الجيش الإسرائيلي يقتل عضوين من «الجهاد» و«فتح» ويأمر بهدم 13 منزلا من بينها مسجد شمال الضفة

TT

قتل جنود الاحتلال شابين فلسطينيين وجرحوا آخرين في عمليتين منفصلتين في قطاع غزة والضفة الغربية، وامرت السلطات الاسرائيلية بهدم 13 منزلا من بينها مسجد في قرية عقربة القريبة من مدينة جنين بهدف إخلاء مساحات لبناء القسم الشرقي من جدار الفصل الإسرائيلي.

وذكرت مصادر فلسطينية صباح امس ان عنصرا ينتمي الى سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي قتل في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال لدى محاولته التسلل عبر الجدار الفاصل بين القطاع واسرائيل في محاذاة مستوطنة «ناحال عوز». وافادت المصادر ان محمد صبح عوض، 26 عاما، من مخيم الشاطئ، قتل فيما اصيب زميل له في الحادث والقي القبض عليه. وقد زادت المحاولات التي يقوم بها نشطاء حركات المقاومة الفلسطينية منذ عملية التسلل النوعية التي وقعت في مستوطنة «نيتساريم»، الخميس الماضي واسفرت عن مقتل ثلاثة جنود واصابة آخر. وفي طولكرم شمال الضفة الغربية اغتالت وحدة اسرائيلية مختارة ناشطا في كتائب شهداء الاقصى، الجناح العسكري لحركة فتح في مدينة طولكرم، مساء امس. وذكرت مصادر فلسطينية ان عناصر الوحدة المختارة الذين كانوا يرتدون زياً مدنياً اطلقوا النار على ابراهيم النعنيش، 30 عاما، عند مفرق احد الطرق في مخيم طولكرم. واشارت المصادر الى ان عناصر الوحدة ترجلوا من سيارة «سوبارو»، كانت تقلهم واطلقوا النار على النعنيش وقد اصيب في الحادث معاذ جمعة، 22 عاما. وفي مخيم الامعري المحيط برام الله اعتقلت قوات الاحتلال عدد من نشطاء حركة «فتح». وذكرت مصادر فلسطينية انه قد تم اعتقال حمد جبر حماد، الذي يعمل في جهاز المخابرات العامة، على الرغم من انه لم يكن مطلوبا لقوات الاحتلال. وفي حي ام الشرايط، جنوب رام الله اعتقلت قوات الاحتلال ناصر عايش ابو حليمة 29 عاما، المطلوب لقوات الاحتلال، مع انه يعمل في جهاز المخابرات العامة.

الى ذلك ذكرت مصادر فلسطينية ان الادارة المدنية الاسرائيلية في شمال الضفة الغربية اصدرت اوامر بهدم 13 منزلا من بينها مسجد في قرية عقربة القريبة من مدينة جنين. واضافت المصادر ان هدم المباني يأتي من اجل إخلاء مساحات من الأرض، تمهيداً لبناء القسم الشرقي من جدار الفصل الإسرائيلي. يذكر أن قوات الاحتلال هدمت المئات من المنازل، وسلبت المئات من الدونمات من أراضي المواطنين الفلسطينيين، لبناء جدار الفصل، الذي يمتد على طول الضفة الغربية، ويلتهم مساحات واسعة من الأرض الفلسطينية.

من جهة ثانية افادت مصادر امنية فلسطينية امس ان الجيش الاسرائيلي توغل مساء اول من امس في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة حيث قام بهدم منزل وتجريف اراض زراعية. وقالت المصادر ان «دبابتين وخمس آليات جيب عسكرية اسرائيلية ترافقها جرافة توغلت في منطقة السطر الغربي في مدينة خان يونس ليل الثلاثاء الاربعاء وقامت بهدم منزل احد المواطنين الفلسطينيين قبل ان تنسحب من المكان». واضافت ان «الجرافات الاسرائيلية قامت بتجريف وتخريب مساحات من الاراضي الزراعية في نفس المنطقة».

الى ذلك قالت مديرية التربية والتعليم الفلسطينية في جنين ان الجيش الاسرائيلي قرر اغلاق مدرسة ثانوية في قرية يعبد بالضفة الغربية بحجة القاء طلاب حجارة منها على دوريات عسكرية. وقال محمد ابو الرب مسؤول مديرية التربية في جنين التي تشرف على مدارس قرية يعبد في شمال الضفة «جاء ضباط اسرائيليون الى مدرسة يعبد الثانوية للبنين وابلغونا بقرار اغلاقها لمدة اسبوع بذريعة القاء الطلاب الحجارة على الجيش». وتابع «هذا استمرار للانتهاكات الاسرائيلية ولكننا دائما نعمل على ايجاد بدائل لاي قرار تعسفي بحقنا». واضاف ابو الرب انه تقرر نقل طلاب المدرسة الثانويين الى مدرسة اساسية بعيدة عن الطريق الذي اعتاد الجيش الاسرائيلي تسيير دوريات عليه مما يخلق احتكاكا بين الطلبة والجيش. واغلقت اسرائيل منذ بداية الانتفاضة ثلاث مدارس في مدينة الخليل وحولتها الى ثكنات عسكرية كونها تطل على مستوطنات البلدة القديمة. ويطالب المسؤولون الفلسطينيون اسرائيل بالتقيد بالمواثيق الدولية التي تحفظ حق التعليم والحركة للفلسطينيين.

وفي المقابل ذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي امس ان الجيش الاسرائيلي قرر ان يخفف بشكل طفيف تدابير الاغلاق المتشددة المفروضة على الاراضي الفلسطينية منذ حوالى الشهر. وقالت الاذاعة انه سمح لثلاثة آلاف تاجر اسرائيلي فلسطيني في الضفة الغربية بالدخول الى اسرائيل ولـ 1500 عامل فلسطيني في المنطقة بالتوجه الى مراكز عملهم في منطقة عطيروت الصناعية. وذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» ان عددا من الضباط الاسرائيليين الكبار، بينهم رئيس الاركان موشي يعلون دعوا الى تخفيف القيود في الضفة الغربية وقطاع غزة في محاولة للحد من نفوذ حركتي المقاومة الاسلامية (حماس) والجهاد الاسلامية المتشددتين في هذه الاراضي. واعتبر الضباط ان اغلاق الاراضي والحصار الداخلي للمدن الفلسطينية وعمليات الجيش الاسرائيلي المستمرة تساهم في زيادة التطرف. وقال الضباط ان حركة حماس تحل محل السلطة الفلسطينية في تأمين الاحتياجات الاساسية للسكان. وقالت الصحيفة ان وزير الدفاع شاوول موفاز فضل اتباع توصيات جهاز الامن الداخلي «شين بيت» الذي يفضل الابقاء على سياسة «القبضة الحديدية» التي بدأ العمل بها بعد العملية الفدائية في 4 اكتوبر (تشرين الاول) التي استهدفت مطعما في حيفا، وادت الى مقتل 22 شخصا بمن فيهم منفذتها وهي محامية متدربة تنتمي الى الجهاد الاسلامي.