أمين عام «ناتو» يبحث في موسكو مشاكل توسع الحلف شرقا

TT

وصل الى العاصمة الروسية موسكو اللورد جورج روبرتسون امين عام حلف «شمال الاطلسي» (ناتو) في آخر زيارة له قبل مغادرته منصبه في نهاية هذا العام. تضمن برنامج الزيارة عددا من اللقاءات مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزيري الخارجية والدفاع والمسؤولين في مجلس النواب (الدوما)، واشارت المصادر الى ان هذه اللقاءات لن تكون مجرد مناسبة لتوديع روبرتسون الذي تدين له علاقات روسيا مع «ناتو» بفضل تطورها بعد التوتر الذي اصابها في اعقاب تدخل الحلف في البلقان رغما عن ارادة الكرملين الذي ناهض تدخله في يوغوسلافيا وقصف بلغراد. ويشمل برنامج روبرتسون حسب مصادر روسية جملة من المواضيع يتعلق معظمها بموقف روسيا من توسع «الناتو» شرقا. ومن هذا المنظور يطلب روبرتسون من موسكو الموافقة على مشاركتها في قمة «ناتو» ـ روسيا المقرر عقدها في اسطنبول مما يضع الكرملين في موقف بالغ الحرج نظرا لان الدورة المقبلة مدعوة الى اتخاذ القرار النهائي بشأن ضم سبع دول بينها دول البلطيق الى الحلف مما يعني بالتبعية موافقة موسكو على توسع الحلف شرقا. غير ان موسكو تبدو في الوقت ذاته في حاجة الى مناقشة عدد من المسائل الاخرى ومنها ما تعتزمه واشنطن حول نقل قواتها من اوروبا الغربية الى بلدان اوروبا الشرقية ما يعني ضمنا الاقتراب اكثر من حدود روسيا.

ولعل توسع دائرة نفوذ ومصالح «ناتو» ليشمل كلا من افغانستان والعراق يعني ان نشاط الحلف لم يعد يقتصر على القارة الاوروبية بل صار يشمل العديد من مناطق القارة الاسيوية وهو ما يؤكد بنظر مراقبين روس نزعة التوسع التي قد تشمل بلدانا اخرى من منظومة بلدان كومنولث الدول المستقلة (السوفياتية سابقا). وثمة قضية اخرى تريد موسكو مناقشتها وتتلخص في محاولات «ناتو» وواشنطن التغاضي عن وجود معاهدة الحد من الاسلحة التقليدية والقوات في وسط اوروبا والتي ترفض دول البلطيق الانضمام اليها مما يخرق التوازن القائم بهذا الشأن. وثمة مؤشرات تقول ان «ناتو» يبدو قريبا من التأهب لمناقشة هذه القضية في حال موافقة روسيا على تصفية وجودها العسكري وسحب قواتها من القواعد الموجودة في كل من جورجيا ومولدافيا (مولدوفا). وقد اشارت صحيفة «كوميرسانت» الى احتمال موافقة موسكو على قبول دعوة المشاركة في قمة رؤساء بلدان الناتو ـ روسيا المرتقب عقدها في اسطنبول وان اشارت الى احتمال طرح روسيا شروطها التي تتلخص في ضرورة مراعاة مصالحها الاستراتيجية ومشاركتها في تحديد القرار بشأن آليات مكافحة الازمات. هذا وقد جاءت زيارة روبرتسون للعاصمة الروسية في نفس الوقت الذي فرغ سلفه خافيير سولانا مفوض الشؤون الخارجية للاتحاد الاوروبي من مناقشة المسائل المتعلقة بمشاركة روسيا في قمة روسيا ـ الاتحاد الاوروبي المقرر عقدها في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.