نادية عبيد: استقالتي كمبعوثة للجامعة العربية إلى السودان ليست بسبب التهميش

TT

قالت نادية مكرم عبيد المبعوثة الخاصة للامين العام لجامعة الدول العربية لشؤون السودان امس انها أعفيت من مهمتها بطلب منها بعد حصولها على منصب المدير التنفيذي لمركز البيئة والتنمية للاقليم العربي وأوروبا (سيدار) التابع للامم المتحدة.

ونفت عبيد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن تكون قد تقدمت باستقالتها بسبب تهميش دور الجامعة العربية في المفاوضات بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية كما ذكرت بعض وكالات الأنباء والقنوات الفضائية، مؤكدة أن موقعها كمبعوثة للأمين العام للجامعة هو تكليف وليس وظيفة حتى تتقدم باستقالتها منها. وقالت ان التهميش الذي حكى عنه البعض غير صحيح ايضا، وقالت عبيد إنها تقلدت منصباً دولياً في مجال التنمية والبيئة حيث تم اختيارها مديراً تنفيذياً لمركز البيئة والتنمية للاقليم العربي وأوروبا (سيدار). وبناء على ذلك اجتمعت أول من أمس مع عمرو موسى لاعفائها من المهام المكلفة بها كمبعوثة للسودان بحكم أن هذه المهمة تحتاج إلى جهد وافر وتفرغ كامل خلال المرحلة المقبلة التي تتطلب جهودا كبيرة من الجامعة في مجال تنمية جنوب السودان وتنفيذ البرنامج المعلن لذلك. وقالت نادية إنها أبلغت الأمين العام بأنها على استعداد لخدمة السودان في مجال البيئة والتنمية من موقعها الجديد.

وأبدت عبيد انزعاجها للأنباء التي ترددت خلال اليومين الماضيين عن أسباب لا علاقة لها بظروف اعتذارها عن الاستمرار في موقعها، وأكدت أن الجامعة لم تكن مهمشة أصلاً في القضية السودانية بل ظلت وستظل تقوم بدور محوري وقوي ومؤثر. وقالت «اجتماعي مع موسى كان ايجابياً للغاية واكد فيه تقديره لظروفي ووافق على اعفائي من هذا الموقع». وتابعت «تحدثنا عن المجهودات التي بذلت من الجامعة والتعاون المثمر الذي وجدته الجامعة من الأطراف السودانية جميعها» وأكدت حبها للسودان والسودانيين مؤكدة أنها ستعمل معهم من خلال موقعها الجديد في أي نشاط يتعلق بالتنمية والبيئة، وجددت شكرها لمنظمة ايقاد الراعية لمفاوضات السلام السودانية وللحكومة السودانية والحركة الشعبية والمعارضة السودانية لما وجدته من تعاون مثمر منهم طوال عملها كمبعوثة للجامعة العربية.

من جانبه أكد مسؤول في ملف السودان بالجامعة العربية سمير حسني أن ما نشر أو أذيع عن استقالتها غير صحيح، مؤكداً أن نادية عبيد رأت بالضرورة أن يتولى هذا الموقع شخص متفرغ تماماً، وهي أصلاً مكلفة بمهمة محددة ولا تتقلد وظيفة في الجامعة العربية حتى تتقدم باستقالتها منها. وقال حسني ان نادية قامت بجهد وافر ودور جيد والتزام بتوجيهات الأمين العام للجامعة ومجلس الجامعة. كما أنها سافرت إلى السودان ومواقع أخرى والتقت مبعوثين ومسؤولين دوليين من خلال تفاهم تام مع الجامعة العربية. ونفى ماتردد عن وجود تحفظات من الجامعة تجاه عبيد في دورها كمبعوثة للسودان، مؤكداً ثقة الأمين العام فيها والمجلس بأكمله. وقال ان السبب الحقيقي هو تعارض موقعها الجديد مع الدور المهم الذي يفترض أن يلعبه مبعوث الأمين العام خاصة في ظل التطورات الراهنة في السودان والذي يتطلب تفرغاً كاملاً. وفي الخرطوم قال مصدر سوداني ان ترك عبيد لمهمتها «لن يكون له تأثير على محادثات السلام في نيفاشا.. الجامعة العربية لم يكن لها دور أساسي في المحادثات». وفى سياق لصيق، كشف وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان إسماعيل أن موسى ابلغه انه يعتزم القيام بجولة افريقية تشمل كينيا وعدداً من الدول المهتمة بالمفاوضات السودانية تهدف إلى دعم عملية السلام في السودان، ونقل الوزير عن موسى الذي اجرى معه اتصالا هاتفيا أول من امس ان هدف الجولة هو لتأكيد دور الجامعة اقتصاديا وسياسيا في عملية السلام في السودان.

يذكر أن منصب مبعوث الأمين العام للجامعة العربية كان مرشحاً له قبل تولي عبيد المفكر القبطي المصري المهتم بالشأن السوداني الدكتور ميلاد حنا. وعكس اختيار عبيد لهذا المنصب كل التوقعات، ولكنها رغم قصر فترة توليها المنصب اكتسبت ثقة كل الأطراف السودانية، وباعتذار نادية مكرم عبيد انفتح باب التكهنات من جديد حول من يخلفها. ويصبح حنا اقوى المرشحين تنافسه بشدة القيادية في حزب الوفد اجلال رأفت المهتمة أيضاً بالشأن السوداني، والتي كلفت مؤخراً باجراء لقاءات مع الأطراف السودانية وسكرتارية الايقاد في السودان ونيروبي حول مسار مفاوضات السلام الجارية حالياً في نيفاشا.