وزير أفغاني: مترجمون ضللوا الأميركيين لمهاجمة 6 مدنيين بينهم 4 أطفال

TT

شنت القوات الاميركية هجوما جويا قتل فيه ستة مدنيين افغان بينهم اربعة اطفال لانها ضللت من قبل مترجم افغاني كان يريد تصفية بعض حساباته الشخصية، حسبما قال وزير الداخلية الافغاني علي احمد جلالي.

وقال الوزير جلالي ان وفدا من المنطقة التي حدثت فيها الغارة الجوية ابلغه بان المترجمين يضللون القوات الاميركية عن قصد. واضاف جلالي في مقابلة اجريت معه: «انهم يعرفون بعض الناس ممن لهم عداوات قديمة وقد عمل بعض هؤلاء مترجمين مع قوات التحالف. انهم يشتبهون في أن هؤلاء المترجمين زودوهم بمعلومات خاطئة».

ومثلهم مثل المرشدين الذين تستأجرهم القوات الاميركية للبحث عن مقاتلي حركة طالبان، فان المترجمين ايضا يختارون من بين المليشيات التابعة لامراء الحرب المحليين، وليس لحكومة الرئيس حميد كرزاي.

وقال الوزير جلالي انهم كثيرا ما يتهمون بتضليل الاميركيين، و«هناك شكاوى متكررة، تتعلق خاصة بالمترجمين العاملين مع قوات التحالف، وتشير الى انهم يقدمون معلومات مضللة للقوات. انهم يحاولون في كثير من الاحيان تجريم اعدائهم او اولئك الذين لا يحبونهم من الناس».

وقال نائب حاكم اقليم نورستان، ان الهجوم الجوي الليلي، الذي وقع الجمعة الماضية، دمر منزلين في قرية واريز، بالقرب من الحدود الشرقية لافغانستان مع باكستان. وكان من بين الضحايا طفل عمره 11 سنة وفتيان دون العشرين، هما نجلا احد الحكام السابقين للاقليم من الذين يدينون بالولاء لكرزاي.

وحذر الرئيس الافغاني الذي يحاول جهده مد نفوذه الى خارج كابل، القادة الاميركيين، قبل اكثر من عام، من ان العلاقات الوطيدة مع امراء الحرب لن تكون مفيدة في الحرب ضد الارهاب، حسب تصريح ادلى به المتحدث باسمه الاسبوع الماضي.

وامتنعت القوات الاميركية عن التعليق على استخدام المقاتلين من المليشيات. وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان هذه الاسئلة يجب ان توجه الى القيادة الوسطى في تامبا بولاية فلوريدا. وامتنع متحدث باسم القيادة الوسطى ايضا عن التعليق.

ومن ضمن مرشدي القوات الاميركية مقاتلون من مدينة قندهار الشرقية. وهؤلاء تحقق معهم الشرطة التابعة لجلالي لاتهامات وجهت اليهم بأنهم ضربوا القرويين وعذبوهم ونهبوهم، عندما كانوا يعملون مرشدين للقوات الاميركية في قرية داي شوبان الجنوبية الشرقية. وقد زار القرية فريق من وزارة الداخلية. وقال وزير الداخلية استنادا الى تقارير الوفد: «نعم، لقد اسيئت معاملة الناس في بعض الحالات، كما نهبوا في اماكن اخرى. بعض المنازل دمرت. ولهذا السبب اجبر بعض القرويين المسالمين على الهروب الى الجبال». وقال جلالي انه ارسل فريقا آخر الى قندهار بحثا «عن المسؤولين عن هذه الاعمال».

كذلك وجه كرزاي حاكم اقليم زابول بتقييم الاضرار التي لحقت بالقرية حتى تقوم الحكومة الافغانية بتعويض الضحايا. وقال جلالي ان كرزاي أمر بالقبض على الافغان الذين عملوا مرشدين للقوات الاميركية وتقديمهم للعدالة.

ويشار الى ان المرشدين والمترجمين الذين يعملون مع القوات الاميركية تدفع لهم القوات الاميركية للمساعدة في البحث عن مقاتلي حركة طالبان او تنظيم «القاعدة». وقال جلالي: «في بعض المناطق وظفت قوات التحالف، ميليشيا صغيرة كانت تدفع لافرادها الاجور وتساعدهم بتوفير المعدات وتستخدمهم في عمليات مشتركة. وهؤلاء قوم محليون يعرفون المنطقة بصورة جيدة، ولذلك يحتاجون اليهم في العمليات المشتركة الموجهة ضد فلول طالبان».

وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الاميركية التي تعنى بالدفاع عن حقوق الانسان، طلبت في سبتمبر (ايلول) الماضي، من الرئيس الاميركي جورج بوش ان يوقف الدعم المالي والعسكري الى امراء الحرب الافغان والقادة العسكريين المتمردين. وقال براد ادمز، المدير التنفيذي لفرع آسيا في المنظمة، في رسالة مفتوحة وجهها الى بوش، يوم 19 سبتمبر: «ولد العنف والابتزاز الذي يمارسه الجنود والمليشيات والشرطة، من العاملين تحت قيادة امراء الحرب، شعورا عاما بانعدام الامن. وقد تعرضت للخطر المكاسب التي تحققت في مجال تعليم الفتيات في سن المدارس، لان الآباء صاروا يخشون ارسال بناتهم الى المدارس خشية الاذى الذي يمكن ان يتعرضن له».