الرئيس السابق لشعبة المخابرات في وزارة الخارجية الأميركية ينتقد أداء الـ«سي. آي. إيه»

كارل فورد: أجهزة الاستخبارات ارتكبت أخطاء جوهرية بشأن أسلحة العراق

TT

قال كارل فورد رئيس شعبة المخابرات بوزارة الخارجية، والذي استقال من منصبه مؤخرا، ان أداء أجهزة المخابرات كان «دون المستوى» لعدة سنوات، في تقييمها لموقف اسلحة الدمار الشامل العراقية وان عليها أن تتحمل المسؤولية عن فشلها. ويشكل هذا الحكم الذي اصدره فورد، المساعد السابق لوزير الخارجية لشؤون المخابرات والبحوث، أول اعتراف من قبل مسؤول كبير، مشارك في تقييم الأوضاع الاستخباراتية للعراق قبل الحرب، بأن أخطاء جوهرية قد ارتكبت من قبل الأجهزة الاستخبارية.

وكانت أجهزة المخابرات الاميركية رأت قبل الحرب أن العراق يملك اسلحة بيولوجية وكيماوية، وأن صدام حسين قد استأنف من جديد تطوير برنامجه للاسلحة النووية. وبعد ستة أشهر من غزو العراق، لم يعثر على أي سلاح من اسلحة الدمار الشامل بالعراق. وشارك فورد في حرب فيتنام، وعمل لسنوات في المخابرات العسكرية الاميركية وفي وكالة المخابرات المركزية وفي البنتاغون وتقاعد في 3 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وقد صرح في مقابلتين أجراهما مع «التايمز»، بأن على الأجهزة الاستخباراتية «ان تتحمل المسؤولية الكبرى عن المعلومات المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل العراقية وغير ذلك من الاخفاقات الاستخبارية. ظل أداؤنا دون المستوى لعدة سنوات وكانت المعلومات التي وفرناها لصناع السياسة بعيدة عن الصواب».

ومع أن فورد لم يحدد موطن الخطأ على وجه الدقة، الا أنه قال ان هذه القضية يجب أن تبحث وتعالج. وقال ان مجتمع المخابرات كله، بما فيه المكتب الذي كان يديره هو نفسه، كان من المفروض أن يكون أفضل أداء لمعرفة الحقيقة عن أسلحة العراق. وقال ان الخطوة الأولى لاصلاح هذه الأجهزة هي الاعتراف بالخطأ. واضاف «هذه هي الخطوة الأولى في برنامج ربما تصل خطواته الكلية الى .12 ان عليك أن تصل الى هذه الدرجة من الوضوح، لتتبين أن عندك مشكلة. ونحن في مجتمع المخابرات لم نقبل بعد أن لدينا مشكلة. السيئ في هذا الأمر، بالنسبة لي، هو أننا نشعر بالكمال. ولكننا نستطيع أن نتصرف بشكل افضل بما نملكه من العناصر البشرية والقيادات والأموال. ان ما يزعجني هو الفرص الضائعة».

تتناقض تصريحات فورد بصورة صارخة مع التصريحات المفعمة بروح التحدي من قبل المسؤولين الكبار بالادارة ومن ضمنهم الرئيس جورج بوش نفسه. وكان بوش قد دافع في مؤتمر صحافي عقده يوم الثلاثاء، عن المعلومات الاستخباراتية التي توفرت عن العراق، وقال ان اغلب هذه المعلومات جمع قبل توليه هو للرئاسة. وقال بوش «تصرفنا على اساس معلومات جيدة وأكيدة. وكان ذلك هو الفعل الصحيح لجعل أميركا اكثر أمانا، والعالم أكثر سلاما». ودافع جورج تينيت، مدير وكالة المخابرات المركزية، عن أداء الأجهزة الاستخباراتية وقال انه يعارض أي ايحاء بأن استنتاجات ما قبل الحرب كانت خاطئة. واعتذر تينيت عن سماحه بايراد المزاعم القائلة ان صدام حسين كان يسعى لشراء اليورانيوم من افريقيا، على افتراض أنه سيستخدمه لصناعة الاسلحة النووية، في خطاب الرئيس حول حالة الاتحاد. ولكن المسؤولين بالوكالة يقولون ان مراجعة داخلية شاملة، توشك أن تكتمل الآن، تثبت صحة موقفهم حول العراق، وأنه لم يظهر حتى الآن ما يشير الى أن ذلك العمل كان خاطئا أو منقوصا».

وبرغم الانتقادات التي تواجهها المخابرات الاميركية ما يزال هناك من يعتقد ان العراق كان يخفي بالفعل اسلحة دمار شامل. ومن بين هؤلاء الجنرال جيمس كلابر احد المديرين السابقين في وكالة المخابرات المركزية الذي قال انه ما يزال يعتقد ان كبار المسؤولين العراقيين الذين ادركوا الخطر القادم مع الحرب، قاموا باخفاء هذه الأسلحة ونقلها الى الخارج، وبصفة خاصة الى سورية، وذلك في مسعى لتدمير الأدلة على امتلاك هذه الأسلحة.

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» خاص بـ«الشرق الأوسط»