مؤتمر ديار بكر الثقافي يدعو لتقريب مسافات الحوار بين الشعوب

TT

لليوم الثالث على التوالي يركز المثقفون الاكراد الذين يشاركون في مؤتمر ديار بكر الثقافي والادبي مناقشاتهم ومحاضراتهم على هاجسهم الاكبر وهو مسألة الحوار وتقريب المسافات بين شعوب المنطقة والنخب المثقفة بغية ايجاد الحلول الملائمة للقضايا الوطنية الخاصة بكل بلد.

وقال الروائي خالد خليفة من سورية في كلمته «ان الاحزاب القومية في المنطقة استعارت تبجيل الانتماء ووهم التفوق على الشعوب الاخرى، ولو راجعنا قرنا ماضيا من الزمن، أي القرن العشرين، لوجدنا ان اكتشاف وهم التفوق هذا قد كلف شعوب المنطقة دماء كثيرة». ويعتقد هذا الروائي انه «بتوصيفنا لواقع الحال الذي يحمل كل المرارة نكون قد وصلنا الى امانينا بعدم استسلامنا لجعل الكراهية قانونا ثابتا وابديا، ويفتح باب الامل ببداية حوار شائك وطويل يقوده مثقفون هذه المرة وان كنت اعتقد بشراسته ايضا، مثقفون خارج كل اطر الآيديولوجيات الثابتة يبشرون بقوة استقلالهم عن الخطاب السياسي والقومي المفعم بالحماس الفارغ والمؤدي الى هلاك الوان منطقتنا التي تميزت بتنوعها الهائل معيدين الى الثقافة حضورها والقها كفعل مستقل يخاطب الانسان اينما وجد ويقدم صورة شعوبها واضحة وصريحة كما هي في الاصل». وتحدث راغب زرقلي الكاتب والصحافي التركي وهو أحد مؤسسي منظمة حقوق الانسان في تركيا وصديق للشعب الكردي في مستهل بحثه عن شخصية مغمورة اعتبرها رائدا من الرواد المدافعين عن القضة الكردية في تركيا. وقال زرقلي ان ناعوم فائق الآشوري الاصل والديار بكري المولد كان شخصية سياسية بارزة في بدايات القرن الماضي ترك تركيا عام 1912 . وكشف زرقلي ان فائق ترك مؤلفات عديدة عن تاريخ وتراث وثقافة اكراد المنطقة وكان خبيرا بشؤون القضية الكردية.

ودعا زرقلي في محاضرته الى قبول التعدد الثقافي في تركيا، معتبرا المؤتمر المنعقد في ديار بكر بانه ثورة حقيقية وشاملة في مجال الثقافة واقتراب ثقافات الشعوب في المنطقة لضمان فهم افضل للمشاكل التي تعصف بشعوبها دائما.

وفيما تحدث عطا نهايي من كردستان تركيا عن الرواية الكردية وهويتها، انتهى في محاضرته الى القول بأن الرواية الكردية اخفقت في تحديد هويتها الخاصة بها بسبب قصر عمرها من جهة وتأطير نفسها في اطار واقعها الراهن. اما الكاتب والباحث الاجتماعي خالد توكلي فقد عنون محاضرته بـ«الاستشراق كعقبة امام التعدد الثقافي» استهلها بالقول ان دول الشرق وبغية الحفاظ على وحدتها وضعت عدة توصيفات اخلاقية من اهمها مبدأ (الفكر الشرقي) وتطبيقه على سائر مناحي الحياة بما فيها الحياة الثقافية لشعوبها.

وحول اجواء المؤتمر والمناقشات التي تجري فيه قال الكاتب والصحافي الكردي سيبال غولر الذي يعمل في صحيفة تصدر في انقرة: ان اهمية انعقاد هذا المؤتمر تأتي من خلال المشاركة المكثفة لمثقفي الاجزاء الاخرى من كردستان، ولأول مرة في تجمع ثقافي على هذا المستوى في تركيا. وأعرب عن اعتقاده ان الاتراك سيتفهمون الحقائق بعد الآن بصورة افضل وسيعلمون ان الديمقراطية هي أساس بناء البلد ونهضته.

واضاف في لقاء مع «الشرق الأوسط» ان مدينة ديار بكر تشهد اليوم ما كرس ابناؤها منذ اكثر من 30 سنة معظم حياتهم لتحقيقه.

واعرب عن امله ان «يكون هذا المؤتمر مقدمة لبناء سلام شامل بين الكرد والترك في هذا البلد وسيبرهن المستقبل ان السلام والعيش المشترك وقبول الآخرين هو السبيل الامثل لرقي المجتمعات وتقدم الانسان في أي بلد».