وزير إسرائيلي سابق يحذر شارون من خطورة أكاذيبه على الإدارة الأميركية

TT

وجه وزير الداخلية في حكومة ايهود باراك السابقة، حاييم رامون، تحذيرا الى رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، ووزرائه من مغبة خداع الولايات المتحدة بخصوص الجدار الفاصل او الاستيطان. وقال: لقد بدأنا نسمع ان الاميركيين يثيرون الشكوك حول مصداقية شارون ويشعرون انه يكذب عليهم.

وقال رامون، خلال خطاب له باسم حزب العمل في الكنيست (البرلمان) الاسرائيلي امس، ان على شارون ان يضع نصب عينيه نموذج العلاقات الاميركية ـ الفلسطينية «ففي اللحظة التي شعر فيها الرئيس جورج بوش ان الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، لم يقل له الحقيقة حول سفينة السلاح «كارين ايه»، نزع ثقته به واتخذ موقفا متطرفا منه وعزله وامتنع عن اي اتصال به. فاذا كان شارون يريد تجنب مثل هذا المصير فعليه ان يستجمع قوته ويعترف بشجاعة انه ليس معنيا بتحقيق سلام مع الفلسطينيين ولذلك فهو يضع العراقيل امامه، ان كان بواسطة تفاقم الاستيطان او في حرف الجدار الفاصل عن الخط الاخضر (حدود 1967) وبنائه في عمق الاراضي الفلسطينية».

وكان الموضوع الذي اثار رامون يتعلق باعلان شارون في ايطاليا، قبل يومين، ان حكومته ازالت 43 بؤرة استيطانية جديدة مما تعتبرها اسرائيل «غير شرعية» (ويقصد بها المستوطنات التي اقيمت بمبادرة المستوطنين ومن دون قرار من الحكومة)، فقال رامون ان هذا التصريح كاذب. وخلال جلسة الكنيست امس، تصدى لوزير الدولة، جدعون عزرا، وهو يحاول تكرار الكذبة وطلب منه ان يقدم برهانا على اقواله كأن يعدد اسماء تلك البؤر الاستيطانية، فوعد عزرا بذلك ثم عاد ليصحح اقواله واقوال شارون فقال: «هناك 29 بؤرة استيطانية جديدة قمنا باخلائها منذ لقاء العقبة، وهناك 14 بؤرة استيطانية كان المستوطنون ينوون اقامتها لكننا منعناهم».وعلى طريقة «لاحق العيّار لباب الدار» كما يقول المثل، طلب رامون اسماء المستوطنات الـ29، فراح عزرا يعددهم، فلم يصل الى الرقم وعدد فقط 13، ثم غاب مرة اخرى عن القاعة طالباً مهلة لاحضار القائمة كاملة، وعندما عاد لم يصل الى الرقم 29 مرة اخرى.

وحذر رامون من هذا الخداع قائلا: «ان تخدعوا الشعب في اسرائيل، فهذا امر ممكن وبسيط. لكن ان تخدعوا الاميركيين، فهذا يكلف ثمنا باهظا يقدر بالمليارات». ورد عليه الوزير عزرا بأن اعتذر عن قبول نصائحه، وقال له: «نحن نعرف ان العلاقات الممتازة القائمة بين حكومة شارون وبين الادارة الاميركية تثير حسدكم في حزب العمل، لكن آمل ألا يصل بكم هذا الحسد الى درجة العمل الفعلي على تخريب هذه العلاقة».

يذكر ان وزير الخارجية الاميركي، كولن باول، كان قد لمح خلال لقائه في بروكسل مع وزير الخارجية الاسرائيلي، سلفان شالوم، الى ان الارقام التي تتحدث عنها اسرائيل لا تلائم الواقع الاستيطاني. وانتقد ايضا مسار الجدار الفاصل، لكنهما اتفقا على موقف واحد بشأن الحكومة الفلسطينية الجديدة، هو انه لا يكفي ان تتوصل الفصائل الفلسطينية الى هدنة وان الحكم على هذه الحكومة منوط بما ستفعله في موضوع مكافحة الارهاب وتفكيك التنظيمات المسلحة.

من جهة اخرى، اعلن رئيس الوزراء شارون، لنظيره الايطالي انه سيلتقي رئيس الحكومة الفلسطيني احمد قريع (أبو علاء) في الاسبوع المقبل. وسيبلغه ان اسرائيل مستعدة لمنحه الفرصة لوقف العنف الفلسطيني وانه من جهته سيلتزم بعدم القيام بعمليات طالما لا توجد عمليات فلسطينية، وبأن العمليات الاسرائيلية ستكون بمثابة رد على العمليات الفلسطينية فقط ولن تبادر من جهتها الى العنف طالما يسود الهدوء من الطرف الفلسطيني.

لكن شارون عاد وتكلم بلهجة اخرى امس، في ختام زيارته لايطاليا. اذ قال: «من العمليتين الاخيرتين اللتين نفذهما الفلسطينيون امس واول من امس في معبر وادي عربة في الاردن وفي الحاجز العسكري قرب بيت لحم، نفهم رسالة واضحة ان الفلسطينيين ليسوا معنيين بوقف النار وان حكومتهم لم تفعل شيئا بعد لمنع الارهاب». واضاف شارون: «هذه رسالة سيئة ستجعلنا نغير من توجهنا».