قررت الحكومة الجزائرية إنشاء مدينتين جديدتين، احداهما قد تكون العاصمة المستقبلية للبلاد، بهدف الإسهام في فك الاختناق عن العاصمة الحالية وتخفيف التمركز السكاني عن الشريط الساحلي الذي يعيش فيه حوالي 80 في المائة من السكان. وحددت الحكومة خلال اجتماعها اول من امس، وظائف المدينة الجديدة الاولى في منطقة بوغزول (150 كلم جنوب العاصمة) في تطوير قطاع الخدمات والتكنولوجيا المتقدمة والبحث العلمي، في حين حددت للمدينة الجديدة الثانية بوينان (ولاية البليدة، 50 كلم جنوب العاصمة) وظائف النشاطات الرياضية والترفيهية. وقد خصصت لدراسة مشروعي المدينتين ميزانية بـ30 مليون دولار، في حين لم تحدد الحكومة آجال الانتهاء من بناء المدينتين.
ويعود مشروع إنجاز مدينة بوغزول (بين المدية والجلفة) إلى بداية الثمانينات، وكان الحديث وقتها يتردد عن إنجاز "العاصمة الجديدة" للجزائر، غير أن الملف طوي تحت الأدراج بعد انهيار أسعار النفط ودخول الجزائر دوامة العنف المسلح الذي فرض على السلطات أولويات أخرى. وفي العام الماضي أثار رجل الأعمال الجزائري رفيق عبد المؤمن خليفة مسألة بناء مدينة بوغزول، وقال في تصريحات للصحافة إن ذلك سيكون من بين مشاريعه وسيزود المدينة الجديدة بمطار دولي راق، غير أن مجموعة الخليفة أفلست قبل بدء المشروع.
وبالإضافة إلى فك الاختناق عن العاصمة التي صارت تعج بأكثر من 3 ملايين نسمة، يهدف مشروع بناء المدينتين الجديدتين إلى تركيز مصالح البلد والإدارات الحيوية في مدن ليست عرضة للخطر الزلزالي مثل العاصمة وكل المدن الواقعة على طول الشريط الساحلي. وكانت اللجنة الحكومية التي أنشأها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لدراسة آثار زلزال مايو (أيار) الماضي، والذي خلف قرابة 3 آلاف قتيل وخسائر بقيمة 5 مليارات دولار، قد دعت في تقريرها إلى "إعادة توزيع السكان والمنشآت الصناعية في مدن الجنوب التي تتعرض إلى الزلازل بدرجة أقل من مدن الساحل".