شالوم يطرح خطة على الغرب بانسحاب إسرائيلي مقابل تفكيك الفصائل المسلحة

موفاز يفك الحصار عن المدن الفلسطينية في الضفة باستثناء جنين ونابلس بدعوى «تحسين حياة الفلسطينيين خلال شهر رمضان»

TT

في الوقت الذي اعلن فيه وزير الدفاع الاسرائيلي، شاؤول موفاز، أمس، عن فك الحصار عن معظم المدن الفلسطينية في الضفة الغربية (باستثناء جنين ونابلس)، كشف وزير الخارجية، سلفان شالوم، عن خطة سياسية جديدة ينوي عرضها اليوم على مسؤولين في الولايات المتحدة واوروبا تفضي الى تخفيف اعباء الاحتلال على المواطنين الفلسطينيين، بما في ذلك الانسحاب الى حدود ما قبل الانتفاضة. إلا ان هذه «الهجمة السلامية» الإسرائيلية لا تقنع حتى المعارضة المحلية. وينسبها البعض الى تمهيد لزيارة موفاز الى واشنطن. لكن هناك من يراها ايضا تعبيرا عن الضائقة التي تعيشها الحكومة، خصوصا بعد انتقادات رئيس اركان الجيش، موشيه يعلون، لسياستها.

وكان موفاز قد اعلن عن فك الحصار بدعوى انه يريد «تحسين حياه الفلسطينيين في شهر رمضان المبارك» ولكن تبين ان الحصار سيتواصل على مدينتي نابلس و جنين و بعض قراهما. كما ان الطوق حول الضفة الغربية سيستمر. وعندما سئل موفاز عن ذلك، اجاب: «هناك حوالي 45 انذارا ساخنا تلقتها المخابرات الاسرائيلية تفيد بأن التنظيمات المسلحة الفلسطينية، خصوصا من نابلس وجنين، تنوي القيام بعمليات تفجير داخل اسرائيل. ولذلك، حاولنا التوفيق ما بين مجابهة هذه الانذارات وبين تسهيل الحياة على المواطنين الفلسطينيين الابرياء». وعقد موفاز جلسة، أمس، مع قادة جهازه العسكري في الضفة الغربية وطلب ازالة 20 بؤرة استيطانية اقيمت من دون تصريح رسمي من وزارة الدفاع. ولكن هذه الخطوات جوبهت بتشكيك كبير في اليسار وبانتقادات واسعة في اليمين المتطرف. فأصدر مجلس المستوطنات بيانا قال فيه ان ازالة البؤر الاستيطانية هي عملية نفاق يقدم عليها موفاز لأنه سيقوم بزيارة الى الولايات المتحدة تبدأ يوم الاربعاء المقبل وهو يعرف موقف الاميركيين الرافض للاستيطان. فيحاول منع الهجوم عليه هناك.

وقالت حركة «سلام الآن» المعروفة بنشاطها السلامي الواسع خصوصا ضد الاستيطان ان موفاز يخدع الجمهور بهذه الاجراءات ـ «فهو، لو اراد منا ازالة المستعمرات غير الشرعية، لكان ازال 60 بؤره استيطانية جديدة اقيمت خلال السنة الاخيرة في عهده المشترك مع شارون». واكدت ان عددا من البؤر الاستيطانية التي اخليت في مطلع السنة، عاد اليها المستوطنون وبدأوا يوسعون البناء فيها.

وأشارت الحركة الى ان هناك ما يزيد عن 160 نقطة استيطان من هذا الطراز «غير الشرعي» في الضفة الغربية، اضافة الى 200 مستوطنة اخرى تعتبر في اسرائيل «شرعية».

من جهة ثانية، علم ان وزير الخارجية، شالوم، يعد «خطة سلام وسطية»، كما اسماها، تهدف الى احداث نقلة في العلاقات الاسرائيلية ـ الفلسطينية، سوف يعرضها على كبار المسؤولين في اوروبا والولايات المتحدة خلال الايام المقبلة، وسيجتمع اليوم مع سفراء هذه الدول في تل ابيب، لكي يطلعهم على مضمونها.

والخطة، كما علمت «الشرق الاوسط»، تتحدث عن انسحاب اسرائيلي من جميع المدن الفلسطينية والعودة الى حدود ما قبل الانتفاضة الاخيرة في سبتمبر (ايلول) 2000 وازالة الحصار وجميع «البؤر الاستيطانية غير الشرعية». مقابل ما أسماه «مكافحة الارهاب وتفكيك التنظيمات الفلسطينية المسلحة». وقال شالوم ان هدفه الاساسي هو تجنيد دول الغرب في عملية دعم مادي واسع للفلسطينيين من أجل تخفيف معاناتهم وقطع كل مصدر تمويل عن التنظيمات الفلسطينية المسلحة وفتح آفاق سلمية امام الشعب الفلسطيني، حتى يدرك خطورة الارهاب على مصيره ومستقبله.

لكن شالوم عاد ليهدد، فقال: «نحن نتريث الآن لرؤية التطورات بشأن تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة. وكما ترون فإن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مازال يعرقل مسيرة تشكيلها لأنه يريد فرض سيطرته عليها ويرفض تعيين وزير داخلية مستقل لأنه يريد مواصلة السيطره على الأمن. فاذا استمرت سيطرة عرفات، وتواصل الارهاب، فاننا سنعود الى الاجراءات العسكرية».

الجدير ذكره ان المستوطنين في العديد من المناطق الفلسطينية المحتلة يواصلون عملية تخريب محصول الزيتون او سرقته واقتلاع مئات الاشجار، علما بأن هذه الثمرة المباركة تعتبر احد مصادر الدخل الاساسية للمواطنين. وفي يوم امس استنكر الرئيس الاسرائيلي، موشيه قصاب، هذا العمل وقال انه يسيء لسمعة اليهود واسرائيل. واستنكره حتى رجال الدين المتطرفون في المستوطنات، فقالوا: «هذا مخالف للدين اليهودي. فنحن نسمح بمثل هذه العمليات فقط في حالات حربية خاصة».