العيد هم متجدد لمحدودي الدخل في كردستان

TT

يواجه اكراد العراق معاناة الغلاء مع قرب ايام عيد الفطر وتعجز العديد من العوائل ذات الدخل المتوسط عن توفير المستلزمات الضرورية في هذه المناسبة. وعبرت نسرين محمد، 45 عاما، وهي موظفة تربوية كانت تتجول امس في الاسواق المحلية في اربيل عن همومها بتبعات العيد وعن قلقها وحزنها جراء عدم استطاعتها تلبية متطلباته ومواجهتها صعوبة كبيرة في شراء الحاجيات الضرورية وصدمتها بالاسعار الخيالية التي تواجه المواطن بسبب ارتفاع الاسعار واستغلال التجار وغياب الرقابة.

وقالت نسرين وهي تتولى رعاية اسرة مكونة من 6 افراد بعد ان فقدت زوجها خلال احدى الحروب السابقة «انني عاجزة عن شراء أبسط الحاجات وهذا ما تواجهه العوائل المتوسطة الدخل بسبب ضآلة الرواتب الشهرية» حيث لا يتجاوز دخل تلك العوائل 60 دولارا بالاضافة الى الارتفاع الخيالي في اسعار المواد الغذائية نتيجة التلكؤ في توزيع الحصة التموينية وفق قرار النفط مقابل الغذاء المبرم بين العراق والامم المتحدة والذي يعتبر الشريان الرئيسي للحياة الاقتصادية في البلاد. وقال حيدر أسعد، 58 عاما، وهو متقاعد منذ 10 سنوات، «قضيت 25 عاما في الوظيفة كمعلم واعيل 7 افراد معظمهم طلاب بينهم خريجة في كلية الاداب تنتظر التعيين منذ سنتين دون جدوى لعدم توفر الدرجات الوظيفية». واضاف «عندما يطل العيد اواجه اياما عصيبة في حياتي لكوني لم املك شيئا سوى الراتب التقاعدي الذي لايتجاوز 20 دولارا وهو لا يكفي اقامة وليمة واحدة للعائلة التي تشعر بالكآبة بسبب الاوضاع المتردية بينما اتابع ازدحاما ضخما في الاسواق المحلية وهي مفتوحة أمام اولاد المسؤولين الذين يتمتعون بايام العيد بعيدا عن تلك المعاناة الانسانية».

أما نزار قادر، 38 عاما، وهو موظف في دائرة الصحة فقد انتقد غياب الرقابة على الاسعار قائلا «المواطن الكردي يعاني من اكثر من ازمة خانقة ومن بينها استغلال التجار اوضاع السوق لصالحهم خصوصا بعد تدني الاوضاع المعيشية عقب قرار تبديل العملة العراقية والذي تسبب في ارتباك ملحوظ لم تشهده منطقة كردستان من قبل». وقال «اننا نلجأ الى شراء الوقود من السوق السوداء بسبب قطع التيار الكهربائي وتأخرعملية توزيع حصة النفط في الشتاء وتأخير دفع رواتب الموظفين»، مؤكدا انه يشتري ملابس العيد لاطفاله من اسواق الملابس المستعملة (اللنكة) التي ازدهرت في الاونة الاخيرة وزاد عدد زبائنها وخصوصا من طبقة الموظفين التي تشتري معظم حاجاتها من هذه الاسواق. ووصف نهاد جاوشلي، 27 عاما، وهو طالب في جامعة صلاح الدين الحالة الاقتصادية بالتدهور فهو لا يستطيع شراء مستلزمات العيد حيث اصيب هو وعائلته بالملل بسبب تلافي التوقعات وعدم ايفاء الادارة الاميركية بالوعود حول اقامة الحياة الطبيعية وتوفير مستلزمات الانعاش الاقتصادي حيث لم يلمس تغيرا جوهريا في حياته كفرد من الناحية الانسانية مطالبا مجلس الحكم الانتقالي والحكومتين الكرديتين في اربيل والسليمانية بتوفير فرص العمل من خلال اقامة مشاريع لتشغيل الاف العاطلين الذين يواجهون ظروفا صعبة للغاية بسبب تفاقم الاوضاع المعيشية.