إسرائيل تقتل 4 فلسطينيين من بينهم طفل في غزة

TT

رغم الحديث عن خطة اسرائيلية لتهدئة الاوضاع في الاراضي الفلسطينية ورفع الحصار والاغلاق والانسحاب العسكري الى مواقع ما قبل انتفاضة الاقصى في 28 سبتمبر (ايلول) عام 2000 ، تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي عمليات القتل والتوغل والحصار في الضفة الغربية وقطاع غزة. فقتلت امس والليلة قبل الماضية 5 فلسطينيين 4 منهم في القطاع وواحد في الضفة بينما اقتحمت مدينة جنين وفرضت حظر التجول عليها وابقت على حصارها على مدينة نابلس لا سيما مخيم بلاطة المتاخم لها.

فقد قتل طفل فلسطيني صباح امس واصيب اخر في منطقة المنطار شرق مدينة غزة. وقتل الطفل محمود صبري القايض (10 سنوات) اثر اصابته بشظايا في البطن والصدر واصيب نمر عصعوص بجروح متوسطة، جراء انفجار قذائف اطلقتها الدبابات الاسرائيلية تجاه عدد من الصبية كانوا يصطادون عصافير قرب مستوطنة نحال عوز في منطقة المنطار.

وبرر جيش الاحتلال قتل الطفل بان الجيش شك في اشخاص يتعاملون بكابلات ظنوهم مقاومين يزرعون عبوات ناسفة فاطلقوا عليهم عددا من قذائف المدفعية.

وقتل فلسطيني ثان اثناء توغل قوات احتلالية تعززها عشرات الدبابات والآليات، وطائرات هليكوبتر من طراز «اباتشي» فجر امس في شرق مخيم المغازي وسط القطاع. وقصفت قوات الاحتلال بالقذائف والرشاشات الثقيلة منازل الفلسطينيين في المخيم بشكل عنيف، بينما قامت مجموعة من المستعربين بالانتشار في المنطقة. واشتبك المقاومون مع القوات الغازية الخاصة وقتل خلال الاشتباك مؤمن المغاري، 21 عاما، عضو كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس. وحسب المركز الفلسطيني للاعلان في موقعه على الانترنت فان دبابات الاحتلال شوهدت وهي تدوس جثمانه مما أحدث تشوهات في جسده.

وقالت كتائب القسام في بيان لها تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه انه «بعد أن استمرت قوات العدو الصهيوني بإطلاق النار باتجاه بيوت المواطنين في مدينة خان يونس، تأتي لتجتاح مخيم المغازي بصورة مفاجئة، و لم تتوان في تدمير ما يواجهها من أخضر أو يابس و قد وفق الله تعالى المجاهدين ليقفوا في وجه هذا الاجتياح الغاشم بقدر استطاعتهم، ليرتقي إثر المواجهة مع القوات الخاصة للعدو المجاهد مؤمن عمر المغاري، 21 عاماً، من مخيم المغازي». واضاف البيان ان المغاري كان مرابطاً في سبيل الله في مخيم المغازي حارساً، وحصل الاجتياح فواجهه وإخوانه ليرتقي هو شهيداً ويتمكن اخوانه من الانسحاب من المكان بسلام».

من جهة اخرى أعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن تفجير جيبين عسكريين اسرائيليين في خان يونس واطلاق خمس قذائف هاون على ما مستوطنتي نيفيه ديكاليم وغاديد. وقال بيان لها انه «تأكيداً منا على خيار الجهاد والمقاومة تعلن كتائب الشهيد عز الدين القسام عن تفجير جيبين عسكريين للصهاينة في مدينة خان يونس وإطلاق خمس قذائف هاون على ما يسمى بمغتصبتي نفيه ديكاليم وجديد، وذلك أول من أمس الخميس». وأضاف أنه تم تفجير عبوة موجهة في جيب عسكري اسرائيلي لدى مروره على الطريق الواصل بين مستوطنتي غاني طال ونفيه دكاليم وسط خان يونس في الساعة الثالثة والنصف فجراً، واصيبت سيارة الجيب اصابة مباشرة.

وقتل عضوان من كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح احدهما قائد هذه المجموعات العسكرية في بلدة خزاعة شرق خان يونس جراء قصف مدفعي وهما يضعان عبوة ناسفة زنة 100 كيلوغرام. وقالت كتائب الاقصى في بيان لها تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه ان «الشهيدين القائد نظمي فوزي النجار، 30عاما، ومحمد توفيق النجار، 21 عاما، وكلاهما من سكان البلدة (الخزاعة) استشهدا اثناء تأديتهما عملهما الجهادي بعد أن تمكنا من نصب عبوة ناسفة شرق البلدة وتفجيرها في دورية صهيونية واشتبكا مع العدو على مدار ساعتين من الزمن وأوقعوا إصابات مؤكدة في صفوف العدو».

وكانت قوات الاحتلال قد قتلت مساء اول من امس في بلدة عنبتا شرق مدينة طولكرم، فلسطينيا. وقال المركز الفلسطيني للاعلام ان القتيل هو المهندس فايز أحمد سلامة من بلدة عنبتا وقد قتل بعدما أطلق الجنود الرصاص الثقيل على جسده من مكانٍ يطلّ على الحاجز العسكري المقام على مدخل البلدة، بينما كان ينتظر سيارة تنقله إلى أهله أثناء عودته من عمله في رام الله في يوم إجازته.

ويبلغ سلامه من العمر سنة متزوج وأب لستة أطفال يعمل مهندسا مدنيا في وزارة الأشغال العامة في رام الله ويعود لزيارة أهله في نهاية الأسبوع ليستغل يوم الجمعة الذي تغلق فيه المؤسسات الحكومية والوطنية لرؤية زوجته وأبنائه.

وأصيب أيضاً فلسطيني من قرية رامين هو مدين جابر الذي تعرض لإصابة بالغة نقل على إثرها لمستشفى الشهيد ثابت ثابت وسط مدينة طولكرم.

واجتاحت قوات الاحتلال فجر امس مدينة جنين من جميع مداخلها بأكثر من عشر دبابات وسيارات جيب عسكرية تدعمها طائرات «الأباتشي». وتركز الهجوم هذه المرة على عدة أحياء سكنية خاصة في الحارة الشرقية وحي المراح ووادي عز الدين ومحيط البلدة القديمة. واكد المركز الفلسطيني للاعلام أن قوات الاحتلال طوقت في الساعة الثانية فجراً الحي الشرقي للمدينة واحتلت عدداً من أسطح منازل فيها استعدادا لبدء حملة تفتيش وهدمت خلال الاقتحام منزل نظمي جلامنة للمرة الثانية.

واجتاح الجنود الاسرائيليون ايضا بلدة ميثلون شمال جنين بأكثر من آليات وجيبات عسكرية ومنعت التجول مهددة كل من يخالف بالعقاب الشديد.

وواصلت قوات الاحتلال محاصرة مخيم بلاطة المتاخم لمدينة نابلس، واغلقت مداخله ومنافذه بالسواتر الترابية والصخور وقال سكان المخيم ان جرافات الاحتلال شرعت منذ منتصف الليلة قبل الماضية بوضع السواتر الترابية حول شوارع المخيم ومداخله على ارتفاع كبير مما فصل المخيم عن المناطق المحيطة كافة. واغلقت الشارع الرئيس الذي يربط شرق المدينة بغربها قبالة مدخل المخيم الرئيس. واحتلت عدة بنايات عالية مطلة على المخيم من الجهات الأربع كما تمركزت الدبابات على جميع مداخله.

وفي الخليل اعتقلت وحدة من المستعربين بمساعدة قوة كبيرة من الجيش، في خربة كرمل الواقعة شرق بلدة يطا في مدينة الخليل إبراهيم دبابسة بدعوى الاشتباه فيه بأنه قتل المتطرف دوف دريبل في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1998.

وكانت قوات خاصة قد قتلت شقيقه عيسى دبابسة وأصابت ابنه بجراح خطيرة بترت على إثرها ساقه من أعلى الفخذ في عملية قبل أكثر من عامين بحجة أن عيسى دبابسة قتل المتطرف دوف أثناء نزاع بينهما على أرض قريبة من مستوطنة سوسيا المقامة على أراضي الفلسطينيين من سكان بلدة يطا وعاش بعدها الدبابسة مطارداً أكثر من عامين إلى أن اغتيل.

وكان المستوطن القتيل يقوم باستمرار بتخريب أراضي ومزروعات الفلسطينيين شرق يطا ويعتدي على أصحاب الأراضي ويصادر أجزاء كبيرة منها ويستعملها لاحتياجاته الخاصة. وكان باستمرار يقوم بحملات إيذاء للمواطنين الفلسطينيين على طول الطريق الواقعة بين مستوطنتي سوسيا وكريات أربع في الخليل حيث كان يقطعها راكباً على حصانه بشكل استفزازي إلى أن تم قتله.