العراقيون لم يعودوا راغبين أو مجبرين على إطلاق اسم صدام على مواليدهم الجدد

TT

بغداد ـ أ.ف.ب: اصبح اسم «صدام» الذي كان مرغوبا جدا قبل بضعة اشهر فقط في العراق مهملا، وبات الاهل، منذ سقوط الرئيس العراقي السابق، يفضلون اعطاء مواليدهم الجدد اسماء ذات صبغة اسلامية. ويقول الموظف في مكتب السجل المدني في بغداد عماد فاخر حسن «لم نسجل اي صدام منذ سقوط النظام في التاسع من ابريل (نيسان). قبل ذلك، كان الناس يتدافعون من اجل تسمية اولادهم بهذا الاسم».

وتقول مديرة المكتب ميسون ربيعة العمارة ان اسم الزعيم الشيعي محمد باقر الحكيم الذي اغتيل في اغسطس (آب) الماضي حل محل صدام في سجل الاسماء، مشيرة الى انه تم تسجيل «اكثر من عشرين طفلا على اسمه في الاسبوع الذي تلا اغتياله».

ويقول عماد حسن «قبل الحرب، كانت شهادات الميلاد تشير الى ان الاطفال ولدوا في الثامن والعشرين من ابريل (نيسان)، تاريخ ميلاد صدام، حتى لو انهم ولدوا بعد بضعة ايام على هذا التاريخ. وبناء عليه، واعتبارا من عيد ميلادهم الاول، كانوا يحصلون سنويا على 150 الف دينار عراقي (75 دولاراً في حينه)» من الحكومة. وكان السائق سليم يود تسمية طفله صدام، الا انه رزق بطفلة عوضت عليه بان ولدت في الثامن والعشرين من ابريل 2002. ويقول سليم «لقد اسميتها ميلاد لاربط بين تاريخ ميلادها وتاريخ ميلاد الرئيس. الا ان الاميركيين دخلوا الى بغداد قبل تسعة عشر يوما من حصولي على المكافأة».

واوضح حسن «ان سقوط صدام ترافق ايضا مع نسيان اسماء اولاده. فلم يعد هناك عدي وقصي بين المواليد الذكور، ولا رغد او حلا بين المواليد الاناث، وقد كانت اسماء شعبية خلال العهد السابق». وفي دليل اضافي على التغيير الحاصل في ميزان الحكم، تحاول الغالبية الشيعية التي كانت مقموعة وممنوعة من ممارسة تقاليدها بحرية خلال عهد صدام حسين، اثبات وجودها على هذا الصعيد كما على غيره. وتشير ميسون العمارة الى ان «هناك زيادة في اسماء ذات صبغة اسلامية يستقيها الشيعة من اسماء عائلة الامام علي، مثل نور الحسين وفاطمة الزهراء وابو الحسن». ويتابع عماد حسن «في عهد صدام، كان الناس يخشون المجاهرة بانتمائهم السياسي او الديني. اليوم، يمكن لعراقي ان يسمي ابنه حتى بوش (على اسم الرئيس الاميركي) او بريمر (على اسم الحاكم المدني الاميركي الاعلى على العراق) اذا اراد». ثم يعلق مازحا «لحسن الحظ، لم يقم احد بذلك بعد». وتقول عمارة «لقد سجلنا اخيرا اسم اسامة بن لادن. حاولنا ان نثني الوالد عن ذلك، الا انه اصر على الاسم» الذي هو اسم زعيم تنظيم «القاعدة». وتشير الى ان الوالد من الفلوجة، معقل المقاومة ضد الاميركيين.

في مديرية الاحوال المدنية، يؤكد المسؤول عن بطاقات الهوية ان «اي شخص يدعى صدام حسين لم يطالب بتغيير اسمه حتى الآن». وقال الموظف الذي رفض الكشف عن هويته «يتيح القانون لاي عراقي ان يغير اسمه واسم عائلته وتاريخ ميلاده مرة واحدة في حياته» مضيفا «اتوقع في المستقبل ان يأتي عدد كبير من حاملي اسم صدام مطالبين بتغيير اسمائهم التي سيترتب على حملها مشاكل كثيرة. الا ان الصعوبات الادارية وانعدام الامن في البلاد، امر لا يشجعهم على ذلك الآن».