إيطاليا تعتقل مستشارا فقهيا لبنك إسلامي بسويسرا وتقرر إبعاده

السنغالي عبد القادر مأمور توقع العملية ضد القوات الإيطالية بالعراق وفي إحدى المرات هدد بتفجير نفسه

TT

اعتقلت السلطات الايطالية أول من أمس المستشار الفقهي لبنك اسلامي في سويسرا، عبد القادر فضل الله مأمور، وهو سنغالي عمره 39 سنة ويقيم مع زوجته الايطالية وأولاده الأربعة منذ 11 سنة بمدينة كارمنيولا القريبة من تورينو، في الشمال الايطالي، وقررت ابعاده عن البلاد في الأيام القليلة المقبلة «لأنه يشكل تهديدا خطيرا للنظام العام ويعرض الأمن القومي للخطر» وفق الوارد عنه ببيان لوزير الداخلية، جيوسيبي بيزانو.

وكان عبد القادر، المعروف في ايطاليا بأنه امام مسجد مدينة كارمنيولا، قد ذكر أن القوات الايطالية في العراق ستتعرض لهجوم، وذلك قبل أيام من تفجير سيارة مفخخة استهدفت الأربعاء الماضي مقرها العام بمدينة الناصرية، حيث قتل 19 جنديا. كما توقع احتمال أن تحدث هجمات مماثلة في بعض الدول العربية، كالسعودية واليمن وتونس والمغرب، من مؤيدين لتنظيم «القاعدة»، إضافة الى أنه توقع حادثا كبيرا في روما بشهر مايو (أيار) المقبل، الى جانب أنه هدد بالقيام بعملية يفجر بها نفسه بالذات خلال حديث له مع احدى المحطات التلفزيونية قبل شهر.

وقالت باربرا فارينا، 27 سنة، وهي زوجة عبد القادر واعتنقت الاسلام، إنه «لا يحق للسلطات الايطالية ابعاده عن بلده، لأنه مواطن ايطالي»، فيما رحبت أوساط «رابطة الشمال» اليمنية بخبر امكانية طرده، في حين دعا رئيس الوزراء الايطالي السابق، ماسيمو داليما، الى التروي في قضية عبد القادر، المتباهي دائما بصداقته لأسامة بن لادن وبمشاركته في القتال بالبوسنة، كما أنه طالب حكومة برلسكوني الحالية بسحب القوات الايطالية من العراق بعد مقتل الجنود الايطاليين بالناصرية منذ أسبوع، لذلك قالت الداخلية االايطالية في بيانها عنه «إنه معروف لدى السلطات بأنه شخص يتلقى أموالا مشبوهة، اضافة الى أنه يطلق منذ فترة طويلة مبادرات خطيرة، خاصة في الاطار الحالي للارهاب الدولي»، من دون أن تشرح معنى «المبادرات الخطيرة» في بأنها.

واتصلت «الشرق الأوسط» أمس بالدكتور محمد نور دشان، رئيس جمعية «الدعوة» في روما، فذكر من هاتفه النقال أنه لا يعرف عبد القادر مأمور شخصيا «لكننا سعداء بايقاف هذا الرجل عند حده، فقد أساء للاسلام والمسلمين مرات عدة في السابق».

وذكر الدكتور دشان أن عبد القادر مأمور «ليس إماما لأي مسجد، بل لا يوجد مسجد على الاطلاق في كارمنيولا.. نعم كان يوجد فيها مسجد يشرف عليه بعض الاخوة المغاربة، لكنهم اختلفوا بعدها، وتم اقفاله منذ 8 سنوات.. نحن ضد هذا الرجل وسلوكه. لكننا ضد طرده أيضــا، فهو ايطالي».

أما عادل سميث، الذي أحدث ضجة قبل شهر حين حصل على اذن من محكمة محلية بازالة الصليب عن مدرسة حكومية يدرس فيها ابنه، فقد أكد ما قاله الدكتور دشان من أن عبد القادر ليس امام مسجد على الاطلاق، وقال «أعرف أنه يعمل مستشارا فقهيا لبنك اسلامي بسويسرا، لكنه ليس داعية إسلاميا، وليس إمام أي مسجد في ايطاليا».