السعودية: تراجع الطلب الداخلي على حملات العمرة بنسبة 40%

TT

تواجه المؤسسات العاملة في نشاط حملات العمرة في الرياض خلال موسم رمضان الحالي ركوداً لم يسبق له مثيل في المواسم السابقة، حيث تراجع الطلب على العمرة حسب مصادر عاملة في هذه المؤسسات بنسبة تصل إلى 40 في المائة. ويعزو العاملون في هذا المجال هذا التراجع إلى عدة عوامل منها: حالة القلق التي ألمت ببعض الناس من جراء ما حدث من تفجيرات في مجمع المحيا السكني اخيرا، واتجاه كثير من المعتمرين خاصة الأسر للسفر إلى مكة المكرمة بواسطة سياراتهم بدلاً من الحملات، وقد ساعد على ذلك تعطيل المدارس في السعودية لإجازة عيد الفطر منذ نهاية الأسبوع الماضي، وارتفاع تكلفة العمرة بنسبة تصل إلى 20 في المائة وكذلك زيادة أسعار إيجار الحافلات التي تقوم بنقل المعتمرين من الرياض إلى مكة المكرمة والعودة إلى الرياض بنسبة 15 في المائة، وبعد موقع مركز النقل العام الذي تنطلق منه الرحلات المتوجهة إلى الأراضي المقدسة عن الأحياء الواقعة في شمال وشرق وغرب الرياض مما يشكل عبئاً مالياً اضافياً للمعتمرين، إضافة إلى الرسوم التي تفرضها إدارة المركز على كل راكب. ووفقاً لعبد الله عبد الهادي مدير عام مؤسسة الأبرار لحملات العمرة، فإن موسم العمرة في رمضان الحالي شهد انخفاضاً كبيراً في الإقبال خاصة في العشر الأواخر، حيث كانت معظم المؤسسات العاملة في هذا النشاط خلال المواسم السابقة خاصة في العشر الأواخر تقوم في المتوسط بنقل ما لا يقل عن 300 معتمر في اليوم الواحد، إلا أن هذا العدد انخفض حالياً إلى اقل من 50 معتمرا. ويؤيد هذا الرأي احد المسؤولين في حملة الجود للعمرة، الذي أشار إلى أن هذا الموسم حدث فيه تراجع كبير في الطلب على العمرة بالرغم من انخفاض الأسعار بنسبة تصل إلى 30 في المائة، مؤكداً ايضاً أن هناك عدداً كبيراً من المعتمرين قام بحجز السكن فقط في مكة المكرمة بينما اتجهوا إلى مكة بواسطة سياراتهم. في ذات السياق، يضيف عبده السيد مسؤول في حملة الأمان للعمرة ان موسم العمرة في رمضان الحالي كان على عكس التوقعات لما صاحبه من عزوف ملحوظ من قبل سكان مدينة الرياض، مشيرا إلى أن حركة الحجوزات في بداية رمضان كانت أفضل بكثير من العشر الأواخر وهذا شيء لم يسبق أن حدث طيلة المواسم السابقة التي كانت تشهد في هذه الأيام إقبالا كبيراً لدرجة أن الحجوزات كانت تتم منذ بداية رمضان. وطبقاً لعاملين في هذه المجالات تراوحت أسعار الحملات في بداية رمضان شاملة المواصلات والسكن في مكة المكرمة بين 100-120 ريالا (6.26 ـ 32 دولارا) للفرد وبين 150 ـ 170 ريالا (40 ـ 3.45 دولار) للعائلة. وارتفعت الأسعار في الأسبوع الثاني من رمضان بما بين 160 ـ 200 ريالا (6.42 ـ 3.53 دولار) للفرد، وما بين 180 ـ 250 ريالا (48 ـ 6.66 دولار) للعائلة، ووصلت حالياً في العشر الأواخر إلى 250 ـ 300 ريال (6.66 ـ 80 دولارا) للفرد، وما بين 300 ـ 400 ريال (80 ـ 6.106 دولار) للعائلة، وذلك حسب نوعية السكن في مكة المكرمة من حيث القرب والبعد عن الحرم. وحسب إحصاءات صادرة عن مركز النقل العام في الرياض، استطاع المركز نقل أكثر من 50 ألف معتمر خلال النصف الأول من شهر رمضان الحالي يستقلون ما يقارب 1165 حافلة، حيث تشارك أكثر من 35 شركة للنقل البري، بالإضافة إلى حافلات النقل الجماعي بالتنسيق مع شركات الحج والعمرة والموجودة داخل المركز والمرخص لها من قبل وزارة الحج السعودية في نقل أكثر من 20 ألف مسافر مع نهاية كل أسبوع لأداء مناسك العمرة. ومن المعروف أن شهر رمضان يعتبر من المواسم المهمة للعمرة، حيث تشهد الأراضي المقدسة تدفق اعداد كبيرة من المعتمرين من داخل مناطق السعودية وخارجها. ووفقاً لدراسات اقتصادية فإن عدد المعتمرين الذين قدموا للسعودية خلال العامين الماضيين بلغ 4 ملايين معتمر بلغت حصيلة إنفاقهم 11 مليار ريال (9.2 مليار دولار).