جنود إسرائيليون تمردوا على الأوامر لأنهم كانوا جوعى

TT

الجوع ليس قاتلا فحسب، بل قد يمنع أصحابه من ارتكاب جرائم القتل. هذا ما يمكن استنتاجه من عملية التمرد التي قام بها مجموعة من جنود الجيش الإسرائيلي العاملين في المناطق الفلسطينية المحتلة. فقد رفضوا تنفيذ الأوامر لأنهم كانوا جوعى وشكوا من قلة الطعام الذي يحصلون عليه.

وحسب بعض هؤلاء الجنود والضباط، الذين قادوا هذا التمرد، فإنهم يعانون من نقص في كمية الطعام في الوجبات التي ترسل إليهم منذ عدة أسابيع. في بعض الأحيان ينسونهم تماما فيمر عليهم يوم بطوله من دون أكل. وفي أحسن الأحوال يحصلون على وجبتين. وقلما تكون الوجبة مُشبِعة. وقد احتجوا على هذا الوضع عدة مرات، فكان قائدهم يرد عليهم بتبجح: «لا يوجد هنا دلال، فمن لا يشبع، فليحضر طعاما من البيت في المرة القادمة».

زاد حنق هؤلاء الجنود عندما تعرفوا إلى فرقة عسكرية جاءت تساند نشاطاتهم الحربية ضد الفلسطينيين، فاكتشفوا أن قادتها يحرصون على ضمان حصول جنودهم على 3 وجبات طعام في اليوم، وهي بكمية مناسبة وليس مثلهم. فاجتمعوا وقرروا الرد على هذا الوضع بالتمرد، وعندما وجه لهم قائدهم أوامره باقتحام إحدى البلدات الفلسطينية بحثا عن مطلوبين، أعلنوا رفضهم الصريح تنفيذ الأوامر وبقوا داخل المعسكر. وبدلا من محاولة فهم مشكلتهم والتجاوب مع مطلبهم، راح قائدهم يشتمهم ويهددهم ويوبخهم ويقول: «أنا أخجل بكم». لكن هذا الرد لم يغير رأيهم. وحتى لا يعرضهم الضابط للعقاب، اتصل عدد من الجنود بذويهم طالبين تدخلهم لإثارة الموضوع في وسائل الإعلام. وقبل أن يكشف الأمر للخارج، انتشر بسرعة داخل الجيش. وعندئذ انضم إلى هذه الشكاوى جنود من وحدات عسكرية أخرى، بينها الوحدة التي تحرس الحدود مع لبنان من جهة مزارع شبعا. واعترف الناطق العسكري بوجود هذه المشكلة، لكنه قال إنها قيد العلاج.