اليازغي: استقالة اليوسفي لم تفاجئنا لأنها كانت متوقعة

TT

قال محمد اليازغي الكاتب الأول بالنيابة لحزب «الاتحاد الاشتراكي» إن استقالة اليوسفي لم تكن مفاجئة لأنها كانت متوقعة.

وفي الوقت الذي أعرب فيه المكتب السياسي لحزب «الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية» عن «احترامه الكامل» للقرار الذي اتخذه اليوسفي الكاتب الأول للحزب الذي كان قد أعلن في رسالة إلى المكتب عن استقالته من عضوية الحزب واعتزاله العمل السياسي. قال اليازغي ان قرار اليوسفي لا رجعة فيه. وكان بيان المكتب السياسي قد أعرب عن «قناعته الراسخة» بأن اليوسفي اتخذ هذا القرار «بعد تفكير رصين وتحليل عميق» معتبرا ان الكاتب الأول للحزب «فعل ذلك كما تعود دائما بدافع وطني صادق يهدف الى تطوير العمل السياسي وطنيا وحزبيا».

كما أعرب المكتب عن «اعتزازه الكامل بالعمل الجبار الذي قامت به هذه الشخصية الوطنية الفذة خلال أزيد من 60 عاما» معبرا عن «امتنانه العميق باسم كل مناضلات ومناضلي الاتحاد الاشتراكي لهذا المناضل الصلب الذي طبع مسيرة الاتحاد ومسيرة المغرب في مسار انتقاله الديمقراطي».

وخلص المكتب السياسي الى القول انه «سيتحمل كامل مسؤولياته السياسية والتنظيمية وسيواصل بناء وتدبير مؤسساته وأجهزته بروح وحدوية ونضالية عالية وسيتخذ في الأيام القليلة القادمة كل الاجراءات الضامنة لاستمرار الحزب قوة سياسية وطنية قادرة على ربح رهانات المستقبل».

ولتوضيح ما جاء في هذا البيان اتصلت «الشرق الاوسط» بمحمد اليازغي وكان معه هذا الحوار:

* قرار الاستقالة ألم يكن مفاجئا بالنسبة اليك؟

ـ قرار الاستقالة لم يكن مفاجئا بالنسبة الينا لان العمليات الانتخابية وصلت الى نهايتها وبالتالي فالمغرب دخل في مرحلة جديدة، واختيار عبد الرحمن (اليوسفي) لهذا الظرف لتقديم استقالته له مغزاه العميق وله معناه، وهو ما حاولنا توضيحه في البيان الصادر عن المكتب السياسي.

* لكن لم يرد اي ذكر في الرسالة عن اسباب الاستقالة؟

ـ لا، فهو يوضح ان مسلسل الانتخابات انتهى، ويعتبر ان تلك مرحلة تحمل فيها المسؤولية وبالتالي اصبحنا مقبلين على الدخول في مرحلة اخرى.

* الم يكن من الممكن انتظار حتى انعقاد المؤتمر السابع للحزب المزمع تنظيمه في غضون العام المقبل؟

ـ اكيد وقع نوع من الاستعجال في تقديم الاستقالة، فما كان واردا عندنا، هو انه عند انعقاد المؤتمر المقبل كان سيعلن الاخر عبد الرحمن عن تقاعده.

* الا تقرأ في رسالة استقالة اليوسفي اية رسالة موجهة الى الجهات العليا في البلاد على غرار حاول اليوسفي التعبير عنه من خلال استقالته الاولى عام 1993 احتجاجا آنذاك على تزوير الانتخابات؟

ـ لا، ابدا، فلا وجود لهذا الجانب نهائيا.

* كيف اذن تفسر ربط اليوسفي لاستقالته وتوقيتها مع نهاية المسلسل الانتخابي الذي عرف خلاله الحزب عدة انتكاسات؟

ـ كلمة انتكاسات غير مبنية على تحليل عميق للنتائج التي حصل عليها الحزب، ففي عام 1997 كان الحزب يرأس 43 جماعة (بلدية قروية) الآن اصبح حزبنا هو الاول من حيث عدد الجماعات التي يشرف على تسييرها والبالغ عددها 248 جماعة، ايضا في عام 1997 كان حزبنا مصنفا في الصف الخامس من حيث النتائج العامة بجميع العمليات الانتخابية، نحن الآن في المرتبة الثانية، لذلك لا يمكن الحديث عن انتخابات، صحيح وقع مشكل يتعلق بانتخابات المدن الكبرى، ولعله هو الذي ولد هذا الانطباع عند الناس، اما في الواقع فان عدد المستشارين (المنتخبين في البلديات) قد تضاعف عدة مرات، كما تضاعف عدد الجماعات (البلديات) التي تشرف عليها، وهذه كلها نتائج تجعلنا نحكم ان نتائج هذه الدورة الانتخابية كانت ايجابية بالنسبة لحزبنا.

* كونك تحمل صفة الكاتب الاول بالنيابة هل ستؤول اليك الآن قيادة الحزب اوتوماتيكيا في انتظار انعقاد المؤتمر المقبل؟

ـ انا الآن مازلت احمل نفس الصفة، ومؤسسات الحزب سوف تتحمل مسؤولياتها السياسية والتنظيمية لمواصلة استمرارية الحزب ومساهمتها في بناء وتدبير مؤسسات البلاد، وسنتخذ قراراتنا بسرعة لضمان استمرار الحزب.

* الن يدعو هذا الى تعجيل عقد المؤتمر المقبل؟

ـ هذا الموضوع سيطرح على «اللجنة الادارية (اعلى هيئة تقريرية داخل الحزب بعد المؤتمر) في اجتماعها المقبل، وهي من سيقرر في الموضوع، المؤمر مبرمج للسنة المقبلة، لكن التحضير والاعداد له وتحديد زمان ومكان انعقاده فهذه امور من اختصاصات اللجنة الادارية».

* هل يفهم من هذا ان قرار اليوسفي لا رجعة فيه وهل حاولتم ثنيه عنه؟

ـ هو قرار لا رجعة فيه، وعندما تقرأ البيان الذي صدر عن المكتب السياسي للحزب فقد عبرنا عن احترامنا الكامل للقرار الذي اتخذه الاخ عبد الرحمن (اليوسفي)، كما عبرنا عن تقديرنا الكامل للجهود التي بذلها في خدمة حزبه.

* هل سترشح نفسك للامانة العامة للحزب عند انعقاد المؤتمر المقبل؟

ـ يصعب علي الاجابة عن سؤالك هذا، فهو سابق لأوانه.