علماء السعودية يطالبون بتنفيذ حد الحرابة بحق الإرهابيين

TT

اجمع العلماء والمشايخ في المملكة العربية السعودية على عدم التعاطف مع أصحاب الفكر المنحرف ومرتكبي جرائم التفجير وآخرها حادثة مجمع المحيا السكني في الرياض، وحذر عدد منهم من الدخول معهم في حوار او نقاش او جدال، مشيرين إلى أن أصحاب ذلك الفكر فئة شاذة منحرفة لا تمثل الإسلام بسماحته، وانهم شوهوا صورة الدين وأصبحوا وصمة عار في جبين أهاليهم وقبائلهم، وطالب العلماء الحكومة السعودية بمعاقبة أصحاب هذه الدعوة وتعزيرهم بما أمرت به الشريعة الإسلامية، كما أوضح المشايخ ان جريمة المحيا وما سبقها تندرج تحت الحرابة وهو جرم أكبر من الإرهاب. كما طالب العلماء والمشايخ تلك الفئات بالرجوع إلى الحق، وعدم التمادي في الغي، وأن يتقوا الله في أنفسهم التي عرضوها للبلاء، وأن يكفوا عن العنف وإلقاء السلاح وتسليم أنفسهم الذي هو خير لهم بدلا من أن يكونوا مطاردين في الكهوف والسراديب. وفي ما يلي النصوص الكاملة لهذه الآراء:

* د. عبد الله بن صالح العبيد *: بين الحرابة والإرهاب: تذكير وتحذير

* إن ما تمر به الأمة الاسلامية هذه الأيام من محن وفتن ما يدعو جميع أفرادها ومؤسساتها الى وقفة مراجعة وتأمل. مراجعة للسلوك والتصرفات، وتأمل للعواقب والنتائج. وتشمل مراجعة السلوك مراجعة الأفكار والعقائد والمبادئ والقناعات التي أدت الى ذلك السلوك، كما تشمل تأمل العواقب نتائج ذلك السلوك وما يجره من ضرر على الانسان في دنياه وأخراه، وحاضره ومستقبله. لقد وجد الخير والشر مع بداية الخليقة فكانت التقوى ومراقبة الله عز وجل منبع الخير والهدى وكانت ثمرتها العفو والتسامح وكف الاعتداء، وكان الحقد والحسد مزرعة الشر والكراهية.

وتلك قصة هابيل وقابيل. وقد خلق الله الانسان في احسن تقويم وخلق الأنفس معتدلة سوية (لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم)، (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها) فكل مولود يولد على الفطرة، وقد بعث الله سبحانه وتعالى انبياءه وارسل رسله ليبينوا للناس طريق الخير والسعادة. وخص أمة محمد بأن يبعث لها على رأس كل قرن من يجدد لها أمر دينها، فالعلماء بعد الانبياء والرسل مصابيح تهدي الى الحق والى طريق مستقيم. وحفظ الله سبحانه كتابه عن التحريف والتبديل ليكون نبراسا على مر العصور والدهور وترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمة على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

وقد حمى الله عز وجل هذه الأمة من الهلاك المحدق والانقراض اللذين يستأصلان وجودها بل قيض لها البقاء الى ان تقوم الساعة «لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله»، ولكن قضى الله سبحانه كذلك ان يعتري هذه الأمة ما يعتري الكائنات الحية من خلاف واختلاف وتفرق وشتات، واذا كان الخلاف مقبولا في اطار الاجتهاد وملابسات الزمان والمكان فإن الاختلاف مذموم حذر منه القرآن الكريم كما حذرت منه سنة المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، قال تعالى «إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء انما أمرهم الى الله ثم ينبئوهم بما كانوا يفعلون»، وقال سبحانه «ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات ولهم عذاب عظيم». وقال عليه الصلاة والسلام «إنه ستكون هناك هنات وهنات لمن أراد ان يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان»، وقال «من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية»، وقال «من فارق الجماعة نزع ربقة الاسلام من عنقه».

وفي المقابل حث الاسلام على الطاعة ولزوم الجماعة والاعتصام بحبل الله والبعد عن النزاع المؤدي الى الافتراق، قال تعالى «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا»، وقال «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم»، وقال «يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول».

وقد أوجب الله على المسلمين التحاكم فخاطب رسوله بقوله «وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك»، وقال في حق العباد «فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما».

وقد بيَّن القرآن الكريم كما بينت السنة النبوية المطهرة الاحكام المترتبة على مخالفة امر الله سبحانه، وبيَّن الله عز وجل شرعه وحدوده ونص في كتابه الكريم على بعض الحدود التي تولى سبحانه الحكم مثل حد الزنى وحد السرقة وغيرهما وجاءت اقسى العقوبات في حق من حارب الله ورسوله وسعى في الارض فسادا. فقال سبحانه «انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتّلوا او يصلّبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الارض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم»، فقد جمعت الآية عذاب الدنيا وعذاب الآخرة وهو الأمر الذي يستوجب كره اعمالهم وعدم التعاطف معها ونبذها ونبذ مرتكبيها واشتملت العقوبة كذلك على اربعة انواع هي القتل والصلب وتقطيع الاطراف من خلاف أو النفي من الأرض وهي عقوبات تحمل التدرج كما تحمل الجمع حسب حجم المحاربة ونوع الافساد. ذلك ان محاربة الله عز وجل ومحاربة رسوله صلى الله عليه وسلم تشمل محاربة شرع الله باستحلال ما حرّم. وقد حرم الله الشرك والقيام على غير ما شرع اشراك به سبحانه كما حرم الظلم والاعتداء على حرماته من أشد أنواع الظلم. وحرم قتل النفس إلا بالحق وأكل أموال الناس بالباطل كما حرم الاعتداء على العقل والعرض، وذلك أعظم المنكرات في محاربة الله ورسوله والافساد في الأرض بالأساليب الحديثة التي تستخدم فيها العمليات الانتحارية والمواد شديدة الانفجار، حيث تقتل فيها الانفس وتخرب البيوت ويشاع الحزن وتخطف العقول وتؤذى الابدان دونما وازع من دين أو أمر عندهم من الله فيه برهان، فضلا عن الخروج على الأمة ومخالفة السلطان.

وقد ابتليت المملكة العربية السعودية بهذا البلاء في فترات متعددة من تاريخها الحديث أخذت هذه الأساليب طابع الدين، والدين منها براء وتزيت بزي حرب الكفار وهي الى الكفر اقرب منها للإيمان، حرفت النصوص وقطعت الرؤوس. كم قتلت من نفس مؤمنة وروعت من نفس آمنة ويتمت من طفل، وأهدرت من مال وأذهبت من عقل، وشككت الناس في دين الله وسيرة رسول الله ومنهج من والاه واتبع منهجه وخطاه.

نسوا قول الله عز وجل «ومن قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما»، وقوله «من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا»، وقوله سبحانه «ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا». ونسوا أم تناسوا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهلية»، وقوله في نفس الحديث «من خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه»، وقوله «من قتل نفسه بشيء في هذه الدنيا عذب به يوم القيامة» وقوله «من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا. ومن شرب سماً فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا فيها أبدا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا»، وقوله عليه الصلاة والسلام «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده».

أنسوا أم تناسوا ما يتلوه كل مسلم سبع عشرة مرة في اليوم والليلة (إياك نعبد وإياك نستعين) ونسوا أم تناسوا ما قرأوه في أبجديات التعليم الشرعي ان الله لا يعبد إلا بما شرع وقوله سبحانه «وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله»، وقوله سبحانه «والعصر ان الانسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر». أين هذه الافعال من الايمان وأينها من العمل الصالح وأينها من التواصي بالحق والتواصي على الصبر على الأذى فيه، بل أينها من أوليات أبواب طلب العلم ومنها باب «العلم مثل القول والعمل» واعلم انه على المسلم تعلم اربع مسائل اولاها العلم وثانيتها العمل به، ثم في طلب العلم أينها من قول الله سبحانه وتعالى «فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون» وقوله سبحانه «ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا» وقوله سبحانه في تحريم الافتئات عليه والقول عليه بغير علم «ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الكذب ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب أليم» وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «من دعا الى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينتقص من آثامهم شيئا» ألا جنبوا أنفسهم الشبهة وتجاوزوا بأنفسهم نار جهنم واستمعوا الى قول الحق سبحانه «يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم»، لقد خالفوا القيادة السياسية والدينية والفكرية والاجتماعية. ان سؤال أهل الذكر يتطلب معرفة رأي العلماء في ما يتعلق بشرع الله، وقد اصدرت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية منذ عام 1416هـ اربعة بيانات استنكرت فيها هذه الاعمال وأيدت الدولة في مواقفها من القائمين بهذه الاعمال ومن يقف وراءهم ومن يزين لهم اعمالهم محملة المسؤولية من يفتي بجواز مثل هذه الأمور ويقول على الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير مذكرة بسماحة الاسلام والرجوع في أمور الدين الى الأئمة الاعلام، وليس على كلام هيئة كبار العلماء من مزيد لمن اراد الحق والرجوع الى الشرع كما وليس بعد حزم السلطات الأمنية وتصريحات القيادة السياسية من مزيد لمن أراد ان ينازع الأمر أهله من مزيد ولكن ان كان قد بقي للكلمة من مكانة فهي للتذكير والتحذير لهذه الفئة الضالة ومن يقف وراءها.

تذكير وتحذير بأن ما يقومون به هو الحرابة وهي مصطلح له تعريفه وحكمه وهو جرم اكبر من الارهاب الذي لم يتحدد له تعريف بعد، ثم تذكير وتحذير بأن الله متم نوره ولو كره الكافرون ولو كره المجرمون وان الله لا يرضى لعباده الكفر وان الله حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرما، وانه على الباغي تدور الدوائر وان الله عز وجل حام هذه المملكة بما حملته من خير للامة الاسلامية والاسرة البشرية. وان كل انسان محاسب على ما اقترفت يداه ان خيرا فخير وان شرا فشر «ولا تزر وازرة وزر أخرى»، «وكل انسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا»، «يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو ان بينها وبينه امدا بعيدا ويحذركم الله نفسه» ثم ان هذه الاعمال ما خرجت والله من رحم الاسلام ولا من أي شعبة من شعب الايمان فليتق الله المفتون في انفسهم، والمنفذون في خلق الله من بعدهم والمحيطون بهم من سوء عاقبة مكرهم «ولا يحيق المكر السيئ الا بأهله»، «وان الله عزيز ذو انتقام» والله يمهل ولا يهمل فالحق ابلج وشرع الله واضح، ومن رفع العصا في وجه ولي الأمر فليس له الا العصا ومن اشتبه عليه امر في شرع الله فليتق الله في نفسه وفي غيره وليأخذ من كتاب الله برهانا ومن سنة سيد الخلق منهجا وبيانا.

وليعد الى اهل العلم في الحكم على الأمور كما رجع الى أهل خبراء السلاح في تحديد قوة التفجير وليذكر كل واحد ان بين جوانحه نفسا هي اكرم على الله من ان تستعمل كما تستعمل قطعة السلاح.

وليتق الله من يصطادون في الماء العكر فيتخذون من هذه الاحداث وسيلة لتبرير بعض الطلبات أو وسيلة لتمرير بعض المخططات فيما لا يخدم هذه الأمة ولا يحقق خيرا لهذه المملكة.

* عضو مجلس الشورى السعودي

* سليمان بن عبد الله آل مهنا *: الإسلام جاء بحفظ الضروريات الخمس

* مما لا يخفى على المسلم مهما قلّ نصيبه من العلم ان دين الاسلام جاء بحفظ الضروريات الخمس وهي الدين، والنفس، والعرض، والمال، والعقل، وحرم الله على الناس المساس بها إلا بحق شرعي والشريعة الاسلامية جعلت عليها سياجا منيعا يحيط بها، تلكم الأوامر والنواهي والوعد والوعيد والتهديد في الدنيا والآخرة، وقد ضمن الدين للانسان الأمن بكل أنواعه واعتنى عناية عظيمة بنوع من أنواعه على وجه الخصوص ألا وهو الأمن على الارواح فجعلت الشريعة أمر الأرواح عظيما وشأنها خطيرا لأن قوام الحياة على هذا الانسان، فمتى كانت حياته هدرا كانت الدنيا بأسرها معرضة لتسلط فئة من أهل الظلم والبطش والفساد وانتهاك الحرمات.

لذا تجد القرآن الكريم والسنة المطهرة حافلين بالنصوص المحرمة للاعتداء على الأنفس البريئة المستحقة للبقاء، وجماع ذلك ان الله تعالى قد أمتن على الناس بالأمن والايمان وعد ذلك من النعم العظيمة فقال تعالى «وأذكروا اذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون ان يتخطفكم الناس فأواكم وايدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون» وأمتن على قريش بما هم فيه من أمن فقال «أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء» وقال تعالى «فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف» وكما ان الأمن من اعظم النعم فإن زواله من اشد النقم وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن الفساد في الارض وذم فاعله وأخبر عن نفسه انه لا يحب المفسدين وأوصى الأنبياء عليهم السلام أقوامهم بذلك، فهذا صالح يقول لقومه «ولاتطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون» وقال زكريا لقومه «ولا تبخسوا الناس اشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين». وعد الشارع محاربة الفساد صمام أمان للأمم فقال عز وجل «فلولا كان من القرون من قبلكم اولو بقية ينهون عن الفساد في الارض» ولا شك ان من اعظم انواع الافساد قتل الأنفس وتدمير الأموال المصونة وترويع الآمنين، ان الله جل في علاه قارن النفس المؤمنة بالدنيا بأسرها فعن البراء بن عازب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «لزوال الدنيا بأسرها أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق»، واخبر صلى الله عليه وسلم «عن قيمة النفس المؤمنة عند الله فقال وهو يطوف بالكعبة ويتأمل حسنها ويتفكر في عظمتها قال ما اطيبك وما اطيب ريحك وما اعظمك وما اعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله اعظم من حرمة منك»، وفي الحديث «يجيء المقتول آخذا قاتله يوم القيامة واوداجه تثخن دما عند ذي العزة والجلال فيقول رب سل هذا فيما قتلني». ان الاعتداء على الآمنين ليس من خلال المسلمين، بل ان المسلم مأمور حتى وهو في ساحات الجهاد المشروعة ان يجتنب المواقع المدنية المشتملة على من لا قبل لهم بالقتال كالنساء والاطفال والعجزة والمعتزلين للقتال المتعبدين ولو كانت عبادتهم شركا وكفرا هذا في حال الجهاد المشروع فكيف بمن نقل المعارك الى بلاد الاسلام ومهابط الوحي، ان هذا أمر موجع للنفوس، ان هذه الاعتداءات والجرائم التي حصلت في بلادنا ومنها ما وقعت في مدينة الرياض قبل ليال قليلة خلت تجعل العاقل حيران فكيف أباحت هذه الفئة المجهولة لنفسها هذه الاعمال المشينة. ان كل انسان سوي في هذه البلاد وغيرها يستنكر فعلها ويمقته ولا يجد له أي مبرر، فنحن في بلاد الاسلام بلاد الحرمين التي هي ملجأ لكل خائف كيف يكون فيها ما كان من اعتداء وقتل، هذه امور يندى لها الجبين، ان هؤلاء القوم بفعلتهم هذه قاموا بخدمة عليا للأعداء المتربصين للاسلام والمسلمين شرا خدموا الصهيونية العالمية لم يخدموا دينهم، ان كان لهم دين ولا خدموا انفسهم ولا بني جنسهم، والعرب في الجاهلية وهم على الشرك والكفر يحمون الذمار ويحافظون على حق الجار، أما هؤلاء مع الأسف الشديد خدموا من يبيت لهم الشر فلا حول ولا قوة إلا بالله انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور، انني وعبر هذه الكلمات اليسيرة اتوجه لكل فرد سولت له نفسه ما حصل وما قد يحصل ان يراجع نفسه ويحكم عقله ولا يسلم نفسه وفكره لاناس لن ينفعوه في الدنيا والآخرة وانما سوغوا له هذه الاعمال المنكرة وتركوه يعبث بنفسه يفسد دينه ويعرض نفسه للمهالك في الدنيا والآخرة على الانسان ان يحكم عقله ويبحث عما يصون دينه ودنياه. أيرضى المسلم ان يكون من اهل جهنم بقتله مؤمنا لا مصلحة له في ذلك الا اتباع الهوى واطاعة لمن غرر به وافتاه بالباطل، ألم يقل الله جل وعلا «ومن قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما»، انني اناجي من سولت له نفسه واطاع هواه وغرر به وزين له من لا يفيده فتعدى على الناس مسلمين أو غير مسلمين ان يحاسب نفسه قبل ان يحاسب في الدنيا والآخرة وان يتأمل في نصوص الشريعة ان كان يحسن التأمل وان لم يكن فليرجع الى اهل العلم والذكر ليدلوه على الحق والصواب إعمالا لقوله تعالى «فسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون»، هذه كتب السنة وهذه كتب السيرة والفقه طافحة وحافلة بالنصوص القولية والعملية الدالة على تحريم قتل المستأمن لأن وجوده في بلاد المسلمين انما حصل لاعطائه الأمان من ولي الأمر ووجوده جاء متمشيا لمتطلبات البلاد، وولي الأمر هو الذي يقدر هذه الأمور وليس لاحد من افراد الأمة ان يفتات ويتصرف في امر ليس من حقه فالمستأمن له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين فلا يجوز بكل حال أذاه أو الاعتداء عليه من فعل ذلك فنبينا عليه الصلاة والسلام بين حكمه في احاديث كثر توبوا الى الله ايها الناس والتائب من الذنب كمن لا ذنب له والحق ضالة المؤمن والرجوع الى الحق فضيلة والرجوع الى الحق خير من التمادي في.. الباطل.

اللهم بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى اهد ضال المسلمين واجعل بلادنا وبلاد المسلمين آمنة مطمئنة وادفع عنها شر الحاقدين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

* رئيس المحكمة الكبرى بالرياض

* د. سعيد بن مسفر القحطاني *: كفى تماديا في الباطل

* الحادث الاجرامي الذي وقع في مدينة الرياض اخيرا يعتبر من الجرائم الخطيرة بكل المقاييس والذين قاموا بتنفيذه قتلة ومجرمون لأنهم سفكوا الدم الحرام وروعوا الآمنين وحملوا السلاح وخرجوا بفعلهم الأثيم على جميع القيم والاخلاق والمبادئ.

والذين نفذوه بانتحارهم وقتلهم لانفسهم قدموا على ما قدموا وسيجدون عقوبتهم عند الله يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار، اما من يقف وراءهم او ساهم في التخطيط لهم فسوف لن يفلت من قبضة الله عز وجل وستصل اليه يد العدالة ان في الدنيا او في الآخرة، لأن الله سبحانه وهو الاله العدل قادر عليهم ونحن على ثقة كاملة بأن العيون الساهرة على أمن هذا البلد المقدس ستوفق بإذن الله للوصول اليهم وتقديمهم للعدالة وتطبيق شريعة الله الحاسمة عليهم.

لكننا في هذه الكلمات نخاطب الذين تلوثت افكارهم بالغلو والتطرف ونهجوا منهج العنف ممن غُرِّر بهم، نقول لهم لمصلحة من هذه الاعمال ومن المستفيد من هذه التصرفات وما هي الارباح التي تحققونها من هذه الممارسات الآثمة.

ـ نقول لهم اتقوا الله في انفسكم فقد عرضتموها من البلاء لما لا تطيق ووضعتم انفسكم في وضع لا تحسدون عليه، وحرمتم انفسكم من نعمة العمل البناء لهذا الدين العظيم ومن مشاركة المسلمين في عباداتهم ومن طلب العلم ومن الدعوة الى الله.

ـ اتقوا الله في اسركم فقد اضعتموها وفي زوجاتكم واطفالكم فقد دمرتموهم وفي آبائكم وامهاتكم وقد فجعتموهم وفي قبائلكم فقد اصبحتم وصمة عار في جبين تلك القبائل حتى تبرأت منكم وفي امتكم ووطنكم الذي تنكرتم له.

ـ اتقوا الله في دينكم فقد شوهتم صورته واسأتم اليه ايما اساءة وقدمتموه للناس بصورة غير الصورة الشرعية التي ارادها الله، لقد جعل الله هذا الدين رحمة للعالمين وجعلتموه موتا ودمارا للناس، لقد كرهتم الناس فيه واعطيتم اعداءه فرصة لاستغلال تصرفاتكم المشينة لتشويه حقيقة هذا الدين العظيم.

ـ اتقوا الله في الاطفال الابرياء الذين اعتديتم عليهم وروعتموهم وقتلتموهم بغير ذنب.

ـ اتقوا الله في الاسر البريئة والرجال الابرياء والنساء البريئات.

ـ اتقوا الله في الأموال التي اهدرتموها وفي المباني التي هدمتموها.

ـ فكروا بعقولكم ما هي الارباح التي تجنونها من هذه الاعمال انكم تخسرون كل شيء، تخسرون حياتكم وتخسرون ايضا آخرتكم.

ـ لا يلعب عليكم الشيطان ويعدكم ويمنيكم فما يعدكم الشيطان إلا غرورا.

ـ لا يوهمكم الشيطان وهو عدوكم بأن ما تقومون به من الاعمال المشروعة لا والله لو كان مشروعا لشارككم فيه كل مسلم غيور على دينه متى كان قتل الابرياء وسفك الدم الحرام وانتهاك الحرمات وترويع الآمنين مشروعا.

ـ اتظنون ان هذا الدين دينكم لوحدكم انه دين الله الذي ارتضاه لعباده واعتنقه الملايين غيركم منهم العلماء والمفكرون والغيورون.

ـ من الذي اعطاكم صلاحيات التحدث باسمه ومن الذي خوّلكم القيام بهذه التصرفات الخاطئة باسمه.

ـ هل معنى ذلك انكم انتم المسلمون فقط، هل معنى ذلك انكم أنتم العقلاء والغيورون فقط.

ـ ما هي مؤهلاتكم العلمية وصفاتكم الشرعية ومواقعكم الدينية ايها الادعياء.

ـ انني اخاطب فيكم العقل والفطرة بأن تراجعوا انفسكم وان تقفوا معها وقفة جادة وان تعدلوا مساركم وألا تتجاهلوا العلماء الراسخين وهم كثيرون ولله الحمد والذين قضوا اعمارهم في خدمة العلم والدين.

ـ ارجعوا الى العلماء وناقشوهم وتحاوروا معهم وأسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون، وانا اجزم انكم لا تعلمون.

ـ تعلموا من العلماء ولا تأخذوا العلم من غير الثقات امثالهم.

ـ انني على يقين بأنكم اذا تجردتم من الهوى وطلبتم الحق فإنكم ستجدونه كما وجده غيركم في هذه البلاد وفي مصر وفي الجزائر وفي كثير من بلاد المسلمين.

ـ ابدأوا من حيث انتهى هؤلاء واستفيدوا من تجاربهم.

ـ ان الرجوع الى الحق خير من التمادي في الباطل والحق ضالة المؤمن.

ـ كفى امعانا في الباطل وابتعادا عن الحق، عودوا الى الحق وثوبوا الى الرشد وصححوا اخطاءكم.

ـ انني ادعوكم الى نبذ العنف والقاء السلاح وتسليم انفسكم لأن هذا هو الخيار الافضل لكم.

ـ ان بقاءكم مطاردين ومختفين في السراديب والكهوف لا يمكن القول به فإلى متى ستتحملون ذلك.

ـ سينكشف امركم وستصل اليكم يد العدالة ولو بعد حين وهنالك اما ان تنتحروا كما فعل بعضكم او تقتلوا غيركم او تقتلوا وتخسروا حياتكم.

ـ ان افضل خيار لكم هو التوبة الى الله والعودة الى الحق والاستسلام وسيقدر لكم هذا الموقف.

ـ انها نصيحة مخلصة وصادقة لا نريد بها إلا وجه الله ثم مصلحتكم انتم لأنه يعز علينا ويؤلمنا كثيرا هذه الاوضاع التي تعيشونها، انكم تحرقون انفسكم وتتاجرون بمصائركم لحساب الشيطان.

ـ عودوا الى الحق كما عاد غيركم وستذكرون ما اقول لكم وأفوض أمري الى الله والله بصير بالعباد.

ـ لا تسيئوا الظنون بنا ولا تنزعوا الثقة منا فنحن حريصون على مصلحتكم ولا تقولوا ان المستفيد من كلامنا هذا هي الدولة أو اننا مأجورون للدولة. لا وألف لا نحن لا نقول إلا الحق ولا نرجو إلا وجه الله والحق يستفيد منه الجميع الحاكم والمحكوم والكبير والصغير، اذ ماذا بعد الحق إلا الضلال.

ـ ان حداثة سنكم وضعف مستوياتكم العلمية هي التي اوقعتكم في هذه الانحرافات العقدية وزينت لكم الباطل حين غاب عنكم الحق.

ـ تذكروا من سبقكم من الخوارج الذين كانوا اشد الناس عبادة وغيرة وحماسا ومع هذا سماهم الرسول صلى الله عليه وسلم المارقة الذين مرقوا من الدين وتجاوزوا حدوده واخترقوا اسواره.

ـ ان العبرة ليست للحماس الفارع والغيرة المندفعة، لكن العبرة بالدليل الشرعي من الكتاب والسنة وفعل السلف الصالح.

ـ الله الله لا تفوتوا على انفسكم الفرصة ولا تحتقروا النصائح ولا تتجاهلوا هذه النداءات المخلصة، ان اريد إلا الاصلاح وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.

* داعية إسلامي

* علي بن عبد الرحمن الحذيفي *: صفات المفسدين الفجّار

* الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد.

فالناس منهم السعيد والشقي وذو الصفات الخيرة وذو الصفات الشريرة والمصلحون والمفسدون ومآلهم الى دار نعيم او دار عذاب أليم وقد بين لنا القرآن والسنة صفات الاخيار وصفات المفسدين الفجار فقال تعالى عن الاخيار «وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جنهم ان عذابها كان غراما انها ساءت مستقرا ومقاما والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا»، وذكر الله لنا صفات المفسدين فقال: «ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو الد الخصام واذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد» وقال تعالى عن المنافقين: «وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون» والفساد في الأرض أعظم ذنب عُصي الله به من الشرك والقتل والزنى وغير ذلك مما حرمه الله على مراتبه في قبح التحريم، والفساد في الارض والافساد مرده الى الشهوات والشبهات، فالشهوات انسياق وراء الملذات المحرمة واتباع الهوى، والشبهات ضلال في فهم الكتاب والسنة وخبط في تأويلات النصوص وعدم اخذ العلم عن الراسخين فيه واخذ التأويل والتفسير للنصوص من رؤوس اهل الفتن والبدع الذين يتبعون غير سبل المؤمنين، وعلامة هذه الطائفة غموض اهدافها وسرية تنظيمها وتكتمها الشديد على مبادئها قال تعالى: «هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأوله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا»، ومعصية الفتن والشبهات اشد خطرا على الاسلام من معصية الشهوات، الا وان فتنة الخوارج الذين يقومون بالتفجيرات والتدمير والقتل للمسلمين وغير المسلمين في هذه البلاد فتنة مضلة وعمل اجرامي شنيع وارهاب محرم وفساد كبير يعجز العقلاء ان يجدوا له تفسيرا إلا انه يخدم اعداء الاسلام ويقطع اواصر المجتمع ويستهدف الامن الذي به تنتظم امور الدنيا والدين، والمستقرئ للفتن يجد ان العقل الموجه لها له غايات واهداف شريرة يسعى لتحقيقها، وليس من شرط هذه الاهداف ان يستفيد منها وينتفع بها بل يكفي المفسد الموقد للفتنة ان يضر بها فردا او مجتمعا، واما المنفذون للفتن فهم دائما الغوغاء وجمهرة الناس ينفذونها تحت مظلة شعار براق عاطفي آخاذ يسيطر على عقول الغوغاء كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا، وهذا الشعار واللافتة تصاغ في كل زمان بعبارات تناسب الزمن فالخوارج المنافقون ألبوا الناس على عثمان رضى الله عنه بالطعن في الامراء وزعمهم انه استأثر بالمال، وزعمهم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهل هناك منكر ومعصية اعظم من قتل الخليفة عثمان رضى الله عنه وما ترتب على ذلك من الفتن العظام، فتبا للخوارج في كل زمان ومكان، وفي خلافة علي رضى الله عنه سيطر على عقول الخوارج شعار «لا حكم إلا لله»، قال الامام علي رضى الله عنه كلمة حق اريد بها باطل ووقع ما وقع من الامور الكبار التي اضرت بالامة ولو ذكرت شعارات اصحاب الفتن في كل عصر وما وقع تحت شعار هذه الفتن لطال الحديث ولكن حسبنا الاشارة الى الاسس التي انبنت عليها فتن الشعارات، والحقيقة التي اوجه اليها من يخاف من الفتن المضلة هي ان المنفذين للفتن تابعهم ومتبوعهم تأكلهم الفتنة ويصيرون وقودا لنارها ويخسرون خسارة غبن تقطع نياط القلوب، ولو كان ينفعهم البكاء دما لفعلوا ولكن هيهات ان يهملهم الله تعالى وما اشبه الليلة بالبارحة عندما تقوم فئة منحرفة في الفكر معتنقة لمذهب الخوارج وترفع شعارات لم نعرف معناها، تقتل وتدمر وتفسد تحت شعار تغيير المنكر، وهل هناك منكر اعظم مما تفعله هذه الفئة المتشربة مذهب الخوارج او تطعن في الولاة والعلماء تحت شعار تحذير المسلمين وهل التحذير من الخير او الشر؟ ان حسنات الدولة بحكامها وعلمائها وموظفيها ومواطنيها الذين يكرهون الفتن، ان حسناتها في يوم واحد اضعاف حسنات فئة الخوارج في عمرهم كله بما لا يعلم عدده الا الله وقبول حسنات اهل البدع من الخوارج ونحوهم او ردها الى الله الخالق، والله يقول: «ان الله لا يصلح عمل المفسدين»، او تهدم المباني على من فيها من المسلمين وغير المسلمين وتنسف المؤسسات وتتلف الاموال المعصومة بحجة اخراج المشركين، وهل الرسول صلى الله عليه وسلم قال اقتلوا المستأمنين والمعاهدين سبحان الله ما ابعد فهم الخوارج عن الصواب، بل الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «من قتل مستأمنا ذميا لم يرح رائحة الجنة»، ثم ان الاخراج الذي دل عليه الحديث موكول الى ولي الامر لانه هو المسؤول عن الامة وهو الذي يقدر المصالح والمفاسد، والولاة هم المنوط بهم الخطاب في المصالح العامة للامة والفرد لا يفتات على ولاة الامر، فيما يخصهم، وكيفية تطبيق النصوص في غاية الاهمية فلو ان ثلاثة شاهدوا قاتلا لشخص فليس لهم ان يقتلوه، بل يحكم بقتله ولي الامر او نائبه وكذلك لو رأى اثنان سارقا فليس لهما قطع يده، بل يحكم بقطع يده ولي الامر او نائبه بعد البينة، وهكذا في الحدود فلا يكفي معرفة النصوص، بل لا بد من فقه لها ومعرفة كيفية التطبيق لها وهذا بالتعلم الشرعي الراسخ، ومما يحجب العقول عن فهم الحق رؤوس الفتنة الذين يجعلون هناك حواجز عن السماع من العلماء ويحرضون على ولاة الامر ويختلقون الاراجيف الكاذبة واتعجب من الغوغاء كيف يتخلون عن عقولهم ويسارعون الى الاشتراك في مسيرة مظاهرات في الشارع لأجل توجيه من ضل عن الرشد بواسطة فاكس او انترنت بحجة الاصلاح.

ان هذه المظاهرات عين الفساد والاصلاح بالكتاب والسنة من خلال ولاة الامر والعلماء والمظاهرات لا تجوز بحال وليست لنا، لأننا اهل شريعة وهذا التخريب والمظاهرات التي بدأت تظهر توجب علينا جميعا حكاما ومحكومين ان نقف لها بالمرصاد لتختفي تماما بقوة الحجة وبقوة السلطان والا فإنها ستجرنا كلنا الى فتن تستحل فيها الحرمات لا نقدر بعد ذلك ان ندفعها عن المسلمين. اسأل الله ان يكفينا شر هؤلاء الخوارج وان ينتقم من الرؤوس التي تأمرهم وتنهاهم وتنظّر لهم وتضلهم انه على كل شيء قدير وان يحفظ بلادنا من كل شر ومكروه.

* إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف