البنتاغون يشتبه في وقوف عزة إبراهيم نائب صدام وراء الهجمات على قوات التحالف

مسؤول فيه أكد أن سكرتيرا لنائب صدام وعضوين في «أنصار الإسلام» الأصولية قدموا معلومات بعد اعتقالهم

TT

اكد مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان الوزارة تشتبه في ان نائب الرئيس العراقي السابق عزة ابراهيم الدوري ينسق ويمول الهجمات في العراق التي ينفذها مقاتلون اجانب وآخرون من انصار النظام السابق ضد قوات التحالف.

وقال مسؤول في الوزارة طلب عدم كشف هويته ان «هناك معلومات تفيد ان عزة ابراهيم ينسق الهجمات»، موضحا ان هذه المعلومات تم الحصول عليها في الغالب بعد اعتقال سكرتير سابق لعزة ابراهيم في الموصل (شمال) ومسؤولين كبار من منظمة «انصار الاسلام» الاصولية المتطرفة التي كانت تنشط في كردستان العراق قبل ان تقصف طائرات اميركية مواقعا على الحدود العراقية ـ الايرانية.

وكان الدوري يشغل في عهد صدام حسين منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة. وكان مقربا جدا من صدام، كما أن إبنته كانت لفترة وجيزة زوجة لابن الرئيس السابق عدي الذي قتل في الموصل في هجوم قادته القوات الأميركية في يوليو (تموز) الماضي. وقد ورد اسم عزة ابراهيم في المرتبة السادسة على اللائحة الاميركية للشخصيات العراقية الـ55 المطلوبة.

واكد البنتاغون ان عزة ابراهيم يملك اتصالات قبلية وعائلية في منطقة الموصل. وذكرت مصادر كردية ان لديه شبكة واسعة من الاتصالات مع ضباط سابقين في الجيش العراقي واعضاء في قوات شبه عسكرية كانت تابعة للنظام السابق يتحدر معظم افرادها من هذه المنطقة التي تبعد 350 كيلومترا شمال بغداد.

ولم يوضح المسؤول نفسه ما اذا كان عزة ابراهيم مسؤولا مباشرة عن سلسلة الهجمات الانتحارية التي وقعت في بغداد هذا الاسبوع واسفرت عن سقوط 43 قتيلا وبينها هجوم على مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر.

ويقول المسؤولون في البنتاغون إن «أنصار الإسلام» تمثل أكبر الأخطار بالنسبة للعراق. ويعتقد القادة العسكريون أن المئات من مقاتليها غير العراقيين دخلوا الى العراق ليقاتلوا ضد قوات التحالف، وأن كثيرا من هؤلاء عبروا إلى العراق منطلقين من الأراضي الإيرانية. ويقول مسؤولو البنتاغون إن هذا الاكتشاف هو أقوى دليل حتى الآن على صلة أعضاء النظام المنهار بالمقاتلين الأجانب. وهذا من شأنه أن يؤيد التأكيدات الأخيرة من قبل المسؤولين بإدارة بوش حول أن قوات التحالف لا تواجه البعثيين وحدهم بل كذلك عناصر متطرفة قادمة من خارج العراق. ومع أن هذه الصلة المزعومة لا تثبت أن صدام كانت له علاقات مع الجماعات الإصولية قبل الحرب، وهي حجة استخدمها بعض المسؤولين لإدراج العراق في الحرب ضد الإرهاب، ولكنها يمكن أن تشير إلى أن الطرفين وحدتهما الكراهية المشتركة لقوات الاحتلال.

وتقول تقارير إن هناك ادلة على تمويل عزة إبراهيم لنشاطات «أنصار الإسلام» التي نفذت هجمات إرهابية عديدة في شمال العراق. وقد ربط المسؤولون في إدارة بوش بين «أنصار الإسلام» وتنظيم «القاعدة» بزعامة اسامة بن لادن. ولكن مسؤولي البنتاغون يركزون على أنه ليس من الواضح بعد ما إذا كان عزة إبراهيم هو الذي نظم الهجمات الأخيرة، بما فيها الهجمات على مراكز الشرطة العراقية وعلى مركز الصليب الأحمر وفندق الرشيد الذي كان يقيم فيه نائب وزير الدفاع الاميركي بول وولفويتز أثناء زيارته الأخيرة للعراق.

وكانت القوات الاميركية قد اعتقلت منذ ايام شقيقين عضوين في «أنصار الإسلام» وصفهما المسؤول في البنتاغون بانهما «كانا يقومان بنقل بعض الأموال لتشجيع كثير من المجموعات على مهاجمة قوات التحالف».

في غضون ذلك ذكرت صحيفة «24 ساعة» البلغارية امس ان منظمة «انصار الاسلام» كانت تحضر لاعتداء ضد دبلوماسيين بلغاريين يعملان في العراق نجحا في مغادرة البلاد.

وبحسب هذا المصدر، فان القائم بالاعمال البلغاري في العراق ودبلوماسيا آخر يقيمان في فندق فلسطين في وسط بغداد، كانا موضع مراقبة منذ اسابيع عدة من قبل اعضاء في هذه المنظمة.

وقالت الصحيفة انه تم العدول عن تنفيذ مشروع الاعتداء بسيارة مفخخة بسبب ندرة مغادرة الدبلوماسيين الفندق.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»