الجيش يدعم الرئيس التركي في «معركة الحجاب» مع نواب حزب العدالة

TT

خرج عشرات الالوف من الاتراك يرفعون الاعلام الى شوارع العاصمة التركية اول من امس، للاحتفال بمرور 80 سنة على اعلان النظام الجمهوري العلماني في تركيا، الا ان نقاشا حادا ومريرا حول القانون الوطني بمنع ارتداء الحجاب في الدوائر العامة والمدارس الحكومية غطى على الاحتفالات.

والخلاف الذي يضع الصفوة العلمانية المنكمشة في هذا البلد الاسلامي في مواجهة متزايدة من المسلمين الاتقياء، اشعل فتيله اكثر رفض الرئيس احمد نجدت سزر دعوة زوجات اعضاء البرلمان وغيرهم من كبار المسؤولين المحجبات الى حفل الاستقبال بمناسبة يوم الجمهورية.

وتدخل الجيش في «المعركة» داعما موقف رئيس الجمهورية.

ولم يحضر الا مجموعة محدودة من اعضاء البرلمان من حزب العدالة والتنمية الحاكم في قصر الرئاسة في حي تشان كايا الفاخر.

وقال محمد الكاتمش الذي كان بين 300 من اعضاء البرلمان من الذين قاطعوا الحفل «ما فعله الرئيس ينم عن عدم الاحترام. واعضاء البرلمان يحترمون الشعب».

والجدير بالذكر ان الحساسية الدينية مرتفعة هذه الايام بمناسبة حلول شهر رمضان.

وقد اصدر رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الذي لم توجه الدعوة الى زوجته امينة لحضور الاحتفال، اوامره الى اعضاء حكومته بحضور الاحتفال في محاولة لتهدئة الموقف، وقد استجاب له معظم الوزراء. وقال اردوغان «حتى لو كنا نشعر بالاسى فسنستمر في الخدمة. يوم الجمهورية لا يتم الاحتفال به فقط في قصر تشان كايا (القصر الجمهوري)، ولكن عبر البلاد كلها».

وتجدر الاشارة الى ان نصف اعضاء الحكومة، بمن فيهم وزير الخارجية عبد الله غل، متزوجون من نساء محجبات. وقد كشفت استطلاعات اجريت اخيراً ان اكثر من 60% من النساء التركيات يرتدين الحجاب بطريقة او بأخرى.

وكانت السلطات العسكرية التركية قد اجبرت اول حكومة يترأسها اسلامي (نجم الدين اربكان) على الاستقالة في عام 1997، وسط اتهامات بأنها تسعى لفرض الحكم الاسلامي. ولا يزال الجيش يشك في اردوغان الذي بدأ حياته السياسية، في جماعة معادية عداء شديدا للغرب وموالية علنا للحركات الاسلامية. ومنذ توليه السلطة قبل عام تخلى اردوغان عن ماضيه الراديكالي وسعى الى السير في طريق وسط بين القيود التي يفرضها الجيش والدستور من ناحية ومطالب الناخبين المتدينين، وهي صيغة يصفها المعلقون بـ«الاسلام المخفف».

الا ان الجنرالات الاتراك اوضحوا اول من امس انهم يتفقون مع موقف الرئيس سزر فيما يتعلق بالحجاب. واقر رئيس اركان الجيش الجنرال حلمي ازكوك قائمة المدعوين للاحتفال قائلا «الرئيس سزر يعرف دائما ما هو المناسب».

* خدمة لوس انجليس تايمز ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»