مرشد الإخوان المصريين يحمل الحكومة مسؤولية الفساد والفقر

TT

في بوادر تصعيد بين الاخوان المسلمين والحكومة المصرية شن المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين مأمون الهضيبي مساء اول من امس هجوما شديدا على السلطات في مصر وذلك في اول ظهور علني في لقاء موسع منذ تسلمه زعامة الاخوان. وانتقد في حفل افطار اقامته الجماعة المحظورة بأحد الفنادق على اطراف القاهرة ما وصفه بتغلغل الفساد في جميع المؤسسات الحكومية والجمود السياسي وتزايد الفقر، محذرا من ان ذلك يؤدي الى ضياع كبير لتماسك المجتمع.

وغاب ممثلو الحكومة عن الافطار الرمضاني لجماعة الاخوان وكذلك الكنيسة المصرية بينما شارك فيه القائم باعمال ايران في مصر هادي خسرو شاه الذي انتهت فترة عمله ويستعد للرحيل، واعلن الهضيبي تضامن الاخوان مع ايران ازاء الضغوط الاميركية. وبدا ان الجماعة خلال احتفالها الذي تعتبره بمثابة مؤتمرها العام السنوي الذي تسمح فيه الحكومة المصرية للجماعة بمثل هذا التجمع حاولت ان تكون اكثر تأثيرا وهجوما على الدولة خاصة بعد استبعادها من المشاركة في الحوار القومي الذي يجريه الحزب الحاكم حاليا مع احزاب المعارضة المصرية.

ورغم ان الجماعة لها موقف هجومي ضد اغلب المثقفين والروائيين في مصر، الا انها حاولت القفز فوق الاحداث واثنت على موقف الاديب صنع الله ابراهيم ورفضه قبول جائزة الرواية العربية التي اعلن فوزه بها بسبب اعتراضه على سياسات الدولة والموافقة على وجود السفير الاسرائيلي في مصر وباعتبارها جائزة من حكومة لا تملك مصداقية منحها.

وبدأ المرشد العام للاخوان كلمته بنعي عضو الجماعة مسعد سيد قطب الذي قال انه توفي على اثر التعذيب في مباحث امن الدولة، ووجه هجوما عنيفا ضد الحكومة وقال «اننا استبشرنا في وقت سابق بعلامات مضيئة على تحسن الاوضاع في مصر بعد ان سمحت الدولة ببعض التظاهرات واطلاق نحو 2000 من المعتقلين ولكن بكل اسف سرعان ما خابت الآمال وخمدت شعلة الرجاء حينما عادت السلطة لسنتها في الاعتقالات والتعذيب».

وأكد حامد محمود نائب رئيس الحزب الناصري على ضرورة ان يجمع الحوار الوطني كل القوى باعتباره حوارا لكل القوى وليس حوارا للأحزاب فقط.

اما الدكتور ميلاد حنا القطب المعارض وأحد الرموز الوطنية والسياسية في مصر، فلم يكتف باعلان تأييده بحق الاخوان في المشاركة في الحوار بل عقد مقارنة بين المؤتمر القومي الاول للحزب الوطني الذي عقد مؤخرا وبين اجتماع كل القوى السياسية في حفل افطار الاخوان، حيث قال «شتان بين الاجتماعين اجتماع السلطة ورموزها والمستفيدين والمزمرين لها وبين اجتماع وطني قامت به جماعة مصرية وطنية لها توجهات دينية اسلامية مصرية»، وقال «لقد امكن لهذه الجماعة ان تجمع هذه الباقة التي لم ارها منذ سنوات مجتمعه وقد حضرت بحب وشغف وأرى ان هذا الجمع علامة من علامات الطريق ويوم الافطار هذا سيكون حدا فاصلا بين عهدين».

ثم فجر ميلاد حنا قنبلته حين قال «انني ميلاد حنا المصري والعربي ثم القبطي اقول في ضوء خبرتي مع الاخوان في نقابة المهندسين انهم اناس شرفاء وطيبون وكنا نشكو في النقابة من الفساد والسرقات ولم تنضبط هذه الامور الا بمجيء الاخوان»، وشدد كون الآخر اخواني فهذا حقه وكوني اختلف معه فهذا حقي وفي نفس الوقت هو يبادلني حبا بحب.

اما جيهان الحلفاوي مرشحة الاخوان المسلمين في احدى الدوائر الانتخابية بالاسكندرية والتي لم تتمكن من دخول البرلمان رغم شعبيتها هناك فقالت ان الحوار ولد ميتا وان دعوة الرئيس للحوار شوهت مقاصدها بفعل فاعل تارة باستبعاد الاخوان بحجة عدم القانونية واستبعاد احزاب اخرى بحجة الخلاف بين رؤسائها فضلا عن استبعاد المستقلين.

واضاف اذا لم يشتمل الحوار على تعديل الدستور وقانون الانتخابات والعلاقة مع امريكا فإن الحوار يكون قد افرغ من مضمونه ولن يكون الا ديكورا.

ووقف الدكتور محمود السقا وكيل نقابة المحامين ينتقد ابعاد الاخوان عن الحوار، بل انتقد الحوار نفسه قائلا «لماذا كانت هذه اللقاءات سرية؟ ولما لم يختاروا اعلان الامة بما يدور؟». وتساءل «هل كانت اجتماعات لتوزيع المصالح؟».

ووصف الهضيبي الحوارالقومي بين الحزب الوطني والاحزاب الاخرى بأنه حوار ممسوخ لا قيمة له ولا نفع منه لانه يقتصر على بعض الفئات ويستبعد فئة لا يجاري احد في شعبيتها الجارفة وتأثيرها البالغ على مستوى جميع طبقات المجتمع، مشيرا الى ان استمرار العمل بالنظام السياسي الحالي المتسم بالجمود أدى الى التخلف العلمي والثقافي والتكنولوجي وشيوع الفساد الذي أزكم الانفس وتغلغل في جميع المؤسسات الحكومية العامة.

وطالب الهضيبي بالغاء قانون الطوارئ وكل القوانين الاستثنائية ونبذ سياسة الاقصاء في ظل مواجهة شرسة لا تستثني احدا، بل تستهدف الحكام والشعوب والهوية والاصالة والارض والديار، مؤكدا ان الممارسات الصهيونية الوحشية لابادة الشعب الفلسطيني تستوجب عملا قويا يوقف عدوانها.

وفيما اعتذر نقيب الصحافيين جلال عارف عن حضور حفل الاخوان بسبب وعكة، حضر حفل الاخوان رئيس حزب العمل المهندس ابراهيم شكري وأمينه العام مجدي احمد حسين، ونائب رئيس الحزب الناصري حامد محمود، والفريق سعد الدين الشاذلي رئيس اركان الجيش المصري في حرب 1973، والمحامي الحكومي رجائي عطية والمفكر المسيحي الدكتور ميلاد حنا، وعضو البرلمان الناصري حمدين صباحي، ونقيب الاطباء حمدي السيد والفنان عبد العزيز مخيون ومعظم نواب الاخوان في البرلمان.