أبو علاء يبحث مع ممثلي الفصائل الفلسطينية في غزة سبل التوصل للهدنة

TT

بحث رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع (ابو علاء) في مقر المجلس التشريعي الفلسطيني بغزة امس، اجتماعا مع خمسة من الفصائل الفلسطينية، سبل التوصل لوقف اطلاق نار شامل مع اسرائيل. وحضر اللقاء ممثلون عن حركات «فتح» و«حماس» و«الجهاد الاسلامي» والجبهتين «الديمقراطية» و«الشعبية لتحرير فلسطين».

وقال صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لـ«الشرق الأوسط» في اعقاب اللقاء ان ابو علاء اكد لممثلي الفصائل انه لا يملك أي ضمانات بقبول اسرائيل الهدنة، مشيرا الى وجود تلميحات اسرائيلية واميركية الى قبول استعداد اسرائيل لقبول الهدنة. وحسب زيدان فان ابو علاء اكد انه سيكون بامكانه التعرف على حقيقة الموقف الاسرائيلي خلال اللقاء الذي سيجمعه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون والذي سيعقد ربما مطلع الاسبوع المقبل.

واشار زيدان الى ان ابو علاء اوضح لممثلي الفصائل ان الحوار الفلسطيني الداخلي لا يهدف فقط للتوصل لتفاهم حول الهدنة، بل ايضا الى صيغة لتوسيع دائرة المشاركة في دائرة صنع القرار السياسي، مشددا على ان الحوار سيكون شاملا وبلا قيود ولا حدود. وذكر زيدان ان ابو علاء طالب الفصائل الفلسطينية بتجنيب المدنيين في عمليات المقاومة، ورد عليه ممثلو الفصائل بالقول انهم يرحبون بتجنيب المدنيين في الجانبين الاستهداف في العمليات المسلحة.

وحسب زيدان فان ابو علاء قال ان التوصل للهدنة سيكون مدخلا لتطبيق خطة «خريطة الطريق»، وانه اعرب عن تفاؤله ازاء التحركات الدولية، سيما روسيا لطرح «خريطة الطريق» امام مجلس الأمن.

وقال اسماعيل هنية ممثل حركة «حماس» في اللقاء ان وفد الحركة شدد امام ابو علاء على ان أي مدخل للتوصل للهدنة سيكون وقف العدوان وازالة الاحتلال بجميع اشكاله. واضاف هنية في تصريحات للصحافيين ان المشكلة لا تكمن في المقاومة الفلسطينية المشروعة، بل في الاحتلال. واستدرك هنية قائلا ان المعيار الذي سيحدد موقف حركته من الهدنة سيكون المصلحة العليا للشعب الفلسطيني.

اما جميل المجدلاوي، عضو المكتب السياسي لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» فقد اكد انه تم ابلاغ ابو علاء انه ليس من الحكمة حصر النقاش في قضية الهدنة، بل يجب ان يكون الجدل حول الاحتلال على اعتبار انه في حال ظل الاحتلال فان المقاومة الفلسطينية له ستتواصل.

وعرض بعض ممثلي الفصائل على ابو علاء تشكيل قيادة موحدة مع صياغة برنامج وطني شامل. وكان ابو علاء قد التقى قبل ذلك بمحمد دحلان وزير الدولة لشؤون الأمن في حكومة محمود عباس (ابو مازن) السابقة. ورفض دحلان الادلاء بأي تفاصيل للصحافيين عما دار في اللقاء، كما اجتمع ابو علاء مع مدير عام الشرطة الفلسطينية اللواء غازي الجبالي.

ومن المقرر ان يكون وفد من المخابرات المصرية برئاسة نائب مديره اللواء محسن البحيري قد اجرى الليلة الماضية في غزة لقاءات مع ممثلي الفصائل الفلسطينية وسلمها دعوات لحضور اجتماع في القاهرة لتعزيز المساعي للتوصل الى الهدنة. وقال مصدر في الوفد المصري لـ«الشرق الأوسط» ان المحادثات التي يجريها الوفد، تتركز على ثلاث نقاط هي وحدة الصف الفلسطيني واجراء مصالحة ووقف القتال تمهيدا لعقد الهدنة.

وحمل الوفد دعوات رسمية إلى 12 تنظيما فلسطينيا سبق أن شاركت في جولات الحوار الفلسطيني السابقة للحضور إلى العاصمة المصرية عقب عطلة عيد الفطر المبارك بهدف التوصل إلى اتفاق حول كيفية توحيد الصف الفلسطيني وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل وإقناع كافة التنظيمات الفلسطينية بتوقيع هدنة جديدة مع إسرائيل لوقف أعمال العنف المتبادلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وحول ما اذا كانت مهمة الوفد تتلخص في الدعوة لاجراء حوار فلسطيني ـ فلسطيني في القاهرة اجاب «لا نريد استباق الاحداث، النقطة الاساسية هي هل سيقبلون بوقف القتال». وتابع القول «اذا ردوا علينا بان المقاومة والكفاح المسلح هما الورقة الوحيدة التي نمتلكها ولن نفرط بها فلن تكون هناك دعوة للحوار». واكد المصدر «ان الاسرائيليين يرفضون هذا المبدأ ويتمسكون بوقف العنف ضد جميع الاسرائيليين ولايقبلون بتميز أو تقسيم الاسرائيليين بين مدنيين وعسكريين ومستوطنين».

واعتبر المصدر ان ممثلي الفصائل في الخارج اكثر تشددا من ممثليها في الداخل وقال «ان ممثلي الفصائل في الداخل بسطاء للغاية ويعيشون في جحور وفي اوضاع سيئة اتقاء لضربات الاسرائيليين، لكن من هم في الخارج فعيشتهم مرفهة لكنهم يملكون زمام الامور ولهم باع كبير في حسم الامور لانهم يملكون الدعم المادي».

وحول الاتصالات مع الجانب الاسرائيلي اجاب «هم ينتظرون نتيجة تحركنا ومحادثاتنا مع الفلسطينيين ولن يحسموا الامر برد ايجابي من قبلهم اي بالتزام بوقف العنف الا لو كان هناك رد فلسطيني واضح ووقف العمليات».

وحول الطلب الفلسطيني بضرورة وجود رقابة دولية لضمان التزام اسرائيل أجاب «هذا كلام سابق لاوانه».

وقال المصدر الامني «باختصار مهمتنا تتعلق بجث النبض ومدى استعداد الفلسطينيين للتجاوب مع دعوتنا لاجراء الهدنة التي يسبقها قطعا الحوار الفلسطيني الفلسطيني».

من ناحية أخرى قال مصدر دبلوماسي أميركي في القاهرة إن التحرك المصري تأتي في جانب منه استجابة لطلب نقله ريتشارد أرميتاج نائب وزير الخارجية الأميركي إلى القاهرة، موضحا أن هذا التحرك يستهدف إعادة الهدوء إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة في محاولة لاستعادة الزخم الذي فقدته الإدارة الأميركية بالنسبة لدورها المحوري في عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح الدبلوماسي الذي اشترط عدم ذكر اسمه انه من المرجح اعلان التوصل إلي الهدنة والتوقيع عليها بمشاركة أميركية وأوروبية بحلول منتصف شهر ديسمبر( كانون الأول) المقبل.

وقال مسؤولون مصريون إن الجانب المصري يسعى للحصول على المزيد من الضمانات الأميركية بالتزام إسرائيل بأي اتفاق هدنة جديد وضرورة امتناع الحكومة الإسرائيلية عن تكرار الأعمال الاستفزازية التي أدت إلى انهيار الهدنة الأولى. وأوضح هؤلاء أن اللقاء المفاجئ الذي عقده اللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية مع دان كيرتزر السفير الأميركي لدى إسرائيل فور انتهاء محادثاته مع مئير دوغان رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية «الموساد» الإسرائيلي، يندرج في هذا الاطار.