مقر الصليب الأحمر المدمر في بغداد نسخة من فيلا أم كلثوم في القاهرة

مالكو المبنى يشكون همهم وخسارتهم 40 ألف دولار بالسنة

TT

بتفجير مقر الصليب الأحمر في بغداد يوم الأحد الماضي وأدى الى تدميره، خسرنا أيضا الشكل الذي كانت عليه فيلا أم كلثوم في حي الزمالك بالقاهرة، لأن ورثتها هدموها قبل سنوات وأقاموا عمارة في مكانها، ولم نعد نراها الا في صور أرشيفية قديمة، فالمقر كان نسخة عنها تماما، وبناه في شارع السعدون قبل 54 سنة معجب عراقي بكوكب الشرق الى حد الهوس.

وقد شكت العائلة المالكة للمبنى خلال اتصال «الشرق الأوسط» أمس ببعض أفرادها، الموزعين بين لندن وعمان وبغداد، مما أصاب المقر الذي استأجره فرع الصليب الأحمر الدولي في العراق منذ 13 سنة بمبلغ سنوي مقداره 25 ألف دولار أميركي، وكانت مدة العقد ستنتهي آخر العام الحالي، ليتم تجديده بايجار يزيد على 40 ألف دولار في العام، وفق ما قاله أحد الورثة المقيم في لندن، وهو علي السعيد، نجل السيدة ساجدة طعيمة، ابنة باني الفيلا في بغداد، وهو رجل الأعمال الراحل مهدي صالح طعيمة.

كان طعيمة معجبا بصاحبة أغنية «الأطلال» الى درجة انه رفض الاقامة بعد الزواج في بيت يختلف عن بيتها في القاهرة، فطار اليها في منتصف اربعينات القرن الماضي، وطلب منها اذنا بان تسمح له ببناء فيلا شبيهة بفيلتها التي اشترتها تلك الأعوام في شارع أبو الفدا بحي الزمالك المجاور لضفة لنيل، وكان له ما أراد، حتى انها أعطته خارطة البناء وتوابعها، فعاد التاجر ووكيل اطارات بيرللي ذلك الوقت في العراق الى بغداد وبناها، وفيها عاش مع زوجته وأولاده، وفيها توفي عام 1961 بالذات. وتقول السيدة ساجدة طعيمة من بيتها الآن في عمان، ان الفيلا التي ورثها 9 من اخوتها مكونة من 18 غرفة نوم، وفيها حديقة جميلة مع نافورة ماء ومرآب للسيارات، وكلها شبيهة بما كان في فيلا أم كلثوم في القاهرة تماما. وروت السيدة ساجدة انهم لا يعرفون ما يفعلون بالمقر بعد تدميره بشكل كامل. أما شقيقها في بغداد، رياض طعيمة، فذكر انه كان يقل ابنته الى المدرسة يوم الأحد الماضي، وحين مر قرب الفيلا حدث الانفجار، لذلك لم يستطع التحدث الى «الشرق الأوسط» بالهاتف من بغداد أمس، لشدة ما كان يشعر بآلام من رضوض أصيب بها بفعل الانفجار الذي يهدد الآن المبنى، برغم أنه من الاسمنت المسلح.