بريطانيا: سنؤيد الجدار الأمني الإسرائيلي لو أقيم على الخط الأخضر

TT

أكدت البارونة اليزابيث سيمونز، وهي وزيرة الدولة البريطانية للشؤون الخارجية المكلفة ملف الشرق الاوسط، ان بلادها لن تعارض الجدار الامني الاسرائيلي فيما لو شيدته تل ابيب على الخط الاخضر. ويكاد هذا الموقف الذي عبرت عنه البارونة سيمونز في سياق مناقشة حول الجدار الامني بمجلس اللوردات البريطاني اول من أمس، يكون متطابقاً مع الموقف الذي تتبناه الولايات المتحدة. وهذا دفع اللورد غيان غيلمور، وزير الدفاع الاسبق، الى التساؤل في الجلسة ذاتها عن سر سير رئيس الوزراء توني بلير على خطوات الرئيس الاميركي جورج بوش.

وقالت البارونة سيمونز، وهي ايضاً المتحدثة باسم الحكومة البريطانية في مجلس اللوردات للشؤون الخارجية، إن لندن غير راضية عن الموقع الحالي للجدار الامني بيد انها تقدر حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. واضافت في رد على سؤال حول موقف حكومة بلير من شرعية الجدار، بريطانيا ترى ان «بناء اسرائيل لجدار على اراض محتلة هو أمر غير قانوني، لكننا نعترف بمصالح إسرائيل الامنية المشروعة». واشارت الى ان حكومتها حثت السلطة الفلسطينية «لبذل مزيد من الجهود لوضع حد للتفجيرات الانتحارية».

وزادت الوزيرة ان لندن «حثت مراراً الحكومة الاسرائيلية على إعادة النظر في الخط الذي ستبني عليه الجدار». واوضحت ان الحكومة البريطانية «تعتقد ان الجدار غير قانوني لكننا لن نعتقد ذلك إذا اقيم على الخط الاخضر». واقرت بأن «الجدار نفسه يتمتع بتأييد واسع في المجتمع الاسرائيلي بجناحيه اليساري واليميني «باستثناء اليمينيين المتشددين المستائين بسبب عدد المستوطنات التي ستبقى على مايعتبرونه الجانب الآخر من الجدار». الا أنها رأت أن «وجود الجدار نفسه لا يسبب قدراً كبيراً من المتاعب بل هو خط مساره».

وفي تعقيب على الوزيرة، انتقد اللورد غيلمور الحكومة البريطانية لأنها حذت حذو واشنطن وامتنعت عن تأييد قرار للامم المتحدة يدين بناء الجدار الاسرائيلي. وتساءل اللورد، الذي تسلم حقيبة الدفاع في حكومة تيد هيث المحافظة عام 1974 كما كان وزير دولة للشؤون الخارجية، عن سبب قيام بلير بـ «السير خلف بوش بصورة تنم عن الطاعة» بدلاً من التصويت للقرار. وردت الوزيرة بالتاكيد ان لندن لم تصادق على مشروع القرار لانه لم يشتمل على إدانة كافية لما سمته بـ«الارهاب»، بيد أنها صوتت لصالح القرار بعد تعديل صيغته. وسُئلت عن الجهود التي تبذلها لندن حالياً لاحياء «خريطة الطريق» للسلام بعدما ماتت، فقالت البارونة سيمونز «لا اقبل (صحة القول) ان خريطة الطريق قد انهارت». واكدت «نبقى ملتزمين خريطة الطريق وندعم الجهود الفلسطنية لتشكيل حكومة يمكنها أن تكون شريكاً حقيقياً في السلام». واضافت «من المهم تقديم كل تشجيع ممكن للسلطة الوطنية الفلسطينية لتشكيل حكومة ناجحة، وللحكومة الاسرائيلية التعامل بنزاهة مع تلك الحكومة (الفلسطينية)».