الخيام الرمضانية والمطاعم تشجع العائلات السعودية على الإفطار خارج المنزل

TT

منذ نحو عشرة أعوام، كان من الصعب لزائر العاصمة السعودية الرياض خلال شهر رمضان، أن يجد عائلة سعودية تتناول وجبة إفطارها خارج منزلها في أحد المطاعم.

هذه الصورة تغيرت الآن، ودعم تغيرها ظهور الخيام الرمضانية في بعض الفنادق، وانتشار المراكز التجارية الكبيرة، التي تتوافر فيها جميع الخدمات الترفيهية والتسويقية والمطاعم مختلفة النكهة، وأصبح الخروج من المنزل لتناول وجبة الافطار يوما عائليا عند أغلب السعوديين. ويتفق أغلب السعوديين على أن سر التغيير الذي أصابهم في إبدال عادة الإفطار المنزلي بالخروج لتناوله في احد المطاعم على انه «التجديد».

وذكر ماجد .ع (محامى)، بأن تناول وجبة الإفطار في المنزل فقط أصبح تقليدا قديما، حيث تحاول الأسرة السعودية خلق نوع من التجديد والتنويع في برنامج اجازتها الأسبوعي، خاصة مع وجود الضغوط الحالية في ظروف الحياة، وخروج المرأة والرجل للعمل معا، إضافة إلى الرغبة في تناول انواع مختلفة من الاطباق. وتقول مشاعل .ع، أنها واسرتها تخرج على اقل تقدير يوما واحدا في الاسبوع خلال شهر رمضان لتناول الافطار في احد المطاعم التي تقدم انواعا مختلفة من الوجبات العربية أو الأجنبية. وتكمل العنود . س (موظفة ادارية)، أن الأسرة السعودية ابتعدت خلال السنوات الأخيرة عن تناول الطعام التقليدي، فلم تعد الكبسة ولا الجريش والمرقوق والسمبوسة هي اطباقها الوحيدة على المائدة الرمضانية، لذلك تحرص على أن تكون أطباقها خلال أيام إفطارها في الخارج ما تقدمه المطابخ العالمية، من باب التغيير الذي طال المكان. وترجع الاخصائيه الاجتماعية هيا المزيد التغير في المجتمع السعودي إلى تغير حجم الاسرة من كبيرة الحجم إلى الأسرة النووية، وبالتالي اصبح هناك حرية في اتخاذ القرار والمرجعية، تعود في ذلك للزوج والزوجة فقط أو إشراك الأبناء في بعض الأحيان، إلى جانب خروج المرأة للعمل بجانب الرجل، ويصبح تناول وجبة افطار خارج المنزل ضرورة لإحداث تغير في برنامج الأسرة اليومي. من جهته، أكد سامح النشار مدير التسويق بمجموعة الفيصلية، ان الخيام الرمضانية تلاقي اقبالا كبيرا في شهر رمضان من قبل العائلات السعودية والمقيمة، لما توفره هذه الخيام من سبل الراحة، وتقديم شتى انواع الأكلات الرمضانية المعروفة والمشهورة في عدد من الدول العربية والإسلامية، إلى جانب الأسلوب العربي الإسلامي والتراثي الذي يتميز به تصميم الخيمة، وقد تحمل جدران الخيمة المناظر الرمضانية في السعودية وعدد من الدول العربية داخل جو رمضاني جميل.

أما عبد الرحمن الخثلان مدير شركة أذواق للأطعمة المحدودة مالكة مطعم سبازيو 77، فيؤكد أن الأجواء غير التقليدية التي عرجت على تقديمها المطاعم العالمية ساهمت في إحداث هذا التغيير، بحيث أصبح السعودي لا يبحث فقط عن التغيير في نوعية ما يقدم له من وجبات وإن كان هذا مهما، غير أن التبديل المنشود بات يطال الهيئة التي يجب أن يكون عليها الموقع الذي تقدم فيه هذه الوجبات المميزة.

ويستشهد الخثلان بتجربة مطعم سبازيو 77، الكائن على علو مرتفع من برج المملكة التجاري، والذي من خلاله يستطيع الشخص مشاهدة مدينة الرياض من كافة الجوانب، إضافة إلى أن المطعم تم بناؤه حول سفينة خشبية ضخمة، مع استخدامات المنسوجات العربية الشهيرة والألوان جنباً إلى جنب مع المواد العصرية، كما تتناغم وتتنوع مناطق الجلوس في المطعم لتوفير أجواء ممتازة وفريدة، مثل شرفات النوافذ والقاعات الفاخرة ومنطقة سطح السفينة الخشبية.