جامعة الملك فهد للبترول تبدأ بالتعاون مع اليابان تجارب تحويل البترول الثقيل لمنتجات عالية القيمة تجاريا

TT

الظهران ـ واس: بدأت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالتعاون مع مركز التعاون الياباني للبترول وشركة أرامكو السعودية تشغيل المعمل التجريبى لتكرير البترول براس تنورة الذي تصل طاقته الى 30 برميلا فى اليوم والذي انشئ ضمن مشروع بحثي يهدف الى اجراء تجارب على ابتكار جديد لتحويل البترول الثقيل الى منتجات ذات قيمة تجارية عالية مثل البنزين والاوليفين الخفيف. اوضح ذلك وكيل الجامعة للدراسات والابحاث التطبيقية الدكتور صالح بن عبد الله باخريبة، مشيرا الى ان تشغيل المعمل يأتي في بداية المرحلة الثانية من برنامج التعاون العلمي بين الجامعة والجانب الياباني. واشار الى ان كلفة مشروع البحث بلغت حوالى مائة مليون ريال تشمل كلفة تشييد المعمل التجريبى بالقرب من مصفاة راس تنورة ،مبينا ان حوالي 20 مهندسا ومشغلا ينتمون الى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وشركة نيبون اليابانية للبترول وشركة ارامكو السعودية سيشغلون المعمل خلال السنتين القادمتين. ولفت الى ان المعمل التجريبي يعد اختبارا لعملية التكرير الجديدة التي تعتمد على تحويل المشتقات البترولية الثقيلة الى منتجات ذات قيمة اعلى، مفيدا الى بأن هذه العملية تعد من عمليات التكرير الرئيسية لانتاج بنزين السيارات برقم اوكتان مرتفع وتتميز بزيادة الانتقائية في المنتجات وخاصة المواد الاولية المستخدمة في صناعة البتروكيماويات. وقال الدكتور باخريبة ان المرحلة الاولى من مشروع البحث المشترك بدأت قبل 8 سنوات بهدف تطوير عملية تكرير البترول الثقيل والمشتقات البترولية الثقيلة وانتاج بنزين نظيف عالي الجودة ومواد اولية تستخدم في الصناعات البتروكيماوية مثل البروبولين والبيوتيلين وغيرهما، مشيرا الى ان العمل في هذا البرنامج استمر خمس سنوات تم خلالها انشاء مختبر خاص بالمشروع في الجامعة واجراء دراسات نظرية ومعملية وانشاء وحدة صناعية صغيرة للتكرير بطاقة 0.2 برميل يوميا وتم الحصول على عدة براءات اختراع سجلت في الولايات المتحدة الاميركية واليابان. واضاف انه بعد انتهاء المرحلة الاولى من المشروع تم الاتفاق مع ارامكو السعودية على اقامة المعمل التجريبي بالقرب من مصفاة الشركة فى راس تنورة، مشيرا الى ان المعمل يتكون من خمسة اقسام رئيسية وهي قسم المفاعل والمنشط المجدد للحفازات وقسم التقطير وفصل المنتجات وقسم خزانات اللقيمات للمعمل والمنتجات من التقطير وقسم المرافق الكهرباء والماء والبخار والهواء وقسم التشغيل والسيطرة والتحكم والكومبيوتر والتحاليل المخبرية. وكشف يقول انه تم تصميم المعمل وتصنيع اقسامه المختلفة بواسطة شركة شيودا، احدى الشركات الهندسية اليابانية، وتم فحص هذه الوحدات للتأكد من ادائها قبل شحنها الى المملكة وقام فريق من المهندسين السعوديين من الجامعة وارامكو السعودية بتلقي التدريبات الضرورية لتشغيل بعض الوحدات التجريبية فى اليابان.

من جانبه قال مدير مركز التكرير والبتروكيماويات بمعهد البحوث الدكتور محمد بن عبد الله الصالح ان برنامج البحوث الذي سيجري في المعمل والذي يستمر لمدة سنتين يشمل تنفيذ عدد كبير من الدراسات العلمية والفنية للتأكد من صلاحية التقنيات المطورة للاستخدام التجاري. واكد ان التقنية الجديدة سوف تشكل نوعا من التكامل بين صناعتي تكرير البترول والبتروكيماويات، مما يزيد من ربحية الصناعتين ويؤمن اللقائم الضرورية لصناعة البتروكيماويات الى جانب الانتاج التقليدي لبنزين السيارات، مضيفا ان مشروع البحث التطبيقي يعد مثالا لنجاح التعاون البحثي حيث طورت الافكار والمبادئ العلمية من النظرية الى المختبر الى الوحدة الصناعية الصغيرة بالجامعة ثم الى المعمل التجريبي شبه الصناعي في مصفاة راس تنورة الذي 30 ينتج برميلا في اليوم من المشتقات البترولية الثقيلة. واوضح الدكتور الصالح انه عند نجاح هذه التقنية على المستوى الصناعي سيكون باستطاعة الجامعة وشركائها الترخيص لهذه التقنية لأي شركة تكرير بترول عالمية والحصول على عوائد مادية مجزية.