مسؤولون أميركيون وعراقيون: شبكة من 400 إرهابي تتولى استيراد الانتحاريين من الخارج

مجلس الحكم يدعو الدول المجاورة للعراق إلى إغلاق الحدود أمام «المخربين» ويطالب بتسليم البعثيين الهاربين

TT

اكد جنرال اميركي ومسؤولون في اجهزة الاستخبارات التابعة لقوات التحالف ومسؤولون عراقيون ان اصوليين متطرفين يتراوح عددهم بين 200 و400 مقاتل موجودون في العراق الآن، ويقومون بـ«استيراد الانتحاريين» من الخارج لشن هجمات على قوات التحالف والمراكز الأمنية والمدنية العراقية. وقال الجنرال الذي طلب عدم كشف هويته في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية ان مجموعة من المقاتلين الاجانب في العراق تستقدم مقاتلين للقيام بهجمات انتحارية كتلك التي شهدتها بغداد يوم الاثنين الماضي. وقال «هناك ما بين 200 و400 مقاتل اجنبي في البلاد يمثلون النواة الاساسية لتمويل الهجمات الدموية والتخطيط لها وتوفير التنظيم اللوجستي».

وقال الضابط الرفيع المستوى ان هؤلاء يجندون الانتحاريين في الاوساط المعادية للولايات المتحدة والاوساط الاسلامية. وأضاف «ان المئتي الى الاربعمئة عنصر ينشطون في تنظيم العمليات لكنهم لا يشاركون في تنفيذها. انهم يستوردون الانتحاريين».

وقال الجنرال ان المتطوعين للعمليات الانتحارية يأتون من السودان واليمن والسعودية والاراضي الفلسطينية وحتى من الشيشان.

وحذر مسؤول عسكري في التحالف ان الاسابيع المقبلة قد تكون اشد دموية. وقال «نحن نجتاز منعطفا. في مايو (ايار) ويونيو (حزيران) كان الناس سعداء. وفي يوليو (تموز) اصبح هناك ما معدله سبع هجمات يوميا. وفي اغسطس (آب) اصبح المعدل 15 هجوما يوميا واليوم زاد عدد هذه الهجمات». واضاف «ان انصار صدام والاخرين كان لديهم الوقت الكافي لاعداد انفسهم. وهم يعتقدون ان الوقت المناسب قد حان الان».

واعتبر مسؤول رفيع المستوى في الاستخبارات يعمل في التحقيق في الاعتداءات ان العقول المدبرة تستقدم منفذين من الخارج. وأوضح «نحن نبحث جديا في هذا الاحتمال. انه امر ممكن جدا». واعتبر ان المقاتلين الاجانب «يحظون بدعم كبير من شبكة» على الارض وهو امر ضروري للغاية لتنفيذ خمس عمليات انتحارية في غضون 45 دقيقة. وقال المسؤول في الاستخبارات «ان تنظيم مثل هذه الهجمات يتطلب اسابيع بل اشهرا». واوضح «كان عليهم تنسيق خمس هجمات بخمس سيارات والعثور على المتفجرات وتحميلها في السيارات واخفاء السيارات وتمويل العمليات ودفع المال لاسر الانتحاريين. ويجب ان يكون لديهم معرفة ببغداد واماكن اختباء ومشاغل لاعداد السيارات».

واكد بيان صادر عن مجلس الحكم العراقي وزع اثناء مؤتمر صحافي امس هذه المعلومات بالقول «اظهرت تحقيقاتنا وبحثنا ان عددا من الذين ارتكبوا اعمالا ارهابية في العراق دخلوا البلاد عبر الحدود مع الدول المجاورة». وتابع «ان المجلس يطلب من الدول الشقيقة المجاورة للعراق اعتماد موقف موحد ازاء هذه الاعمال الاجرامية التي تستهدف مواطنين عراقيين». ودعا المجلس الدول المجاورة الى اغلاق الحدود امام «المخربين» والى «تسليم العراق باسرع وقت عناصر حزب البعث الحاكم سابقا في العراق المتهمين بارتكاب جرائم ضد الشعب العراقي والذين فروا من العراق الى هذه الدول».

وقال سمير الصميدي عضو مجلس الحكم واللجنة الامنية المشتركة مع الاميركيين ان هناك تنسيقا بين البعثيين السابقين والمقاتلين الاجانب. وقال «ان المقاتلين الاجانب لا يمكن ان ينجحوا دون دعم محلي» معتبرا ان عدد المقاتلين الاجانب يزيد عن الرقم الذي يشير اليه الاميركيون اي 200 الى 400 عنصر. واكد «هذا تقدير خاطئ» مشيرا الى وجود تقديرات بان قسما من ثلاثة آلاف متشدد ملاحقين ربما لجأوا الى العراق».

واعتبر ابراهيم الجنابي مستشار وزير الداخلية العراقي نوري بدران ان رجال صدام يمولون القاعدة وباقي المجموعات الاجنبية القادرة على القيام بهجمات. وفي تطور لاحق، اصيب ممثل المرجع الشيعي علي السيستاني في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي بجروح امس في هجوم بقنبلة يدوية حسب ما اعلن مكتب اية الله السيستاني.

وكان الشيخ الكربلائي خارجا من ضريح الامام الحسين بعد اداء صلاة المغرب عندما هاجمه مجهولون والقوا القنبلة اليدوية عليه. وافاد المصدر نفسه ان الكربلائي اصيب في الرأس، مضيفا ان خمسة من حراسه الشخصيين اصيبوا هم ايضا بجروح. وقد نقل المرجع الديني الى المستشفى للمعالجة.

وقال عبد العزيز الحكيم عضو مجلس الحكم العراقي امس ان العراقيين اقدر من غيرهم على حفظ الامن في بلادهم. وقال الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ان ميليشيا قوات بدر التابعة للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية وميليشيات البشمرجة الكردية والميليشيات التابعة للقوى الاخرى يمكنها تولي الامن في العراق.

وقال الحكيم ان من الضروري الاعتماد على القوى الاجتماعية والدينية والقبلية حيث انها قوى سياسية وكان لها دور كبير في مواجهة النظام الحاكم السابق.

من جانب آخر، كشفت مصادر في الادارة الاميركية امس ان الادارة تعتزم تكثيف جمع الاستخبارات لمكافحة الارهاب في العراق بتكليف جزء من موظفيها العاملين في مجال البحث عن اسلحة الدمار الشامل بهذه المهمة. وذكرت المصادر ذاتها انه تم التطرق الى هذه المسألة خلال الاسبوع الجاري في اجتماعات عقدت على مستوى عال في البنتاغون بين وزير الدفاع دونالد رامسفيلد والحاكم المدني الاميركي في العراق بول بريمر سعيا الى التوصل لرد على الهجمات والاعتداءات المتزايدة التي تستهدف قوات التحالف وغيرها من الاهداف سهلة المنال. وقالت ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي.اي.ايه تتردد في تكليف جزء من موظفيها العاملين في البحث عن اسلحة الدمار الشامل بمكافحة الارهاب.