طالباني يتهم دمشق بالتدخل ويعتبر قراءتها للأوضاع العراقية خاطئة

TT

اتهم الرئيس الدوري لمجلس الحكم العراقي لهذا الشهر جلال طالباني سورية بالتدخل فى الشؤون الداخلية للعراق، وانتقد تصريحات ادلت بها الى «الشرق الأوسط» امس الناطقة بلسان وزارة الخارجية السورية، ووصف الدعوة التي وجهتها دمشق الى وزير الخارجية هوشيار زيباري لحضور الاجتماع الأخير لدول الجوار بأنها «استفزازية ومهينة».

وقال طالباني في مؤتمر صحافي عقده في بغداد امس إن الدعوة الى اجتماع دمشق كانت عبارة عن أن يأتي الوزير العراقي الى العاصمة السورية ويجلس بعد انتهاء الاجتماع مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ليسمع منه ملخصا لما دار في الاجتماع، وعدّ طالباني ذلك «تدخلاً في الشؤون الداخلية للعراق». وانتقد طالباني بشدة تصريحات المتحدثة باسم الخارجية السورية بشرى كنفاني الى «الشرق الاوسط» التي اشارت فيها الى ان مجلس الحكم معين من قبل سلطة الاحتلال وبالتالي لا يمثل الشعب العراقي، وقال «التحدي إن كان هناك من يمثل أي دولة عربية مثلما يمثل المجلس الانتقالي العراق انه يمثل جميع الأحزاب في العراق». ووصف طالباني الدعوة السورية الى العراق للمشاركة في اجتماع دمشق بأنها «استفزازية ومهينة»، وقال ان دمشق «مارست مناورة بأن وجهت دعوة للعراق بعد ضغط الدول المشاركة (مصر والسعودية والأردن وإيران وتركيا)، وقالت انها وجهت الدعوة والعراق لم يأت». كما انتقد ما نسب من تصريحات لوزير الخارجية السوري فاروق الشرع بأن المستفيدين من سقوط الديكتاتورية في العراق هم أميركا وإسرائيل والأكراد، معتبراً أن الشرع «أخطأ» عندما «حشر» اسم الأكراد مع أميركا وإسرائيل، مؤكداً أن «المستفيد من سقوط الديكتاتورية هو الشعب العراقي والسوري أيضاً»، واشار في هذا الصدد إلى أن نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام كان قد تعرض لمحاولة اغتيال من جانب النظام العراقي السابق. وفسر رئيس مجلس الحكم العراقي الموقف السوري بأنه يأتي على خلفية التوتر في العلاقات السورية ـ الأميركية وبـالقراءة الخاطئة لسورية للوضع في العراق. واكد طالباني ان عناصر «إرهابية» تتسلل «من سورية وإيران» إلى العراق، معتبرا أنهم تسللوا من دون علم السلطات السورية. ودعا طالباني دول الجوار الى تشديد الرقابة على حدودها لمنع المتسللين.

وقبل عقد طالباني مؤتمره الصحافي كان قد اعلن في بغداد امس ان مجلس الحكم قرر تشكيل وفد من عدد من اعضائه برئاسة جلال طالباني لزيارة كل من ايران وسورية وتركيا لبحث الوضع الامني وتشكيل لجان امنية مشتركة معها لمنع المتسللين ومناقشة قرارات اجتماع دمشق.

وقال الناطق باسم المجلس حميد الكناني للصحافيين انه من المقرر ان تبدأ هذه الجولة في السادس عشر من الشهر الجاري، مشيرا الى ان المجلس تلقى دعوات من هذه الدول لارسال وفد اليها لمناقشة القضايا المشتركة وذات العلاقة. وليس من الواضح الان ان كانت الجولة، او جزء منها في الاقل، ستتأثر بتصريحات طالباني.