترة ما بعد الظهر لم تعد هناك ملاحظة على ازدحامهن، بسبب توسعة مساحة المهرجان هذه المرة».

الاميرة عادلة بنت عبد الله رئيسة مؤسسة الرعاية الصحية المنزلية في جدة المنظمة للمهرجان علقت على آراء السيدات تقول «ما علينا كمؤسسة سوى إيجاد التنظيم الجيد والديكور المناسب والدعاية الكافية، ونحن وجهنا نحو ثلاثة آلاف بطاقة دعوة، وهيأنا جميع المقومات للمحلات، وما يصير بعد ذلك يعود إلى نوع المنتج الذي يباع وبالاسعار التي وضعت ولذوقهن، وربما يتدخل الموسم كذلك في مشتريات السيدات، فبحكم موسم رمضان نجد أن الناس تقبل على شراء الأكلات الرمضانية والقهوة والصواني والهدايا والثياب»، مشيرة إلى أن توسعة مساحة المهرجان أدت إلى شعور السيدات بالراحة والمقدرة على التركيز في عملية الشراء معتبرة إياه أمراً إيجابياً. وعن غلاء اسعار التأجير للمعرض أضافت «نحن درسنا الإيجارات دراسة مستفيضة ووجدنا ان الطاولات المستأجرة في البيوت والمراكز غيرنا تقع على نفس القيمة، ونحن منحناهن الأسعار نفسها غير اننا نتحمل ايجار القاعة ودعاية مرئية ومقروءة، مشيرة إلى أن ما يقارب 95 في المائة من المستأجرات يعاودن الكرة بالمشاركة، الأمر الذي يدل على نجاح المهرجان. وحول ما إذا كان التوقيت عاملاً مؤثراً في أعداد الزوار وعدم تناسبه قالت «إذا لم نأت قبل رمضان لا نستطيع كسب السوق، إذ لا بد أن يظل قبل رمضان، باعتباره انسب موعد».