خبراء: العثور على ملابس عسكرية مع الإرهابيين بالسعودية دليل على محاولتهم زرع بلبلة

TT

ماذا بقي في جعبة الارهابيين؟ استخدموا معظم الاوراق التي كانوا يعتقدون انهم سوف يستطيعون اللعب بها في تنفيذ اهدافهم ، بدءا من شبكات الانترنت والهاتف الجوال واقراص CD) ) وبطاقات الاحوال المدنية وملابس نسائية وشعر ملون وجوازات سفر مزورة واجهزة كومبيوتر (لابتوب) ووصولا الى صناديق جمع التبرعات وغيرها من الادوات التنكرية حتى الاطفال الصغار والمراهقون استغلوهم، واخيرا الملابس العسكرية التي عثر عليها ضمن المضبوطات التي وجدتها اجهزة الامن السعودية في الملاحقة الاخيرة للارهابيين في مكة المكرمة في ضاحية الشرائع.

المتابعون للملاحقات الامنية لاحظوا ان رجال الامن استبقوا تحركات الارهابيين، وانه في المواجهات الاخيرة في مواقع سواء في احواش او استراحات او حتى شقق مثلما حدث قبل اشهر في حي الخالدية في مكة حينما احبطت السلطات الامنية تلك المحاولة الارهابية، في كل مرة يعود فيها هؤلاء الى اماكنهم يفاجأوا أن الامن السعودي قد سبقهم الى تلك المواقع بما يربك خططهم. يقول خبير أمن سعودي لـ«الشرق الأوسط» أن حالات اليأس التي وصل اليها الارهابيون هي دلالة واضحة على نجاح الامن السعودي في تطويق كل الافكار والتحركات، الامر الذي يدفع بعضهم الى الانتحار بتفجير نفسه، مفسرا ذلك بأنه نتيجة حالة اليأس التي وصلوا اليها ورفضهم من قبل المجتمع. ويؤكد اللواء متقاعد يحيى بن سرور الزايدي، أن هناك ثقة من المجتمع في رجال الامن خاصة بعد النجاحات الأخيرة في الكشف عن مواقع المتطرفين، وهو ما جعل الارهابيين يلجأون الى محاولات لزرع نوع الزعزعة وعدم الثقة عن طريق استخدام الملابس العسكرية سواء لقوات الامن او رجال الشرطة او حتى جهات امنية اخرى، حتى يوحوا للناس ان الامن السعودي هو الذي يفتعل هذه الاعمال وانه وراء كل هذه الاعمال التخريبية.

ويضيف اللواء انه ربما كان الارهابيون ينوون استخدامها في اماكن حساسة لاجهزة امنية، ولكن احبطت كل المحاولات التي كانوا يرمون اليها، ولهذا كما يصفها اللواء الزايدي فإن الكثير من المداهمات الامنية والملاحقات تنتهي إما بتسليم انفسهم او الملاحقة المستمرة لتنتهي بهم الى الانتحار، لكون ان الافكار التي يسيرون خلفها هم أصلا غير مقتنعين بها ولهذا تجدهم يلجأون الى استخدام كل وسائل التزوير واساليب التنكر.

ويرى مختصون في علم النفس أن الحالة التي يعيشها الارهابيون في قرارة انفسهم انهم يسيرون في طريق ليس له هدف او مقصد ولهذا تكون تحركاتهم من غير مقصد، فيتم القبض عليهم او التوصل الى اماكنهم بسهولة.

ويقول الدكتور حلمي رشدي وهو اخصائي امراض نفسية في جدة، إن الحالة التي يمر بها هولاء هي في الواقع حالة تسمى بعدم راحة الضمير، حيث يشعر المريض بتأنيب نفسه وعدم رضاه لما يفعله، ويكون مخدرا او شخصا مسيرا وليس مخيرا الاتخاذ القرار، فلا يستطيع تركهم لأنه يخشى ان يقتل على يد احد من الارهابيين، او يتم القبض عليه، والذين يسلمون انفسهم يلجأون لذلك لأنهم يعرفون انه الطريق الوحيد للتخلص من هؤلاء المسيطرين على الافكار.

ويضيف الدكتور رشدي، أن حالات الاستسلام وايضا تفجير البعض منهم لانفسهم تعني عدم قناعتهم بما يفعلون، ويعتقد أن اختيار الاماكن المقدسة مثل مكة المكرمة وقبلها المدينة المنورة يعني انهم اصبحوا يتخبطون في تحركاتهم.

وشهدت مكة المكرمة خلال هذا العام ثلاث مطاردات أمنية لارهابيين فيها بدأت منذ يونيو (حزيران) الماضي، ولعل كان أبرزها حادثة شقة الخالدية التي روعت الكثيرين، حيث احبطت اجهزة الامن السعودية عملية ارهابية كانت جاهزة للتنفيذ في مكة المكرمة، وقتل في اشتباك بالرصاص والقنابل اليدوية اثنان من المطلوبين بينما اصيب رجل امن. وبتفتيش الموقع عثر على مجموعة من الرشاشات الكلاشنيكوف والمسدسات والقنابل اليدوية شديدة الانفجار وقذائف «آر.بي.جي» وكبسولات كهربائية وبراميل تحتوي على مسحوق يستخدم لأغراض التفجير وبرادة ألمنيوم ومجموعة من جوازات السفر وبطاقات الأحوال والمنشورات وبعض المضبوطات الأخرى.

واستبعد رجل أعمال سعودي متخصص في نشاط العمرة والمقاولات أن يكون لهذه العمليات الارهابية التي شهدتها مكة المكرمة اي تأثير على نشاط العمرة أو حتى في عدد الحجاج القادمين. وقال ابراهيم امجد، ان النجاحات الامنية ويقظة رجال الامن ساهمت بشكل فعال في تقويض تحركات الارهابيين وايضا قناعة الكثير من المسلمين والزوار بان هذه التصرفات لن تمنعهم من اداء نسكهم وفريضتهم، مبينا ان اعداد المعتمرين هذا العام ارتفعت بشكل لافت نتيجة تطور خدمات العمرة والتنسيق القائم بين مختلف الجهات.