البطريرك صفير في مستهل زيارته لبريطانيا: سورية تتحكم بلبنان

TT

قال البطريرك نصر الله بطرس صفير، بطريرك انطاكية وسائر المشرق، إن لبنان يعاني من مشاكل سياسية ناجمة عن تحكم سورية به.

وجاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده رئيس الكنيسة المارونية في لبنان أمس في اول أيام زيارته الرسمية لبريطانية التي وصلها ليل الاربعاء الماضي في إطار جولة أوروبية توقف خلالها في سبع دول أوروبية. وأعرب عن إحساسه بالسعادة الممزوجة بالحزن للإطلاع على احوال اللبنانيين في المهاجر الاوروبية، مؤكداً أن بلادهم في حاجة الى جهودهم للمساعدة في عملية الاعمار. واشار الى حرصه على تعزيز العلاقات الودية بين اللبنانيين في المهجر، بغض النظر عن مذاهبهم الدينية. وجدير بالذكر ان الزيارة تعتبر سابقة تاريخية، فالبطريرك صفير هو أول رئيس للكنيسة المارونية يقوم بزيارة رسمية الى بريطانيا. واشار البطريرك صفير في المؤتمر الصحافي الذي خصصه صباح امس لوسائل الاعلام البريطانية، الى إن بلاده تواجه مصاعب اقتصادية وسياسية. وقال في رد على سؤال بأن «لبنان من الناحية السياسية، خاضع لتحكم دولة مجاورة، هي سورية، وبوسعكم أن تقدروا نتائج ذلك». واضاف «أما اقتصادياً فنحن دولة صغيرة نعاني من أعلى كثافة سكانية في العالم، كما ان ديوننا تقدر بـ35 مليار دولار». وسُئل عن الانطباعات التي عاد بها من لقاءاته مع المغتربين الموارنة خصوصاً في اوروبا، فأكد انه شعر بسعادة يشوبها الحزن لدى اطلاعه على أحوالهم. وقال إن السعادة تعود الى ان بعض هؤلاء «يحتلون مواقع بارزة في المجتمعات المضيفة كاطباء ومهندسين ومديري شركات الخ...وهذا مدعاة للسعادة». بيد انه اردف ان كثيرين من اللبنانيين «يعيشون كأشخاص عاديين ومن المحزن أنهم هجروا لبنان الذي يحتاج الى جهودهم في عملية البناء» لاسيما انه «يواجه مشاكل كثيرة بعد نهاية الحرب». وسُئل عما إذا سعى الى تعزيز الروابط بين المغتربين اللبنانيين من موارنة مسيحيين ومسلمين، فأكد حرصه على « تعميق الحوار بين اللبنانيين جميعاً في المغتربات وإقامة علاقات جيدة بينهم». وتركزعدد من الاستفسارات على نشاطات البطريرك صفير الخيرية والجهود التي قام بها لحماية البيئة في لبنان. وفي وقت لاحق قام البطريرك صفير بزيارة للعائلة البريطانية المالكة في مقر إقامتها الرسمية بقصر باكنغهام في لندن حيث كان الامير فيليب زوج الملكة اليزابيث الثانية في استقباله. وكان رئيس الكنيسة المارونية قد اوضح خلال المؤتمر الصحافي أنه سيناقش اوضاع «لبنان واللبنانيين، فضلاً عن موضوعات دينية» مع الامير فيليب. ومن المتوقع ان يحضر أصغر انجال الملكة الامير إداورد وآخرون اللقاء.

وفي بريطانيا، وهي المحطة السابعة لجولته الاوروبية بعد ايطاليا وفرنسا وبلجيكا والسويد والمانيا وسويسرا، يخصص البطريرك صفير شطراً وافراً من ايامه الاربعة لتفقد اوضاع المورانة اللبنانيين. ومن المقرر ان يلقي مساء اليوم محاضرة في نادي الرؤساء والملوك بجامعة أكسفورد، كما يلتقي غداً رئيس الكنيسة الكاثوليكية في بريطانيا الكاردينال مورفي أوكونور كبير اساقفة ويستمنستر. وفي آخر ايام الزيارة التي يعود بعدها الى لبنان، يعقد البطريرك صفير الاثنين المقبل اجتماع عمل مع البارونة اليزابيث سيمونز وزيرة الدولة للشؤون الخارجية الملكلفة ملف الشرق الاوسط. وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، يلتقي البطريرك صفير الدكتور روان وليامز كبير اساقفة كانتربري زعيم الكنيسة الانغليكانية الرسمية.