رئيس الوزراء السري لانكي يتحدى والرئيسة عدلت عن فرض حالة الطوارئ

TT

كولومبو ـ وكالات الانباء: انتظرت الاوساط السياسية السري لانكية أمس اعلان رئيسة الجمهورية تشاندريكا كوماراتونغا قرارها حول إجراء انتخابات عامة في سري لانكا لحسم الصراع الدائر بينها وبين رئيس الحكومة رانيل ويكريميسينغي. وكان ويكريميسينغي، زعيم الحزب الوطني المتحد اليميني قد عاد اول من أمس من زيارته للولايات المتحدة التي حصل خلالها على دعم البيت الابيض لسياساته، وتعهد أمس باعادة عمل البرلمان الذي علقته غريمته كوماراتونغا، التي عدلت في نهاية المطاف عن قرارها فرض حالة الطوارئ.

ففي تصريح للصحافيين قال ويكريميسينغي لدى نزوله من الطائرة بين عشرات الآلاف من مناصريه المبتهجين «ساعمل على ان يستانف البرلمان نشاطاته على الفور». واضاف «ان البرلمان يشكل النقطة المركزية في عملية السلام وتعليقه يجعلنا عاجزين عن مواصلة المسيرة». ولقد طلب الحزب الوطني المتحد من رئيس البرلمان عقد اجتماع لجميع قادة الاحزاب أمس لبحث إمكانية تحدي الاجراءات التي اتخذتها كوماراتونغا، كما افاد مصدر مقرب من رئيس الحكومة، بينما توقع مراقبون ان تدعو الرئيسة، التي تتزعم التحالف الشعبي (يسار الوسط)، الى إجراء انتخابات عامة تنهي حالة «تقاسم السلطة» السياسي مع الائتلاف الحكومي اليميني المستمرة منذ عام 2001.

ايضاً قال ويكريميسينغي انه سيستأنف المناقشات مع النرويج التي تلعب دور الوسيط في ملف التاميل ولا سيما لبحث اقتراح سلام تقدم به «النمور» الاسبوع الماضي ينص على منح حكم ذاتي للمنطقة ذات الاغلبية التاميل في شمال شرقي الجزيرة، وهو اقتراح رفضته كوماراتونغا بشدة قبل إعلانها «انقلابها الدستوري». وبدا واضحاً من تصريحات ويكريميسينغي ان الدعم الاميركي «العلني والواضح» الذي قدمه له الرئيس الاميركي جورج بوش لـ«حسن تسييره الامور والتزامه بالسلام» قد رفع معنوياته ومعنويات مناصريه في صراعه ضد الرئيسة التي تنتقد ما تصفه بتنازلات سخية قدمتها حكومة الائتلاف اليميني لـ«جبهة نمور تحرير تاميل ايلام» المتمردة الانفصالية التاميلية. مما يذكر ان رئيس الوزراء السري لانكي فوجئ عندما كان يزور الولايات المتحدة يوم الثلاثاء بقرار كوماراتونغا إقالة ثلاثة من اهم وزراء حكومته وتعليق البرلمان لاسبوعين. واعتبر المراقبون السياسيون هذا «الانقلاب الدستوري» مرحلة جديدة في الصراع القائم بينهما منذ سنوات، والذي تفاقم خصوصاً بعد توقيع ويكريميسينغي يوم 22 فبراير (شباط) 2002 مع المتمردين التاميل هدنة تفتح المجال لنهاية الحرب الاهلية المستمرة منذ عشرين سنة.