عشرات ألوف المهاجرين اليهود يعودون إلى روسيا

TT

بلغ عدد اليهود الذين عادوا الى روسيا في السنتين الاخيرتين، اكثر من 40 الفا. هذا هو النبأ الذي صدم به رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، خلال زيارته الرسمية الى روسيا التي تمت في الايام الثلاثة الماضية وسمع به لأول مرة اثناء لقائه مع قادة اليهود الروس في موسكو.

وكان شارون قد استغل لقاءه مع القادة اليهود بدعوتهم الى الهجرة لاسرائيل وقال لهم «الارض المقدسة تناديكم»، ففاجأوه بالقول ان هناك مصاعب كثيرة تعترض اليهود الروس في اسرائيل جعلت عشرات الالوف منهم يعودون الى روسيا.

يذكر ان عدد اليهود الذين بقوا في روسيا لا يزيد عن ربع مليون، بعد ان كان عددهم 1.5 مليون في سنة 1989، قبل ان تبدأ الهجرة الكبرى. وقد وصل منهم الى اسرائيل حوالي 1.1 مليون شخص (بينهم 300 الف شخص من غير اليهود)، بينما اختار الباقون الهجرة الى المانيا والولايات المتحدة وغيرهما من دول العالم.

وقام وفد عن اليهود العائدين الى روسيا بلقاء بعض المسؤولين في حاشية شارون، واخبروهم انهم اختاروا العودة، بعد ان يئسوا من امكانية استيعابهم في اسرائيل. فحاول مساعدو شارون حضهم على تغيير قرارهم، محذرينهم من «اللاسامية ضد اليهود، المنتشرة في روسيا واوروبا». وردوا على ذلك بالقول: «نحن لا نشعر هنا بأية مظاهر لا سامية. العنصرية التي ذقناها كانت في اسرائيل هناك. طردونا من النوادي الليلية. وتعاملوا مع نسائنا كأنهن عاهرات».

وقال بعض هؤلاء انهم عادوا الى روسيا بسبب تدهور الاوضاع الاقتصادية بالاساس. ووجدوا ان الوضع في روسيا افضل. وقال احدهم، الذي يعمل تاجرا في سوق موسكو، انه اضطر الى العمل في اسرائيل عامل نظافة مع انه يحمل شهادة جامعية باللقب الثاني في الادارة التجارية: «الاجر الذي حصلت عليه لم يتجاوز 600 دولار اميركي، وضعت منها 350 دولارا اجرة بيت. بينما في موسكو اربح حوالي 3000 دولار». لكنه اضاف انه سيعود الى اسرائيل عندما يتمكن من جمع المال. وأمر شارون مساعديه بمعالجة هذه المشكلة فورا والسعي الى وقف الهجرة المضادة.

وفي اسرائيل نفسها، كشف النقاب امس عن تدهور آخر يتعلق باليهود الروس، وذلك في تقرير خاص اعده مكتب رئيس الحكومة. وتبين منه ان نسبة التسرب من المدارس بلغت 15 في المائة من مجموع التلاميذ، اي ثلاثة اضعاف نسبة التسرب بين بقية الطلاب اليهود.