جدل بين مسلمي أميركا حول إقامة صلاة استسقاء لإطفاء حرائق كاليفورنيا

TT

أثار اعلان مجلس العلاقات الأميركية الاسلامية (كير) اقامة صلاة استسقاء في ولاية كاليفورنيا «لتساهم في اطفاء الحرائق» التي تشهدها الولاية، جدلاً في أوساط الجالية الاسلامية في الولايات المتحدة.

وقال معارضون للاقتراح ان «الصلاة ستكون مساهمة في ازاحة ضرر عن دولة تعادي الاسلام والمسلمين وتساند دولة أخرى تقاتل المسلمين وتهدم منازلهم وتتسبب في تهجيرهم وتعتقل عددا كبيرا منهم»، الا ان المؤيدين يعتبرون ان القرار يعكس سماحة الاسلام ويعبر عن رغبة مسلمي اميركا في مشاركة مواطنيهم في زوال كارثة الحرائق.

وكان امام مسجد أبو بكر بالمركز الاسلامي في مدينة سان دييغو قد ذكر بعد صلاة تراويح الليلة قبل الماضية انه تلقى فتوى تجيز اقامة صلاة الاستسقاء. وأوضح أن الشيخ الذي قدم له الفتوى أكد ضرورة أن يتم الاعلان عن ذلك عبر أجهزة الاعلام الأميركية «ليعلم جميع الأميركيين مدى سماحة الاسلام وشموله على تعليمات وصلوات تقام في أوقات الكرب والمحن وعدم نزول المطر». لكن امام المسجد أكد «ان الصلاة ليست من أجل هطول المطر لاطفاء الحرائق، وانما من أجل الاستسقاء، نظرا لتأخر هطول المطر وحالة الجفاف التي تعيشها الولاية، مما كان سببا في جفاف الأشجار وسرعة انتشار النيران فيها بعد اندلاعها».

وكان مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية قد اعلن عن اقتراح قدمه مسلمون بإقامة صلاة الاستسقاء في جميع أنحاء كاليفورنيا لتساهم في اطفاء الحرائق التي شبت في عشرة مواقع في الولاية منذ يوم السبت الماضي، وخلفت حتى أمس 20 قتيلا بينهم رجل اطفاء، واتلاف 600 ألف هكتار من الأراضي، وتشريد أكثر من عشرة آلاف شخص. وجاء في البيان «أن مسلمين اقترحوا على المجلس اقامة هذه الصلاة، وأنها ستقام الجمعة (اليوم) في عدد من المساجد والمراكز الاسلامية في الولاية». ودعا المجلس الجميع، مهما كانت ديانتهم، الى الصلاة والدعاء الى الله بأن ينزل المطر حتى تنتهي الحرائق، وتكتب النهاية لهذه الكارثة. واشار البيان الى ان الامر يتعلق بـ«اعطاء بعد روحي للجهود التي تبذل من اجل السيطرة على الحرائق». وقال رئيس فرع المجلس في كاليفورنيا حسام عيلوش: «ربما يكون هذا البعد الروحي خلال شهر رمضان الكريم عونا اضافيا لرجال الاطفاء الشجعان، الذين يعرضون حياتهم يومياً للخطر». وطلب من الكنائس المسيحية والمعابد اليهودية الانضمام الى المسلمين في صلواتهم، كما دعا المسلمين الى مساعدة الضحايا بتقديمهم «هبات كبيرة» للصليب الاحمر الاميركي.

وكان سكان كاليفورنيا ينتظرون امرين بعد وقوع هذه الحرائق: هطول المطر لاطفائها، وهبوب رياح من المحيط الهادي لازاحة سحب الدخان المتجمعة في سماء عدد من مدن الولاية. وقد هبت رياح باردة من المحيط اتجهت شرقا وسحبت معها الأدخنة الهائلة والسحب الداكنة، التي كانت قد أجبرت عددا كبيرا من السكان على البقاء في منازلهم واغلاق المدارس والجامعات ودور الترفيه. وتوقع خبراء الأرصاد الجوية هطول رذاذ خفيف اليوم مما يساهم في الجهود المبذولة منذ ستة أيام لاطفاء هذه الحرائق.