الاتساع الجغرافي للمدن السعودية يخلق أنواعا مختلفة من الأطعمة في الإفطار والسحور

TT

تعتبر الأكلات الشعبية التي اعتاد أن يتناولها الكثير من الناس في رمضان، عادة اندرجت ضمن قائمة المأكولات التقليدية التي كانت تقوم بإعدادها ربات البيوت في الماضي، واستمرت طيلة سنوات عديدة، وتوارثها الابناء، لتصبح موائد إفطار الصائمين السعوديين وسحورهم.

تعد تلك الأطعمة بمثابة وجبة صحية مغذية تريحهم من تعب أجسامهم وتعوضهم ما يفقدونه من عناصر غذائية هامة، وهي أطباق شعبية قديمة تغيب طيلة العام ويعيدها إليهم شهر الصيام بموائده النافعة.

وتقول نائلة ابراهيم حمدي (ربة منزل) إن الاهتمام في جدة، ومكة، والطائف، والمدينة المنورة يكون في تقديم صحن «الفول» ومعه خبز التميز، ليكون في طليعة المائدة الرمضانية، كونه يحتوي على فائدة جيدة لتعويض الطاقة المفقودة من الجسم في أوقات الصيام، وتحضر العائلات في بيوتها الشوربات بأنواعها، ولكن ما يستحوذ على رغباتهم منها تلك المعروفة بحساء الشوفان والقمح، ويجدون في السمبوسك حلقتهم الهامة التي تربط المأكولات جميعها، ويعشق عدد منهم حضور «المنتو» و«اليغمش» وهو نوع من المعجنات الرطبة، ومعهما «المطبق» بأصنافه، كما يضيفون انواعا من الحلويات مجاورة منها «الهريسك» و«اللدو» و«اللبنية».

وتضيف أن الحلوى مثل «الكاسترد» و«المهلبية» وصنف آخر من السكاكر التي يدخل فيها الجلي كعنصر مزين من الاطعمة السريعة التحضير، أو تلك المعروفة بـ«أم علي» و«عيش السرايا»، بالاضافة إلى «الشعيرية» لسهولة أدائها، إذ لا نغفل عن ضرورة وجود «اللقيمات» على ذات السفرة، باعتبارها من المقالي التي اشتهر بها أهالي الحجاز لشعبيتها الكبيرة.

وهنا تعلق بهية عزمي (استاذة جامعية) بقولها إنه من المعروف للكثير من الاهالي تعلقهم الشديد بتناول مشروب «قمر الدين» إما على مائدة الافطار في اطباق خاصة به، أو في أوقات السحور قبيل موعد الامساك ليلاً، كونه يحتوي على السكر والخوخ المجفف ما يساهم في التخفيف من حدة العطش نهاراً وقت الصيام، وفريق آخر من العائلات تحبذ تناول نوع من العصائر منها السوبيا.

أما في الرياض فإن أشهر الوجبات على مائدة الافطار على حد تعبير صبيحة الناشر هي تلك المعروفة بـ«المطازيز» وهي أشبه ما يكون بالمرقوق لكنها معمولة مع الخضار، كذلك «الهريسك» و«المثلوثة» أقرب ما يكون الى مائدتهم من بين بقية الأطعمة العامة.

وتضيف صبيحة أن أهالي المناطق الجنوبية كأبها والباحة وخميس مشيط وغيرها من المدن العسيرية، يفضلون في افطار رمضان فك ريقهم بأكلة «الخبزة» وهي عبارة عن دقيق وخميرة معجونة مع بعضها البعض، توضع في الفرن بطريقة عمل الكيك، ولكنها تقدم مع اللبن والعسل والسمن، ويقاربها المرقوق في مذاقه، عدا عن اهتمام مجموعة من أهالي تلك المناطق بتحضير حساء «الدغابيس» و«العصيدة»، وهي شوربات غير جديدة عنهم، وتنفذ بطريقة «الشيش برك». أما أكلة «المسرية» فهي من أهم الحلويات الدارجة في شهر رمضان وتحظى بشعبية خاصة.

ويستهل السعوديون جميعاً افطارهم بشرب فنجان من القهوة العربية المحضرة بالبن والهيل، وهي القهوة «البيضاء» كما يسميها البعض، ومعها حبات من التمر في مقدمة كل مائدة رمضانية.