وزير دفاع مالي يبحث في الجزائر مصير خاطفي السياح الأوروبيين

TT

بدأ وزير دفاع دولة مالي مهمان كليل مايغا امس زيارة الى الجزائر اجرى خلالها مباحثات مع كبار ضباط الجيش، والتقى أيضا رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق محمد العماري. وفي حين قال بيان رسمي ان المباحثات تناولت «القضايا ذات الاهتمام المشترك في إطار تعزيز علاقات الصداقة والتعاون العسكري الثنائية»، فان مراقبين لم يستبعدوا تطرق المباحثات الى مصير عناصر الجماعة السلفية للدعوة والقتال الذين كانوا قد خطفوا في وقت سابق سياحاً اوروبيين في الصحراء الجزائرية وانتقلوا معهم الى مالي.

وتأتي هذه الزيارة بعد أقل من شهر من اتهام حكومة مالي الجزائر بانتهاك أجوائها، الاتهام الذي فندته وزارة الدفاع الجزائرية. وتردد حينها أن الجيش الجزائري حاول مطاردة عناصر الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي فرت من الجزائر واتخذت ملجأ لها على الأراضي المالية الواقعة على الحدود الجنوبية الجزائرية. وكانت تلك المجموعة قد احتجزت بين شهري فبراير (شباط) ومارس (آذار) الماضيين 31 سائحا اوروبيا. وقد تمكنت قوات الجيش الجزائري من تحرير 17 منهم في مايو (أيار)، في حين دخل الخاطفون مع الفوج الثاني من هؤلاء السياح الأراضي المالية أين اجروا في مفاوضات متعددة الأطراف انتهت، في اغسطس (آب) الماضي بالإفراج عن جميع السياح باستثناء سائحة ألمانية واحدة توفيت بسبب عدم قدرتها على تحمل حرارة الصحراء.

وكانت السلطات المالية قد أعلنت، عقب الإفراج عن الرهائن أنها لن تمنح لعناصر الجماعة المسلحة حق اللجوء في أراضيها، لكنها لن تشن ضدها أي هجوم ولن تطاردها في ملجئها على الحدود. وقبل ذلك كان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد اعلن في مناسبتين أنه مستعد لمنح خاطفي السياح الأوروبيين فرصة لمغادرة التراب الجزائري من دون مطاردتهم حفاظا على سلامة الرهائن.

من جهة أخرى، أعلن مصدر رسمي أن جماعة مسلحة اغتالت، الليلة قبل الماضية، ثلاثة أشخاص ببلدية احمر العين بولاية تيبازة (70 كلم غرب العاصمة). وأضاف نفس المصدر أن الضحايا كانوا في طريقهم إلى بيوتهم عندما خرج عليهم مسلحون كانوا يقيمون حاجزا مزيفا فأجهزوا عليهم. وفي نفس الليلة تمكن ثمانية مسلحون من سرقة سيارة إسعاف فروا بها وبما تحمله من معدات طبية نحو جبال الميلية في ولاية جيجل. وكان المسلحون قد اتصلوا هاتفيا برقم الحماية المدنية وطلبوا منهم إحضار سيارة إسعاف لنقل سيدة حامل إلى إحدى عيادات التوليد. وبينما كانت سيارة الإسعاف تقترب من الوصول إلى العنوان الذي تسلمته أوقفها رجال يرتدون الزي العسكري الرسمي ثم طلبوا من السائق ومرافقيه النزول من السيارة ليفروا بها بعد أن جردوهم أيضا من بذلهم الرسمية ومن جهاز الراديو الذين كانوا يحملونه معهم.