تراجع طفيف لليكود الحاكم في الانتخابات البلدية الإسرائيلية.. ولكن ليس لصالح «العمل»

TT

أسفرت نتائج الانتخابات البلدية في إسرائيل، التي أعلنت فجر أمس، عن تراجع طفيف في قوة حزب الليكود الحاكم. لكن هذا التراجع لم يصب مباشرة في مصلحة أحزاب المعارضة. لأن غالبية الذين هزموا الليكود كانوا من المستقلين، أو من قوى اليمين المتحالف معه، أو من شخصيات في الليكود قد انسلخت عنه. وفي المقابل ارتفع تمثيل حزب العمل، الذي يقود المعارضة الإسرائيلية، بشكل طفيف للغاية.

وعلى الرغم من هذه النتائج، فإن كلا من الليكود والعمل أعلن أن الانتخابات أسفرت عن فوزه على خصمه. فالليكود قال إنه ما زال الحزب الذي يسيطر على أكثر من نصف المجالس البلدية. فيما أشار حزب العمل إلى أن الليكود خسر 3 مدن كبرى هي القدس (لصالح حزب اليهود المتدينين الأشكيناز المتزمتين) ورماته غان (لصالح قائد الليكود في المدينة، والذي ترك صفوف الحزب واختلف مع كوادره)، وبني براك (لصالح تحالف المتدينين المتزمتين). فيما ارتفع حزب العمل من 6 إلى 8 مدن كبرى (على حساب المتدينين). بينما زادت قوة الليكود في 10 مدن صغيرة. وقال رئيس الدائرة البلدية في حزب العمل، ايتان كابل، إن عدد الناخبين في المدن الكبرى الاثنتي عشرة يبلغ مليوني ناخب من مجموع 3.7 مليون. ولذلك فإنه يرى هبوط الليكود فيها مؤشرا لبداية سقوط الليكود عن الحكم. تجدر الإشارة إلى أن الانتخابات البلدية في إسرائيل منفصلة عن الانتخابات العامة السياسية. وحوالي ثلث البلديات برئاسة شخصيات مستقلة والثلث الثاني يدار بتحالفات من مختلف الأحزاب، بما في ذلك تحالفات بين الليكود والعمل وغيرهما. وتميزت الانتخابات الأخيرة بهبوط حاد في نسبة المصوتين (من 57% عام 1998 إلى 50% في 2003). وإذا أخذنا في الاعتبار أن نسبة المصوتين في البلدات العربية (فلسطينيي 48) تجاوزت 75%، فإن النسبة لدى اليهود لم تتجاوز 40%. وفي ذلك تعبير عن القنوط والإحباط السائدين في المجتمع الإسرائيلي تجاه الأحزاب السياسية. ويذكر أن الانتخابات في المدن والقرى العربية في إسرائيل أسفرت بشكل عام عن إعادة انتخاب غالبية الرؤساء الحاليين. وفي الناصرة، كبرى المدن العربية، أعيد انتخاب رامز جرايسي لرئاسة البلدية (فاز بـ50% من الأصوات، بينما حصل منافسه من الحركة الإسلامية على 43% من الأصوات) وفي أم الفحم، المدينة الثانية، فاز مرشح الحركة الإسلامية والناطق بلسانها، الشيخ هاشم عبد الرحمن، بـ60% من الأصوات. وفي المدينة الثالثة، شفاعمرو، فاز مرشح الليكود، عرسان ياسين، بالأكثرية..