ثاني الشخصيات التكفيرية في السعودية يعلن تراجعه عن فتاوى سابقة

ناصر الفهد: لا يحق تكفير الدولة ولا الشخصيات العامة وأقسم بأن ظهوري لم يكن بالإكراه * التكفير طريق شر وفساد ودعوة للدمار * رئيس أو حاكم كل دولة هو إمامها * الأعمال التخريبية أدت للاعتقاد بأن كل من يتخذ من اللحية مظهرا يحمل في جيبه قنبلة أو مسدسا

TT

اعلن الشيخ ناصر الفهد، احد زعماء التيارات التكفيرية في السعودية، امس رجوعه عن فتاواه المتشددة التي اعلنها من قبل واكد في مقابلة مع التلفزيون السعودي امس ان الاعتداءات الارهابية التي شهدتها السعودية اخيرا، وكان آخرها تفجير مجمع المحيا السكني في الرياض، ليست جهادا ومنفذوها ليسوا شهداء. واضاف الشيخ ناصر الفهد ان التفجيرات الاخيرة سببت له «صدمة شديدة جدا» وانه «إبراء للذمة» طلب اجراء المقابلة، نافيا ان يكون قد تعرض لأي ضغط. وشدد «أنا الذي طلبت وانا اقسم بالله على ذلك حتى لا يقال انه مورست علينا ضغوط او كذا ابدا» وفي ما يلي نص المقابلة التي اجراها الشيخ عائض القرني.

* اتوجه اليكم بارك الله فيكم بالسؤال خاصة أن هناك من قد يشكك في هذا الصواب الذي تعرضونه إن شاء الله والرجوع هل أنت مقتنع بما تقول أو اكرهت على ذلك بارك الله فيك.

ـ أبداً جميع ما سأقوله مقتنع فيه تماماً ولم يمارس علينا أي ضغط بل جميع أمور هذه المقابلة أنا طلبت ترتيبها من أجل ابراء الذمة

* أنت الذي طلب بنفسك؟

ـ نعم.

* يعني كتبت في ذلك تطلب أن تقول كلاماً حول الموضوع؟

ـ نعم.

* مالاسباب التي دفعتكم الى أن تقول هذه المراجعة؟

ـ الحقيقة استفادة من التجربة مما حصل في الفترة الماضية خلال الستة أشهر الماضية جعلت الواحد يفكر كثيراً ويراجع كثيراً من أقوله وفتاواه وما حصل فعلاً يعني ساقت أموراً يعني أتت بأمور لا تحمد عقباها ودخلنا في أمور نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكفينا شرها فمع التفكير ومع القراءة ومع الاستخارة ومع الأحداث التي حصلت مؤخراً لم تجعل لنا خياراً اخر خصوصاً التفجير الأخير هذا حصل في نفسي تغير كثير جداً صدمت صدمة عظيمة لما حصل في شهر رمضان.

* يعني انفجار مجمع المحيا؟

ـ نعم انفجار المحيا لما حصل صدمة شديدة جدا ًجداً.. رأيت المسجد قد هدم في رمضان.. رأيت الحارس السوداني أب لخمسة اطفال رأيت مجموعة من الأسر المصرية والاردنية وكذا، هذا من الفساد في الارض ليس من الجهاد في شيء فالحقيقة بعد ما رأيت هذا المنظر ابراءً للذمة من أجل أن قد يعتقد أحد أننا نجيز مثل هذه الأعمال ونحن نبرأ الى الله منها وممن يعمل مثلها طلبت أنا نفسي طلب إبراء للذمة من أجل ان يعرف الناس اننا لا نقر مثل هذه الامور وان هذه الامور محرمة فأنا الذي طلبت وانا اقسم بالله على ذلك حتى لا يقال انه مورست علينا ضغوط او كذا ابداً.

* الآن ياشيخ ناصرهل تعرضت لضغوط اثناء التحقيق حتى استخرجوا منك معلومات او تراجع؟

ـ ابداً بالنسبة للتحقيق واثناء التحقيق حتى المعاملة في المعتقل كانت معاملة جيدة جداً وهذه اقولها كانت معاملة جداً راقية وكان التعامل معنا في غاية الأدب يعني كانوا يعاملوننا اثناء التحقيق وحتى اثناء الاعتقال كانوا ينظرون الى رغباتنا وصرفت لنا كتب من أوائل الأيام وكان يأتينا ضباط ويسألون عن الأمور التي نرغب في تحقيقها فكانت معاملتهم جيدة معنا.

* الآن يا شيخ لما بلغك خبر تفجيرات وقعت في مجمع المحيا ما هو شعورك الاولي؟

ـ والله صدمت جداً جداً يعني ما صدمت ربما في حياتي يعنى أول ما قرأت الخبر قرأت في احدى الصحف يعني دهشت اولاً في رمضان نحن في رمضان ثم لما قرأت التفاصيل ورأيت الصور ـ اثنتان من النساء ـ فقدت كل واحدة منها عينهما رأيت اطفالاً ورأيت أسراً مصرية وأسراً لبنانية وأسراً اردنية يعنى هذه لا يقرها أي عاقل فضلاً عن مسلم فضلاً عن طالب علممستحيل أن يقر مثل هذه الأمور نحن نبرأ الى الله منها فشعرت بصدمة شديدة لما رأيت هذا، وهذا الذي جعلني أطلب عمل مثل هذه المقابلة من أجل ابراء الذمة وبيان للناس اننا لا يمكن بحال أن نقر مثل هذه الأعمال.

* والذي يسميها جهاداً بعض الناس يسمونها جهاداً؟

ـ هذا من الفساد هذا الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر أن الخمر تشرب في آخر الزمان وتسمى بغير اسمها فهذا مثل هذا يفجر في بلاد الاسلام ويقتل مسلمين ويقتل اطفالاً وكذا ويسميها جهاداً هذا لا يغير من الحقيقة الاسماء لا تغير من الحقائق العبرة في الحقائق نفسها لا بالالفاظ.

* الآن الذي يفجر نفسه ويسمى شهيداً ما رأيكم في هذا؟

ـ يفجر نفسه مثل الاعمال هذه، هذا أبداً ليس من الشهادة، الرسول صلى الله عليه وسلم كما في حديثه الذي رواه البخاري عن جندب أن رجلا كانت فيه جراحه فقتل نفسه فقال الله سبحانه وتعالى فبدرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة فمثل هذا يعتبر انتحارا كيف يقتل مسلمين ويقتل نفوسا معصومة ويتلف أموالا وفي بلاد الاسلام أنا لا أعتبرها شهادة أبداً وهذا الذي دل عليه الدليل.

* الآن يا شيخ عندنا جاليات دخلت بلادنا غير مسلمة بتأشيرة العمل الدبلوماسي في التجارة في الصناعة كيف نتعامل معهم هل هؤلاء محاربون أم معاهدون مستأمنون؟

ـ هؤلاء يعتبرون من المعاهدين والمستأمنين والتأشيرة تعتبر عهد أمان بل ان العلماء ذكروا أن مجرد سلام المسلم على الكافر الحربي يجعله من المستأمنين والرسول صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين في حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال «وذمة المسلمين واحدة يسعى بها ادناهم فمن اخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لايقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلا» ومن أعظم اخفار المسلم أن ينتهك حرمة هذا المستأمن اذا أمن على المسلم حتى بالسلام فضلاً عن أنه يأتي اصلاً مجموعةمن المسلمين يعني يتعاقد معه ويعطيه أماناً ويعطيه تأشيرة ثم يأتي الى هنا فهذه امانات مترتبة اكثر من واحدة فهذا اصلاً الذي يعتدي عليه يخفر هؤلاء كلهم فيكون معرضاً للوعيد كما في حديث الذي في الصحيح ايضاً عن عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وان ريحها ليوجد من مسيرة اربعين عاماً. وعيده عظيم وهذا مثل هذا اذا أتى الى المسلمين ولو كان كافراً حربياً بأمان أو بعقد أو عهد فإنه لا يجوز أبداً يعصم نفسه ودمه وماله.

* الآن يا شيخ الذي يحمل السلاح في بلاده في المملكة في بلاد الحرمين بحجة الجهاد واخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب ماذا تقول فيهم؟

ـ هذا وتبينت هذه الحقيقة من التجربة وهذه من فوائد التجربة ان هذا لا يجوز هذا لا يجوز إلا يعني ظهرت مفاسد اصلاً وذكر ابن القيم رحمه الله قاعدة جميلة في كتاب مدارك السالكين قال فيه إن الامر لو كان ملتبساً لم تعرف هل هو حق أو باطل حلال أو حرام يعني لو سلمنا أن المسألة الآن حمل السلاح وكذا لا ندري هل هو حق أو باطل لو سلمنا هذا قال فلينظر الى نتيجته ومآله (مداخلة من الشيخ عائض القرني الدماء) اذا كانت مفاسده اكثر من مصالحه يكون محرماً واذا كانت مصالحه اكثر من مفاسده يكون مباحا فالآن حتى لو كنا لا نعرف الحكم سابقاً لكن الآن نعرف النتائج نرى النتائج قتلت نفوس مسلمة قتلت نفوس معصومة انتهكت بلدان روع الآمنون ضيق على المسلمين يعني مفاسد كثيرة مترتبة على هذا هذه تكفي النتيجة تكفي لمعرفة الحكم.

* الآن يا شيخ وأنتم بمحض ارادتكم وباقتناعكم بهذا الكلام هل ندمت على اقوال قلتها في السابق أو فتاوى صدرت منك؟

ـ نعم.. نعم.. فيه يعني كثير من الفتاوى والبيانات التي كانت فيها يعني حماس غير منضبط وفيها تعميم وفيها أمور يعني أخطأنا فيها نحن وفيه أمور أخطأ الناس في فهمنا لأنه أصلاً عممنا وتكلمنا في أمور والحقيقة ما كنا نعرف يعني أن الاوضاع ستصل الى ما وصلت اليه لكن الحمد لله الأمور الله سبحانه وتعالى يعقد الامور لحكم قد نعلمها أو قد لا نعلمها ومن الفوائد أنها بينت لنا هذه الاخطاء لذلك اعتبر نفسي متراجعاً عن كثير من الفتاوى والأمور التي سبق ذكرتها.

* منها يا شيخ تعميم الفتيا تتراجع عن ذلك؟

ـ نعم كثيراً.. اصلاً الفتيا الاقدام عليها غير طيب يعني الصحابة رضي الله عنهم وهم خير البشر بعد الانبياء كانوا يتدافعون عن الفتيا كان يتدافعها العشرة والعشرون كل رجل يريد يعني أن يتحمل أخوه عنه هذه الفتيا فالاقدام عليها اصلاً الحمد لله اجعل هذا من نصيب العلماء الكبار واتجه الى ما ينفعك وينفع بك.

* يعني ترى ان عندنا مرجعية لهم في الفتيا تكفينا؟

ـ نعم.. فيه موجود أهل العلم كبارنا وأهل العلم الكبار يكفي.

* الآن يا شيخ.. هيئة كبار العلماء أصدرت بيانا اجمعت بالإجماع على أن هذه الأعمال تخريبية وأنها ليست من الاسلام في شيء وأتت فتاوى لاناس من طلبة العلم تعارض هذه ما موقفنا أمام هذا؟

ـ طبعاً.. هذا ظاهر جداً جداً جداً حتى كما ذكرت لك سابقاً لو التبست علينا هذه الأمور قبل فالنتائج تكفي لمعرفة حكم هذا الشيء وحتى أبين لك أن المنكرات المترتبة على هذه ظاهرة جداً حتى غير ملتبسة أنا ممكن اسرد لك الآن مجموعة من المنكرات مما حصل من الاحداث هذه المنكر الاول.. ان فيها قتل نفوس مسلمة والله سبحانه وتعالى يقول «ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالدا فيها» ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم «لا يزال الرجل في فسحة من دينه حتى يصيب دما حراماً». وكما في الحديث الذي في السنن عن عبد الله بن عمر بن العاص يقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه ابو داود والترمذي عن عبد الله بن عمر بن العاص يقول «لزوال الدنيا وما عليها اهون عند الله من قتل رجل مسلم» وكيف قتل مجموعة (واكمل الشيخ عائض القرني «ولو اجتمعت السموات والارض لكبهم الله في النار») وهذا المنكر الاول والادلة كثيرة لكن من اجل الوقت.. والمنكر الثاني قتل المعاهدين والمستأمنين وسبق ذكرت لك الحديث الذي في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر بن العاص عن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول «من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وان ريحها ليوجد من مسيرة اربعين عاما» والحديث الذي في الصحيحين عن علي بن أبي طالب قال «وذمة المسلمين واحدة يسعى بها ادناهم فمن اخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلا» ومن أعظم اخفار المسلم قتل هذا الذي امنه.

المنكر الثالث قتل النساء والصبيان. في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر الخطاب رضي الله عنهما: ان الرسول صلى الله عليه وسلم مر في بعض غزواته على امرأة مقتولة كافرة في غزوة بين المسلمين والكفار فأنكر ذلك ونهى عن قتل النساء والصبيان.. يعني تصور معركة بين المسلمين والكفار وامرأة كافرة في غزوة ومع ذلك نهى عن القتل فكيف بنساء وصبيان وفي بلاد الاسلام وبعضهم مسلمون وبعضهم مستأمن هذا المنكر الثالث.

المنكر الرابع اتلاف الاموال المحترمة شرعا. وحفظ المال من الضرورات الخمس التي اتت جميع الشرائع بحفظها وثبت في الصحاح والسنن والمسانيد من الوجوه عن ابي بكر وعائشة وابي هريرة وابن عمر بن العباس رضي الله عنهم ان النبي صلي الله عليه وسلم قال «ان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا» فقرن حرمة المال مع حرمة الدم وهذا اتلف اموالاً وخرباً بيوت هذا المنكر الرابع.

المنكر الخامس انها روعت المسلمين. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نهى عن ترويع المؤمن فالاعظم من ذلك ما ثبت في الحديث الذي صححه الترمذي عن ابي هريرة رضي الله عنه ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال «اذا اشار الرجل على اخيه بحديدة لعنته الملائكة». يعني مجرد اشارة بحديدة على اخيك تلعنه الملائكة فكيف بالمتفجرات وهدم البيوت وترويع الناس وترويع المسلمين وهم في بيوتهم بمثل هذه الاعمال ماذا يكون نصيبه.

المنكر السادس ان هذا فيه اخلال بالامن. ومن اعظم نعم الله سبحانه وتعالى على البشر بعد نعمة دين الاسلام نعمة الامن لذلك الله سبحانه وتعالى امتن بها على قريش وقال سبحانه وتعالى «اولم يروا انا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم». وقال «وآمنهم من خوف» ومثل هذه جعلت الناس يخافون وروعت الآمنين هذا المنكر السادس.. ان هذه شوهت صورة الجهاد في سبيل الله ما هذا من الجهاد في سبيل الله.. فتفجر في بلاد الاسلام وتقتل المسلمين وتقتل النفوس المعصومة وتعتبر هذا من الجهاد ابدا هذا ليس من الجهاد بل هو من الفساد.

المنكر السابع انها سلطت اعداء الاسلام على الاسلام اذ رأوا مثل هذه الاعمال تشوه صورة الاسلام. المنكر الآخر انها في الحقيقة يعني اضرت بالمشاريع الخيرية لأن كثيراً من التجار واهل الخير احجموا عن التبرعات مخافة ان يؤول المال الى مثل ما آل اليه فهذه اضرت كثير من المستحقين (وعلق القرني على ذلك قائلاً: وصدت عن التدين).. نعم وايضا شوهت صورة الملتزمين. الآن كثير من الناس اذا رأى الرجل الملتحي او كذا يعتقد ان في جيبه قنبلة والا انه يبحث عن نفس يقتلها أو كذا فصارت صورته انه سفاك للدماء وانه فقط يريد ان يهدم البيوت على ساكنيها ولو اردت ان استقصي المفاسد لطال بنا الوقت.

* الجندي عندنا العسكري رجل الامن مسلم لا يخرجه من الاسلام الا مكفر فاذا بعض الناس الذين يقومون بهذه الافعال يقولون هذا من باب دفع الصائل انه اذا هجم علينا وهجمنا عليه دفع الصائل والتترس به يقتل ما حكم هذا وما ترون في هذه المقولة؟

ـ طبعا الجندي مسلم ما دام انه من المسلمين ويشهد ان لا اله الا الله وكما في الحديث الصحيح عن انس بن مالك رضي الله عنه ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال «من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا واكل ذبيحتنا فذلك المسلم». فما دام كذلك فهو مسلم اما قتله بحجة دفع الصائل وكذا فقد ذكر ابن المنذر رحمه الله ان العلماء كالمجمعين على استثناء السلطان من باب دفع الصائل يعني انه حتى لو صال عليه السلطان فانه يستثنى ولا يقتل.

* نحن الآن مجتمعون على امام واحد وله بيعة بايعه اهل الحل والعقد ولم يصدر منه مكفر ظاهر يعني كفر بواح ولم يختلف فيه عالمان فهل هناك امور توجب لبعض الناس ان يحملوا السلاح في بلاد الامام وبلد الاسلام فما يفعل هولاء؟

ـ لا يوجد لهذا وقد رأينا الحقيقة بأن المفاسد التي ترتبت على مثل حمل السلاح يعني رأيناها عيانا فالانسان يخبر بأمور وكذا ولكن اذا رآها عيانا ورأى نتائجها يعني اتضحت له المسألة وهذا من فوائد التجارب. ان الانسان قد يستفيد من التجارب اكثر مما يستفيد من القراءة والمدارسة.. رأينا ما ترتب عليه من سفك للدماء وترويع للناس المسلمين والتضييق على أهل الخير ما يجب حمل السلاح اللهم الا في حالة الحرب بين المسلمين والكفار نعم.

* الآن نحن مجتمع مسلم والحمد لله وبلدنا بلد اسلامي يحكم فيه بالشرع في الجملة وتطبق فيه الحدود والقضاء والهيئات والجامعات وعندنا تقصير ولدينا اخطاء هل هذه توجب تكفير المجتمع راعيا ورعية والخروج؟

ـ لا.. وهذا من كفر المجتمع كما تقول فهذا فكر الخوارج، والخوارج معروف مذهبهم في تكفير المسلمين والتكفير بالمعاصي والتساهل للاقدام على سفك الدماء هذا كله من فكر الخوارج فما يجوز.. لا تكفير المجتمع حتى وان وجد فيه قصور، والقصور يبقى في المجتمعات من نقص البشر يزيد ويقل ولكن هذا لا يوجب ان يقدم الانسان على تكفير المجتمع.

* بعض الشباب الآن يحمل الآر بي جي والحزام الناسف والديناميت والبندقية ما تريد ان تقول يا شيخ ناصر لهم في رسالة عبر الشاشة؟

ـ الرسالة الاولى اقول لهم اولا ان يتقوا الله في المسلمين وقد رأينا الحقيقة النتائج يعني قتلت نفوس مسلمة قتلت نفوس معصومة.. هدمت بيوت على ساكنيها.. روع الناس وحصلت امور ما كنا نعتقد ان تصل لما وصلت اليه . فالرسالة الاولى اقول لهم ان يتقوا الله في الناس ويتركوا سفك الدماء. والرسالة الثانية ان يتقوا الله في انفسهم وان يتوبوا مما عملوا والله سبحانه وتعالى يقول «فمن تاب من بعد ما ظلم واصلح فان الله يتوب عليه ان الله غفور رحيم» وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم «كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» وليس من العيب ان تخطئ ولكن العيب الاصرار على الخطأ فادعوهم الى التوبة والرجوع الى الحق والحمد لله فضيلة.

* اما ترى يا شيخ ان يكف عن الفتاوى التي تتعلق بالقضايا المهمة المصيرية والامور العامة من الدماء والاموال وان تعاد الى اصحابها اهل المرجعية وهيئة كبار العلماء لا كما وقع في السابق من الاخطاء كل يخرج فتوى وكل يغرر بالشباب الى غير ذلك؟

ـ بلا.. وهذه ايضا كما ذكرت لك من فوائد التجارب فعلا التضارب في الفتاوى والاقدام على الفتوى غير طيب ورأينا بعض النتائج (القرني: يعني هذا مما استفدت من التجربة).

* الآن من وقع عليه ظلم او وقع في فقر وفاقه او وقع في بطالة هل الحل في ذلك ان يحمل السلاح؟

ـ لا طبعا.. ما ذنب المسلمين اذا وقع هو في فقر او بطالة او وقع عليه ظلم ان يروع المسلمين أو يقتلهم او يسفك الدماء او كذا، لا عليه ان يصبر.. والانسان مبتلى، الله سبحانه قد يبتلي المسلم بالسراء والضراء فعليه ان يصبر.

* الآن بعض يعني الاصلاح لا يكون بهذه الطريقة انت تشهد الآن ان الاصلاح بالحكمة واللين؟

ـ نعم ورأينا هذا يعني عياناً وذكر شيخ الاسلام ابن تيمية في منهاج السنة كلاما جميلا عن الخروج على السلطان حتى لو كان ظالما وذكر امثلة يعني انها ترتبت المفاسد التي حصلت عليها اعظم من (مداخلة من القرني: المصالح ) وما حصلت نتائج ذكر ثورة مثلا ابن الاشعث على الحجاج بن يوسف.. الحجاج بن يوسف معروف من اشهر الظلمة معروف ومع ذلك لما خرج عليه ابن الاشعث وحصلت الوقعة بينهم عام 83 هجرية ما قتل سفكة دماء ولا حصل نتيجة ابدا بالعكس ضرت اكثر مما نفعت وذكر مجموعة صور (مداخلة من القرني: والحسين بن علي) والحسين بن علي رضي الله عنه لما حصل بينه وبين يزيد بن معاوية.. ويزيد بن معاوية معروف كان ظالما ما حصل منه يوم الحرة وغيرها وفي مكه ضرب بالمنجنيق ومع ذلك لما اراد الحسين رضي الله عنه الخروج قتل ومجموعة وضرت اكثر مما نفعت وذكر نماذج لذلك قال انه لا يحفظ التاريخ الخروج على السلطان حتى لو كان ظالما انه يحقق بالعكس مفاسد اكثر من مصالحه.

* هناك فتاوى سابقة ان الاميركيين والانجليز موالاتهم والسكوت عنهم في بلاد المسلمين من موالاة اعداء الله بينما ذكرتم انهم اصبحوا مستأمنين معاهدين فماذا ترى؟

ـ نعم.. كما ذكرت لك ان مجرد الاتيان بالكافر مهما كانت جنسيته الى بلاد الاسلام بعقد امان هذا يعني كان من قديم كان المسلمون يأتون بالكفار بعقد امان سواء العقد الدائم مثل عقد اهل الذمة في البلاد التي يجوز فيها ان يدعوا كبلاد غير العرب او عقد مؤقت مثل عقد الهدنة أو عقد الأمان وهذا كلهم يجعلهم نفوسهم معصومة.. فالكافر حتى لو كان حربيا اذا اعطي عقد امان او كان معاهدا فانه لا يجوز.. يعصم دمه وماله.

* نحن أمام فكر تكفيري يعني ينخر في جسم الأمة من يملك حق التكفير.. هل لكل إنسان طالب علم قد درس حديثا أو قرانا أو حفظ متنا ان يلقي الاحكام على عواهنها ويستحل بها الدماء وازهاق الانفس؟

ـ لا.. والتكفير امره خطير لانه يترتب عليه امور عظيمة لانك اذا كفرت المسلم يعني انك اهدرت دمه ومعنى هذا انك ابطلت نكاحه ومعنى هذا انك قطعت الولاية بينه وبين اهله واقاربه وغير ذلك وميراثه ولذلك عظم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا وقال كما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة وحديث ابن عمر رضي الله عنهم ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال «اذا قال الرجل لاخيه ياكافر فقد باء بها احدهما» وكما في الصحيح ايضا من حديث ثابت بن الضحاك ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال «من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله» بل الاقدام على التكفير يعني غير محمود مطلقا ومثل هذا الكفر له ضوابط وشروط معروفة وموانع تمنع ولا يعرفها إلا العلماء الكبار الراسخون في العلم فلا يقدم عليها اي رجل.

* يعني ترى يا شيخ ان يكف طلبة العلم عن اطلاق التكفير حتى يتبين وحتى يعاد لاهل العلم الراسخين وليست هذه لكل من هب ودب يفتي فيها؟

ـ هذه تجعل الناس في فوضى هذا يكفر هذا وهذا يكفر هذا خصوصا اذا مررت على مسألة سلسلة التكفير من لم يكفر الكافر فهو كافر ففلان كافر وهذا لم يكفره فهو كافر وهذا كافر وهذا لم يكفره فكفر الناس كلهم.

* الان هؤلاء الذين يقومون بهذه التفجيرات يقصدون بعض الاهداف الاقتصادية بنوك جامعات مؤسسات بحجة اضعاف قوة العدو ماذا نقول لهؤلاء؟

ـ هذا لا يجوز مطلقا هذا ممكن اذا وقع حرب بين دولة الاسلام ودولة الكفار وقع حرب ممكن ينظر في هذه ينظر لها الامام وينظر لها العلماء والراسخون في العلم في استهداف اقتصاديات بلاد الكفار عند وقوع الحرب، اما في بلاد الاسلام وبين المسلمين.. هذا يضر نفس الاسلام ويضر نفس المسلمين من تضر هذه الاقتصاديات اقتصاديات المسلمين والامن امن المسلمين انت الان تضر المسلمين.

* الان الذي يملك حق الاذن بالجهاد واستنفار الامة وقت الطلب او الدفاع عن الاوطان من هو المخول اليه؟

ـ هذا ولي امر المسلمين لان اصلاً الجهاد يعتبر من السياسات العامة والسياسات العامة كما ذكرها اهل العلم موكولة الى امام المسلمين.

* عندنا شباب الان يذهبون للعراق للقتال ونقول لهم انتم لم تستأذنوا وهو قتال الفتنة هل توافق على ذلك؟

ـ لا اوفق لان اصلاً القتال في العراق قتال فتنة يعنى لايدرون الان من القتال ومن المقتول وما هدف القاتل وما ذنب المقتول تحصل تفجيرات وقتال ولا يعرف من وراء هذا.

* بعض هؤلاء.. يعمل لنفسه مصطلح وهو الهجرة من الوطن والهجرة من البلاد وقد ذكروا هذا في اطروحاتهم وفيه ماذا ترى انت عن هذا؟

ـ يعني لا ارى هناك بلاد احسن من بلادنا ..هذه البلاد هي التي نشئت فيها وتعلمت فيها وهي بلادي واعرفها معرفة ذرعتها من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب لن ترى احسن منها مشاعر الاسلام ظاهرة الشعب وان كان هناك قصور لكن الشعب يعني عندهم طبيعة حب الدين وحب الخير والتعاطف مع اهل الخير ومع اهل الدين فلن يجد اصلاً له وان يهاجر فلن يجد احسن من هنا.

* اما ترى يا شيخ ما دام ان بلادنا هي من احسن البلدان تطبيقاً للدين وتظهر فيها شعائر الملة وان علينا ان نحافظ على الامن النعمة المسداة لنا هذا الامن الذي هو مطلب الجميع؟

ـ بلى.. بلى هذا واجب كل مسلم المحافظة على الامن ولا يمنع هذا من الدعوة ومن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتي هي احسن.. بل انه لا تتحقق الدعوة ولا يتحقق الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا تتحقق اقامة شعائر الاسلام ولا صلة الرحم ولا غيرها من الامور التي فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده الا عند وجود الامن .. اذا صار الامن معدوما.. اذا كان الامر معدوماً كيف تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر كيف تدعوا الى الله كيف تقيم شعائر الاسلام كيف تطلب العلم كيف تفيد الناس وتعمل دروساً.

* وكيف تقوم الزراعة والصناعة؟

ـ جميع الامور يعني مصالح المسلمين كلها لا تقوم الا عند وجود الأمن.

* طالب العلم دوره الامن ماذا يستطيع ان يقدم في هذه المسألة؟

ـ والله بما يستطيع.. ببيان خطورة مثل هذه الامور وما يترتب عليها من مفاسد والتحذير من مثل هذه الامور وما يترتب عليها مستقبلاً.. يعني يحوي هذه الامور.

* الان يا شيخ ناصر عندنا تجربة رائدة عشناها وعاشها جيلنا المعاصر في بلادنا.. تجربة مثل مدرسة اللين التي عليها علماؤنا وعلى رأسهم سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن باز.. اللين والحكمة والرفق فهو في حياته 70 سنة خطب ووعظ وأفتى واتصل بولاة الأمر وربى العامة والكبير والصغير.. هل هذه هي الاسلم والاحسن والانجح اما هو المركب الآخر مركب العنف ومركب التكفير ومركب التفجير؟ يعني قل بصراحة.

ـ وهذه كما ذكرت لك من فوائد هذه التجربة.. من فوائد التجارب انها اثبتت لنا فعلاً ان منهج الشيخ بن باز رحمه الله هو المنهج الصائب في مثل هذه الامور.. منهج الحكمة يعني لا تترك المنكر.. يعني الانسان يبرأ ذمته بالنسبة للمنكرات ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر لكن بطريقة الرفق واللين والموعظة الحسنة وبالتي هي احسن.. وهذه اثبتتها الحقيقة والتجارب.

* يعني لو طلب منك رسالة تصحيح موجهة لهؤلاء الشباب الذين يتسرعون لا يأخذون من عالم.. لا يقرون ببيعة.. لا يستأنسون الى رشد لا يخافون مخاطر ماذا يعملون ويقدمون عليه.

ـ والله انصحهم بأخذ العبرة من غيرهم يعني الانسان خاض تجارب ومر بأمور ومراحل حتى انتهى الى الدرس استفاده فيعطيكم خلاصة هذه التجربة وخلاصة هذا الدرس فمن الفوائد انكم تأخذون الفائدة من رجل جرب ومارس وانتهى الى نتيجة بدلا من ان تمروا بنفس المقدمات التي مر بها حتى تستخلصوا النتيجة ولا خيرا في العنف ولا حمل السلاح ولا الاقدام على ما لا تحمد عقباه قد رأينا الحقيقة.. ما والله تصورنا ان تصل الامور الى ما وصلت اليه مطلقا ولكن عموماً هي تجربة مفيدة. (القرني: الله يقي البلاد شرها. امين) ونحن رأينا مصائب قوم عند قوم فوائد كيف انتهى الجزائريون لما ركب بعضهم مركب العنف وكيف لا تزال حمامات الدم ولا ظهرت نتيجة.

* الآن بارك الله فيكم تعرفون ان للتكفير ضوابطاً يعني لا بد ان تنبه الناس عليها وانك عشت التجربه ثم رأيت اخطاء من السابق اخطاء التسرع مثلا في التكفير بعض الفتاوى العامة او تحمل على غير محملها هل من كلمة عن ضوابط التكفير حتى يعيها المشاهد؟

ـ نعم كما ذكرت ان التكفير غير محمود.. الاقدام على التكفير غير محمود ويترتب عليه مساوئ وذكرت الادلة التي تبين خطورة هذا الامر وللتكفير ضوابط معروفه ذكرها اهل العلم منها ان يكون الكفر الدليل صحيحا صريحا على ان هذا الامر كفر.. الامر الثاني او الشرط الثاني ان يتلبس. هذا الرجل بنفس المكفر احيانا قد لا يتلبس بنفس المكفر يعني امثل لك مثلا ترك الصلاة كفر قد تجد الرجل ما يصلي لكن قد يكن معذورا فقد يكون مسافرا قد يكون جمع فيكون فعلا تلبس بنفس اللي ما صلى لكنه عنده عذر.. الشرط الثالث قيام الحجة.. قيام الحجة يعرفها اهل العلم من كبار العلماء.. الشرط الرابع انتفاء الموانع.. والموانع كما تعرف هي اربعة المشهور الخطاء والجهل والتأويل والاكراه وقد يكون الرجل قد يكون الدليل صحيحا صريحا بان هذا كفر وقد يكون الرجل متلبسا بهذا المكفر وقد تكون قامت عليه الحجة ولكن وجد مانع من خطأ او جهل او تأويل او اكراه ومثل هذه الامور لا يعرف تفاصيلها والبت فيها الا علماء كبار اما طلبة العلم الصغار او الجهال فاقدامهم على هذه الامور غير محمود فلذلك يقعون في اخطاء كثيرة. وقد نجد من المفاسد التي رأينا بعضها من الاقدام بمثل هذه الامور ما تبين فعلا خطأ تقحم مثل هذه الامور.

* عندنا وفي البلاد الاسلامية عموماً بعض الكتاب يكتبون.. منها النيل بالدين او الاستهزاء فيأتي بعض الشباب على مجرد المقالة او قراءة المقالة يكفر الكاتب ومن ثم يستحل دمه؟

ـ هذا ما ذكرته لك فلذلك الرسول صلى الله عليه وسلم يقول «اذا قال الرجل لاخية يا كافر فقد باء باحدهما» وقال في الحديث الآخر «من رمي مؤمن بكفر فهو كقتله» فالرمي بالكفر غير يسير ويترتب مثل ما ذكرت لك.. يترتب عليه حل دمه وقطع ولايته وافساد نكاحه وعدم موارثته وعدم امامته وعدم الصلاة عليه وعدم قبره في مقابر المسلمين ويترتب عليه امور كثيرة ومثل هذه الاقدام عليه غير محمود مطلقا لا يقدم عليه اي رجل.

* الان حديث اسامة في الصحيح لما قتل رجل مشركا كان مشرك فلما تعوذ وقال لا إله إلا الله محمد رسول الله فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لاسامة قتلته بعد ما قال لا إله إلا الله هل لك تعليق على هذا الحديث وهذا رسالة منه للشباب؟

ـ نعم هذا مما يثبت ما ذكرته.. الا وهو حرمة دم المسلم وعظمته حتى ان اسامة قال استغفر لي يا رسول الله.. قال كيف بلا اله إلا الله.. نفس الرسول صلى الله عليه وسلم توقف عن استغفاره بسبب انه قال لا اله إلا الله حتى قال اسامة حتى وددت اني لم اكن اسلمت الا يومئذ بسبب ما رآه. ونفعت اسامة رضي الله عنه هذه الكلمه نفعته فلم يقاتل بعدها مسلم حتى لما وقع القتال الذي وقع بين المسلمين بعد مقتل عثمان رضي الله عن الجميع لم يقاتل فيها ولما كلمه بعض الصحابة ذكر له الحديث لا يقاتل ابد رجل قال لا اله الا الله كما في حديث في صحيح البخاري عن انس قال «من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا واكل ذبيحتنا فذلك المسلم له ذمة الله ورسوله». فالاقدام على التكفير هذا عظيم خصوصا ان الرجل قد يكون متلبساً بكفر لكن تكون هنا كموانع تمنعه من كفره.