حصيلة قتلى إسقاط طائرتي الهليكوبتر في الموصل تبلغ 17 جنديا

القوات الأميركية تقصف «موقعا معاديا» في معسكر تدريب للنظام السابق قرب كركوك بصاروخ موجه من بغداد

TT

اعلن مسؤول عسكري اميركي ان حصيلة قتلى حادث طائرتي الهليكوبتر العسكريتين اللتين سقطتا فوق حي سكني في مدينة الموصل اول من امس ارتفعت الى 17 جنديا، كما اعلن ان القوات الاميركية اطلقت امس صاروخا موجها استهدف «موقعا لقوات معادية» في شمال العراق، وذلك للمرة الاولى منذ انتهاء «المعارك الاساسية» في الاول من مايو (ايار) الماضي.

وقال اللفتنانت كولونيل بيل ماكدونالد ان «صاروخا تكتيكيا اطلق (ظهر امس) على معسكر تدريب للنظام السابق» على بعد 25 كلم غرب كركوك. واضاف ان الصاروخ اصاب الهدف من دون ان يتمكن في الوقت الحاضر من القول ما اذا كان ادى الى سقوط ضحايا او تحديد مدى الاضرار التي الحقها. والصاروخ المجهز بنظام توجيه اطلق من التاجي الواقعة على بعد نحو 20 كلم شمال بغداد على الهدف الواقع على بعد نحو 220 كلم شمالا. وقال ماكدونالد «انها المرة الاولى منذ انتهاء المعارك الاساسية التي يستخدم فيها هذا النوع من الذخيرة».

وكان الجيش الاميركي اعلن مساء اول من امس ان المقاتلين العراقيين اسقطوا طائرتي هليكوبتر اميركيتين من طراز بلاك هوك في منطقة سكنية في مدينة الموصل مما أدى الى مقتل 17 جنديا وخمسة جرحى وجندي في عداد المفقودين.

وصرح ضابط في موقع التحطم ان احدى الطائرتين اصيبت بقذيفة صاروخية في الذيل. وقال شهود عيان ان الطائرة تصادمت اثر ذلك مع هليكوبتر اخرى وتحطمت الطائرتان. وبهذا يرتفع الى خمس عدد طائرات الهليكويتر الاميركية التي اسقطتها المجموعات المسلحة خلال الاسابيع الثلاثة الماضية.

ولم تعط القوات الاميركية تفصيلات بشأن جنسيات من كانوا على متن الطائرتين الملحقتين بالفرقة 101 المحمولة جوا والتابعة للجيش الاميركي. واضافت انه يجري التحقيق لمعرفة سبب تصادم الطائرتين وان من السابق لاوانه التكهن بما حدث.

وقالت المتحدثة العسكرية الاميركية في بغداد ان احدى الطائرتين كانت تحمل قوة جوية للرد السريع وكانت الاخرى تحمل جنودا في مهمة نقل.

وقال محمد بدران وهو من اهالي المنطقة ان الطائرتين اصطدمتا عقب حدوث انفجار. وقال «كنت اشاهد التلفزيون عندما سمعت انفجارا شديدا.. نظرت من النافذة فرأيت طائرتين هليكوبتر. كانت احداهما تطير على ارتفاع منخفض وتشتعل بها النار وكانت الثانية اعلى منها. وارتفعت الطائرة الاولى في الجو فاصطدمت بالثانية وسقطتا في منطقتين متفرقتين».

واعرب سكان الحي الذي شهد سقوط الطائرتين عن فرحهم «لان الله اقتص من الاميركيين ورأف بالعراقيين» في اشارة الى عدم اصابة مدنيين في الحادث.

وقال فتحي احمد، 20 سنة، وهو ينظر الى الجنود الاميركيين وهم منهمكون في جمع حطام مروحيتي البلاك هوك اللتين تحطمتا السبت مخلفتين 17 قتيلا من زملائهم اضافة الى خمسة جرحى ومفقود «هذا الصباح تملكتني رغبة في الرقص والضرب على الطبل لشدة ما كنت فرحا». واضاف «انهم يستحقون ما يحصل لهم لانهم لا يحترمون احدا. صدام حسين كان على الاقل مسلما اما اليوم فان الاميركيين واليهود يحتلون ارضنا. كيف يمكننا القبول بذلك؟».

ويتكون الحي الفقير الذي وقعت فيه المروحيتان من منازل قديمة يسكنها خاصة موزعو قوارير الغاز والوقود المنزلي. وهو حي محافظ يؤيد اغلب سكانه صدام ويكرهون الاميركيين.

ووقع قسم من المروحية على سقف مدرسة وقسم اخر في الشارع في حين سقط هيكل المروحية الثانية على سقف المنزل الحديث الوحيد في الحي. ولم يصب احد من السكان باذى.

وبلاك هوك هي طائرة الخدمات الاولى في الجيش الاميركي وتستطيع نقل 11 جنديا بكامل عتادهم كما تستخدم في عمليات الاجلاء الطبي.

وقبل تحطم الطائرتين اول من امس كان 160 جنديا اميركيا قد قتلوا بالفعل في عمليات في العراق منذ ان اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش انتهاء المعارك الرئيسية في الاول من مايو (ايار).

ويشن المناوئون لقوات التحالف الان نحو 30 هجوما يوميا مما دفع القوات التي تقودها الولايات المتحدة للرد «بعملية المطرقة الحديدية» مستخدمة هجمات جوية لتدمير مبان تقول ان المقاتلين يستخدموها.

وفي اكثر الهجمات دموية على القوات الاميركية منذ بدء الحرب للاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين أسقطت هليكوبتر من طراز شينوك غرب بغداد في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) مما اودى بحياة 16 عسكريا.

وبعد خمسة أيام أسقطت هليكوبتر من طراز بلاك هوك قرب بلدة تكريت وهي مسقط رأس صدام مما ادى لمقتل كل من كانوا على متنها وعددهم ستة. ويوم 25 اكتوبر تشرين الاول أسقط المسلحون طائرة بلاك هوك في تكريت بقذيفة صاروخية. واضطرت الطائرة للهبوط اضطراريا والتهمتها النيران ونجا ركابها الخمسة.

على صعيد آخر، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن خبير عسكري اميركي قوله ان وكالة المخابرات المركزية لم تعثر على أي دليل على ان الرئيس العراقي المخلوع حاول نقل أسلحة للدمار الشامل الى تنظيم القاعدة أو جماعات اخرى. وقالت ان تفاصيل نتائج التحقيقات التي تجرى حول قضية الاسلحة وردت في تقرير أعده انتوني كوردزمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية استنادا الى تصريحات أدلى بها ديفيد كاي مستشار وكالة المخابرات المركزية الذي يشرف على عملية البحث عن الاسلحة غير التقليدية في العراق خلال الاسبوعين الماضيين.

وكتب كوردزمان بناء على اقوال كاي «لا توجد أدلة على أي سعي عراقي لنقل اسلحة للدمار الشامل او اسلحة (تقليدية) الى ارهابيين». وأضاف كوردزمان «الاحتمال الوحيد هو فدائيي صدام».

وفي تقرير مبدئي أعده كاي في اكتوبر (تشرين الاول) قال انه لم يعثر على أي اسلحة للدمار الشامل في العراق. ويقول البعض ان البيت الابيض ربما بالغ من التهديد الذي يمثله العراق لتبرير الحرب.

ونقل كوردزمان عن كاي قوله ان العراق «طلب بالفعل بعض المعدات النووية منذ عام 1999 ولكن لم تظهر أي ادلة على وجود منشأة جديدة لاستخدامها فيها». وعلى الرغم من عدم وجود ادلة على انتاج أسلحة كيماوية اشار كوردزمان الى ان كاي رصد «تحت ستار منشأة زراعية جديدة» عملا بيولوجيا أظهر تقدما في تطوير مساحيق قابلة للتخزين لنوع من البكتيريا مسبب للتسمم الغذائي.