قال القنصل اليمني منذ 10 سنوات بسان فرانسيسكو، منصور اسماعيل، إن حكومة بلاده أبلغته أمس بأنها خصصت 10 آلاف دولار لمن يدلي بمعلومات تكشف عن هوية قاتل أحد مواطنيها المغتربين في مدينة ساليناس، بولاية كاليفورنيا الأميركية، وهو عوض عبد الله السنيدي، الرجل الذي قضى قتيلا بالرصاص قبل أسبوعين داخل سوبر ماركت كان يملكه بالمدينة حيث يقيم حوالي 200 مهاجر يمني، معظمهم يعمل في الحقل التجاري.
وروى القنصل منصور بالهاتف مع «الشرق الأوسط» أمس أن رجلين مجهولي الهوية دخلا الى سوبر ماركت «لا برينسيزا» الذي كان يملكه السنيدي، فسلباه ما سلباه، ثم أطلق أحدهما النار على المالك البالغ من العمر 31 سنة وأراده كأول قتيل يمني تعرفه المدينة «لذلك خصصت الحكومة هذه المكافأة لمن يدلي بمعلومات تكشف عن هوية قاتليه» كما قال.
وشرح منصور أنها ليست المرة الأولى التي يعرض فيها اليمن مكافأة مالية لمن يزوده بمعلومات تؤدي للعثور على قاتل أحد مواطنيه المهاجرين بالولايات المتحدة «فبعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001 عرضنا مكافأة مماثلة لمن يدلي بمعلومات عن قاتل اليمني عبدو علي أحمد، 51 سنة، بالرصاص أيضا داخل محل تجاري كان يملكه في مدينة ريدلي بالولاية، وفوقها حصلنا على مكافأة ثانية من محافظ كاليفورنيا قيمتها 60 ألف دولار، لكن مرتكب الجريمة المصنفة ضمن جرائم الكراهية ما زال مجهولا للشرطة الى الآن، وما زلنا نتابع موضوعها ونسعى لاعتقاله، والمكافأة مستمر عرضها» على حد تعبيره.
وذكر أن الشرطة الأميركية اعتقلت 3 أشخاص كانوا قد قتلوا يمنيا آخر قبل 3 سنوات في مدينة أوكلاند بعد أن خصصت الحكومة اليمنية 10 آلاف دولار أيضا كمكافأة «دفعناها لمقدم المعلومات، وتم الحكم بالمؤبد على هؤلاء القاتلين. ونحن نقدم مكافأة لكل من يدلي بمعلومات عادة عن أي مستهدف ليمني بالقتل في الخارج».
وشرح أن القتيل اليمني قبل أسبوعين هو من قرية بني بكر، وأب لطفلة واحدة اسمها نوال وبالكاد عمرها 13 سنة وتقيم مع والدتها الآن في القرية التابعة لمنطقة يافع في اليمن، وهو مغترب عصامي حاصل على الجنسية الأميركية وهاجر الى الولايات المتحدة منذ 9 سنوات، استطاع خلالها تأسيس محلات عدة، وكان يعمل عنده أكثر من 20 شخصا «لذلك اجتمعت وقريب له مع شريف منطقة ساليناس، مايك كانالاكيس، وأعضاء من بلدية المدينة وطالبتهم أمس بتخصيص مكافأة منهم مماثلة لمن يعثر على قاتليه، كما طالبتهم ببذل مزيد من الجهد لحماية اليمنيين المهاجرين في الولاية، فهم دافعون للضرائب أيضا». واتصلت «الشرق الأوسط» أيضا بأحمد عبد الله، الملقب بطوني، وهو ابن عم القتيل، فقال من هاتفه الجوال إن اجتماع أمس أسفر عن وعد من شريف المدينة ببذل المزيد من الجهود لاكتشاف القاتلين. وذكر أن محافظة كاليفورنيا لن تضيف مكافأة فوق التي خصصتها الحكومة اليمنية. وشرح أحمد كيف قتل أحد اللصوص ابن عمه، وقال بصوت متهدج: «كان في مكتبه لحظة دخولهما المحل يوم 8 الشهر الجاري، ويبدو أنه لاحظ جلبة ما، ففتح الباب، وعندها عاجله أحدهما برصاصتين من مسدس أوتوماتيكي استقرتا في صدره تماما، ثم لاذ اللصان بالفرار وسط عتمة أول الليل. كان عوض نشيطا ومهذبا وأبا مثاليا وكافح كثيرا في حياته، ونحن سنظل وراء قاتليه الى حين اعتقالهم إن شاء الله».