باول يبحث مع وزراء الخارجية الأوروبيين ملفي العراق والشرق الأوسط

TT

يبدأ وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اجتماعا ببروكسل يستغرق يومين على أن ينضم إليهم وزراء دفاع دول الاتحاد غدا لمناقشة عدد من القضايا الدولية وقضايا داخلية أهمها الإعداد الجيد للقمة الأوروبية المقررة في 12 و13 من الشهر المقبل.

سوف تشهد العاصمة البلجيكية محادثات على هامش اجتماعات المجلس الوزاري الأوروبي، منها المباحثات الأميركية ـ الأوروبية التي سوف يجريها وزير الخارجية الأميركي، كولن باول، الذي سيلتقي اليوم بالعديد من المسؤولين الأوروبيين.

وقال مصدر مطلع إن المسؤول الأميركي سيبحث العلاقات الأميركية ـ الأوروبية، وسبل تطويرها، وتقريب وجهات النظر بين الجانبين بشأن العديد من القضايا الدولية مثل الملف العراقي والوضع في الشرق الأوسط وأفغانستان وإيران.

وأضاف: «سيبحث باول مع المسؤولين الأوروبيين سبل تجاوز الخلافات التي تمر بها العلاقات الأميركية ـ الأوروبية، التي نتجت عن نزاعات اقتصادية بين الجانبين، فضلا عن موضوعات دفاعية وأمنية».

وسوف يشارك باول في اجتماعات وزراء الخارجية والدفاع الأوروبيين يوم الثلاثاء المقبل. وترددت أنباء عن احتمال قيامه بزيارة مقر حلف شمال الأطلسي ببروكسل، وبحث عدد من الموضوعات المهمة منها مسألة السياسة الدفاعية الأوروبية الموحدة والتعاون بين الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي، مع مسؤولي الحلف.

وقالت مصادر أوروبية لـ«الشرق الأوسط» أمس إن الملف العراقي سوف يستحوذ على معظم جدول مباحثات باول مع المسؤولين الأوروبيين. وتوقعت أن يظهر مسؤولو الاتحاد تشجيعهم وترحيبهم للخطوات الأميركية بشأن نقل السيادة للعراقيين عبر حكومة من المتوقع أن يتم تكوينها قبل يونيو (حزيران) المقبل، وسوف يعرب وزراء الخارجية الأوروبيون عن ترحيبهم بالإعلان عن مشروع صياغة دستور وتنظيم انتخابات في العراق عام 2005.

وفي الملف الشرق أوسطي سوف يسعى الجانبان الأميركي والأوروبي إلى محاولة إيجاد مخرج للجمود الذي تعاني منه عملية السلام في الشرق الأوسط، وتكثيف التعاون المشترك بين الجانبين، سواء من خلال عمل اللجنة الرباعية، أو بصورة ثنائية، في أعقاب وجود حكومة أحمد قريع واستمرار إسرائيل في بناء الجدار العازل الذي أعرب الاتحاد الأوروبي أكثر من مرة عن معارضته لبنائه.

من ناحية أخرى، يعقد مجلس الشراكة الأوروبي ـ الإسرائيلي اجتماعا في بروكسل على هامش اجتماعات المجلس الوزاري الأوروبي، ويرأس الجانب الإسرائيلي في الاجتماعات، وزير الخارجية سلفان شالوم.

ويتوقع المراقبون أن تسعى الرئاسة الإيطالية للاتحاد إلى تلطيف الأجواء والعمل على نجاح هذا الاجتماع الذي يأتي في أعقاب توتر في العلاقات الأوروبية ـ الإسرائيلية.

ومعلوم أن مسائل أخرى أدت إلى زيادة التوتر في العلاقات الأوروبية ـ الإسرائيلية، من بينها استمرار إسرائيل في بناء الجدار العازل الذي يرفضه الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى نتائج استطلاع الرأي الأوروبي الأخير الذي أشرفت عليه المفوضية الأوروبية، والذي أظــهر أن غالبــية سكان دول الاتحاد (59%) يؤمنون بأن إسرائيل من أكــثر دول العالم خطرا على السلام العالمي، وهي النتائج التي أثارت غضب تل أبيب والمنظمات اليهودية في أوروبا والولايات المتحدة.