أميركا تعرض 10 ملايين دولار لإلقاء القبض على عزة إبراهيم

TT

صعد الجيش الاميركي هجماته ضد مواقع المسلحين الموالين للنظام السابق بشن غارات جوية على اهداف تقع في وسط بغداد وذلك للمرة الاولى منذ انتهاء الحرب. وبعد وقت قصير من قيام القوات الاميركية بتدمير منزل عزة الدوري نائب الرئيس العراقي السابق بصواريخ ارض ـ ارض موجه عبر الاقمار الصناعية، اصدرت بيانا امس يعلن منح عشرة ملايين دولار لكل من يدلي بمعلومات تؤدي الى القاء القبض عليه.

وقال مسؤولون عسكريون ان قوات من الفرقة المدرعة الاولى استخدمت دبابات وطائرات في قصف أهداف للمقاومة ليلا لتواصل عملية المطرقة الحديدية التي تستهدف الحد من الهجمات ضد الاميركيين في المدينة.

وأكد متحدث عسكري اميركي ان العملية الواسعة النطاق اطلقت في بغداد ومحيطها منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني). واضاف ان «الامر لا يختلف عن المراحل السابقة للعملية غير انه اقرب الى العاصمة».

وقد سمع دوي اكثر من اربعين انفجارا في وسط العاصمة، بينما اكد متحدث عسكري اميركي ان الغارات استهدفت مساء اول من امس خمسة اماكن مختلفة انطلقت منها قذائف هاون في الاسابيع الاخيرة ضد المقر العام للتحالف.

وقال المتحدث ان «الاهداف قصفت من الجو بمدفعية من عيار 105 ملم ورشاشات ثقيلة من عيار 40 ملم»، رافضا تحديد ما اذا كان القصف جرى من مروحيات قتالية او طائرات حربية.

واوضح ان المواقع التي قصفت «منازل خالية»، مؤكدا ان «قوات التحالف تريد التأكد من ان الجنود آمنون ولن يتعرضوا لتهديد هجمات بالهاون او القذائف». واضاف ان قوات التحالف تريد التأكد «بعد تحديد المكان من انه لن يستخدم ثانية». وقال انه بحسب معلوماته لم تسجل اي مقاومة ولم يسقط ضحايا.

وأكد مسؤولون أميركيون أنهم دمروا ليل الاحد الماضي منزل عزة ابراهيم أحد أبرز أعوان صدام حسين والذي يقولون انه وراء بعض الهجمات على القوات الاميركية. ولم يتضح ما اذا كان ابراهيم أو أحد آخر في المنزل الواقع قرب تكريت لدى تدميره بصواريخ موجهة بالاقمار الصناعية.

وكان البريجادير جنرال مارك كيميت المتحدث باسم الجيش الاميركي في بغداد قد قال في وقت سابق هذا الاسبوع ان القوات الاميركية تقترب من الامساك بابراهيم أكثر المطلوبين في العراق بعد صدام.

وجاء في لافتة سوداء اشتملت على صورة لعزة ابراهيم «تم رصد مبلغ قدره 10 ملايين دولار الى كل من يدلي بمعلومات تؤدي الى اعتقال عزة ابراهيم» نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في النظام السابق.

وكتب ايضا فيها «بلغوا سلطات الاحتلال عن اية معلومات لديكم». واضاف التحالف «ان اعتقال اعضاء النظام السابق امر اساسي من اجل الحفاظ على سلامة وامن العراق».

وعبر وزير الخارجية الاميركي كولن باول مساء اول من امس عن ثقته بقدرة قوات التحالف والقوات العراقية التي يجري تأهيلها على السيطرة على الوضع الامني في العراق، معبرا عن امله في ان تعين الامم المتحدة ممثلا خاصا لها جديدا في العراق.

وقال باول في لقاء مع صحافيين بعد غداء عمل مع نظرائه الاوروبيين في بروكسل «انني واثق من قدرة القوات العسكرية للتحالف والقوات العراقية التي يجري تأهيلها (..) على السيطرة من جديد على الوضع الامني» في العراق. واضاف ان «المهم هو ان مجلس الحكم الانتقالي اجتمع الاسبوع الماضي وقرر السير قدما على الرغم من التهديدات الامنية التي يواجهها».

من جانبه، اكد بول بريمر رئيس الادارة المدنية الاميركية في العراق في مقابلة نشرتها صحيفة «كورييرا ديلا سيرا» الايطالية ان العراق «هادئ والوضع فيه عاد الى طبيعته ويعيش بسلام».

وقال بريمر ان «90% من العراق تقريبا هادئ وعاد فيه الوضع الى طبيعته ويعيش بسلام»، مشيدا بنتائج مهمته. واضاف انه «يمكن دحر الارهاب فقط اذا لم نرضخ لابتزازه واذا تابعنا طريقنا. المهم هو عدم الاستسلام وعدم الرضوخ للترهيب»، معبرا عن شكره لايطاليا لانها قررت مواصلة مهمتها في العراق.

وأكد مدير اجهزة الاستخبارات العسكرية الايطالية نيكولو بولاري اثناء جلسة مساءلة امام اللجنة البرلمانية الاستخباراتية مساء اول من امس ان خطر وقوع اعتداءات على المصالح الايطالية في العراق «كبير جدا».

وقال بولاري الذي نقل تصريحاته رئيس اللجنة البرلمانية انزو بيانكو ان «خطر وقوع اعتداءات في مستقبل قريب على الايطاليين في العراق كبير جدا (...) واجهزة استخبارات دول اخرى تشاطر الاستخبارات العسكرية الايطالية توقعها هذا». واضاف بيانكو «لا يوجد اي عناصر تسمح بالاعتقاد ان الخطر سيتضاءل في المستقبل القريب ويجب على السلطات الايطالية ان تعزز التدابير الامنية ليس فقط بالنسبة للقوة العسكرية الايطالية بل بالنسبة للدبلوماسيين وعناصر الصليب الاحمر ايضا». واوضح بيانكو ان اجهزة الاستخبارات العسكرية الايطالية ابلغت منذ يوليو (تموز) عن مخاطر متزايدة بالنسبة للايطاليين الموجودين في العراق. واضاف ان «المخاطر المحدقة بالايطاليين ناجمة عن وجود خليط: هناك من جهة العناصر المرتبطة بصدام حسين لكن طبيعة الهجوم الانتحاري تشير الى اشخاص من ثقافة اخرى. هناك وجود «القاعدة» في هذه الاعتداءات وهذا يؤكد ان التهديدات التي وجهها اسامة بن لادن الى ايطاليا في الماضي تتمتع بمصداقية».

ميدانيا أيضا، قال شهود ان القوات الاميركية اعتقلت في ساعة مبكرة من امس ثمانية اشخاص على الاقل في ناحية الكرمة المتاخمة للفلوجة غرب بغداد.

وقال شاهد العيان صلاح حسن فرحان ان «القوات الاميركية قامت بحملة مداهمات في المنازل الواحد تلو الآخر بحثا عن الاسلحة وبحثا عن اشخاص كان الجنود الاميركيون يحملون اسمائهم في ورقة». واوضح ان «القوات الاميركية التي كانت ترافقها مروحيات كانت تحلق في السماء داهمت منزل عضو قيادة حزب البعث المنحل مؤيد انور محمد مشوح الجميلي فلم تجده فاعتقلت والده انور محمد مشوح الجميلي، 80 عاما، الذي يعد احد شيوخ عشائر الجميلات النافذة وشقيقه معن الذي يعمل مديرا لاعدادية الكرمة وابنه عبد القادر». كما اعتقل خمسة آخرون من الاسرة ذاتها.

واعلن متحدث باسم التحالف الاميركي ـ البريطاني الذي يحتل العراق ان حارسا بريطانيا اصيب بجروح طفيفة في انفجار عبوة ناسفة امس في البصرة كبرى مدن الجنوب العراقي.

وقال المتحدث ان الحارس الموظف لدى شركة بريطانية كان في قافلة عسكرية. واضاف ان احدى عربتي القافلة اصيبت باضرار غير انه لم يسجل ضحايا آخرون.