جماعات الإغاثة تعاني من هجمات في أفغانستان والعراق

TT

الأمم المتحدة ـ رويترز: أجبرت موجة غير مسبوقة من الهجمات التي استهدفت عمال الاغاثة في العراق وافغانستان الجماعات التي تعمل في مجال الاغاثة على وقف مساعدة المحتاجين من اجل حماية العاملين. كما اثارت اعمال العنف، تساؤلات بشأن ما اذا يمكن ان تلعب تلك الجماعات دورا محايدا ام ان الامر ينتهي بها بالانخراط في التعاون مع الولايات المتحدة التي تتصدى قواتها لحركات المقاومة في البلدين.

وادانت المنظمات الانسانية والحكومات عبر العالم الهجمات الاخيرة ووصفتها بأنها جرائم شنعاء ضد عمال الاغاثة المستهدفين وايضا الذين من المقرر ان يحصلوا على تلك المساعدات. وبالنسبة للجناة فالهجمات تعتبر جزءاً من استراتيجية موضوعة لتقويض الاستقرار ومنع الولايات المتحدة من تحقيق نجاح في العراق وافغانستان بعد الغزو الذي شنته واشنطن كجزء من حربها العالمية على الارهاب.

وفي احدث هجوم، قتل عناصر من منظمة «طالبان» الافغانية عاملة اغاثة فرنسية بالمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في جنوب شرقي البلاد، الامر الذي دفع المفوضية الى سحب العاملين الاجانب من نصف افغانستان.

واوضح الملا عبد الصمد المتحدث باسم «طالبان» في افغانستان «تأكدنا من المعلومات التي تفيد بأن معظم الاجانب العاملين في بلادنا هم عملاء اميركيون ولا يكنون اي تعاطف مع افغانستان. نحن لن نتحملهم»، مضيفا «انهم لا يعملون شيئا من اجل المواطنين الافغان لكنهم ينشرون المسيحية في افغانستان او يتجسسون ضد طالبان». ويعتبر استهداف عمال الاغاثة جريمة حرب الا ان عشرات قتلوا في الهجمات الاخيرة بما في ذلك التفجيرات الانتحارية ضد مقار الامم المتحدة ومكاتب اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بغداد ومدينة قندهار. وبعد كل هجوم يتم سحب عمال اغاثة دوليين، وما زالت بغداد بدون طاقم الصليب الاحمر او موظفين دوليين. وردا على سؤال بشأن ما اذا كان دور عمال الاغاثة هو خدمة المحتاجين ام النجاة بانفسهم، قال كبير المتحدثين باسم الامم المتحدة فريد ايكهارد «نحن لن نخاطر بارواح عاملينا لتنفيذ برامج انسانية عندما يكون هناك تهديد مباشر ضدهم».

واضاف يان ايغلاند منسق اغاثة الطوارئ التابع للامم المتحدة «لا يمكن ان يقبل العالم ان يقتل عمال الاغاثة العزل في الوقت الذي يحاولون فيه مساعدة هؤلاء المحتاجين. اصبحنا مستهدفين على نطاق غير مسبوق ونحن نحتاج الان من جميع الدول الاعضاء وكافة المجتمعات التي تحصل على مساعدتنا او دعمنا ان يساعدوا في حمايتنا ومساعدتنا في مواصلة عملنا».

ومن جهته، قال وزير الخارجية الاميركي كولن باول اخيرا انه اذا انسحبت جماعات الاغاثة بعد كل هجوم ولا يستطيعون العودة بسبب الوضع الامني «سيفوز اذن الارهابيون».