صفير يرفض تعديل الدستور اللبناني إلا «لأمر جلل»

TT

اكد البطريرك الماروني نصر الله صفير ان الدستور اللبناني يجب ان يحترم والا يعدل الا لحدث جلل، معتبراً ان الفساد في الادارة والمحسوبيات يجب العمل على التخلص منها وان على المسؤولين ان يكونوا خائفين من الشعب مثل الدول المتحضرة لا ان يخافهم الشعب.

جاء كلام البطريرك صفير خلال استقباله امس وفد مجلس نقابة المحررين الذي استهله بالحديث عن زيارته الاخيرة الى دول اوروبية حيث قال: «لقد فوجئت بأعداد اللبنانيين الكثيرة الموجودة في الخارج، مع انني كنت اعرف ان هناك لبنانيين، لكني لم اكن اعرف انهم بهذا العدد. وهذا ما اقلقني لأن البلد اذا فرغ من ابنائه، ولا اقول المسيحيين فقط انما هناك ايضاً غير مسيحيين تركوا لبنان، فهذا يعني ان مصير البلد قد يصبح في مهب الريح. ونحن نريده بلداً ثابتاً مستقراً يعنى ابناؤه بتوطيد استقلاله وسيادته وقراره الحر».

وعن المهاترات السياسية في البلد، قال البطريرك صفير: «هذا مؤسف ولا نملك الا الاسف في هذا المجال». وسئل عن رأيه في امكانية تعديل الدستور، في اشارة الى ما يتردد عن التمديد لرئيس الجمهورية اميل لحود، فقال: «انا لا احكم على ما قيل في هذا الشأن وما يقال، قلت من الناحية المبدئية وهذا اصبح تاريخياً، وبقينا خلال 50سنة نقول ان الدستور لا يمس ولم يعدل الدستور. لكن خلال هذه السنوات الاخيرة عند كل استحقاق يفكر بعض الناس في تعديل الدستور. قلنا ان الدستور لا يعدل لأنه ليس قانوناً عادياً كي يعمد الى تعديله او تغييره، او حذفه. الدستور يجب ان يحترم، ولكن لا يعدل الا لأمر جلل. وما هو هذا الامر الجلل؟ فأنتم تعرفون ما هو، مثلاً اذا حدث زلزال او حرب كونية».

وتوجه صفير الى اعضاء الوفد قائلاً: «انتم ارباب الصحافة وتنطقون باسم الناس. وقيل لنا ان الحكام في لبنان هم الذين يخيفون الشعب. لكن في بلدان الناس، الشعب هو الذي يخيف حكامه. ولا ندري ما صحة هذا القول، لكن هذه هي الحقيقة. ان الرأي العام عندنا لا تأثير له. لأن الرأي العام هو الذي يأتي بالحكام ويذهب بهم ويحاسبهم. ولكن عندما تنتفي المساءلة والمسؤولية، فالامور تسير على هواها. ولذلك هذا امر يكون مصدراً للقلق. واننا نأسف شديد الاسف ان الناس عندنا افتقروا الى حد اصبحوا ينشدون لقمة العيش. وهذا ما يؤسف له».