محاموالدفاع: موساوي كان يحلم بصدم البيت الأبيض بطائرة

TT

قال محامو زكريا موساوي في وثائق قانونية خاصة بقضيته، كشف النقاب عنها يوم الخميس الماضي، ان موكلهم كان يحلم بقيادة طائرة وتدميرها فوق البيت الابيض، إلا ان زملاءه في شبكة «القاعدة» يعتبرونه «مخبولاً» ولم يتعاملوا معه بجدية.

واورد محامو موساوي، المتهم في قضية هجمات 11 سبتمبر (ايلول)، هذه النقطة لتعزيز حجتهم بأنه في الوقت الذي اعلن فيه موكلهم عن انتمائه لشبكة اسامة بن لادن، فان هذه الاخيرة لم تعتبره عنصرا كفؤا للمساعدة في تنفيذ هجمات سبتمبر.

وقد قدم محامو الدفاع عن موساوي هذه الوثائق يوم 14 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري الى محكمة الاستئناف الرابعة في ريتشموند بولاية فيرجينيا، إلا انه لم يعلن عنها سوى اول من امس.

وكانت محكمة الاستئناف قد تلقت طلبا من هيئة الادعاء بإلغاء الامر الذي اصدرته قاضية محكمة الكسندريا ليوني برينكيما بحظر استخدام هجمات 11 سبتمبر دليلاً ضد موساوي في محاكمته وإسقاط الإعدام كعقوبة محتملة بحقه.

وكانت القاضية برينكيما قد اصدرت هذا القرار اثر رفض السلطات السماح لموساوي بالحصول على افادات من قياديين في «القاعدة» تحتجزهم السلطات الاميركية. ويريد محامو الدفاع التحدث مع هؤلاء املاً في الحصول منهم على افادات تبين ان موساوي لم يكن جزءاً من مخطط هجمات سبتمبر.

إلا ان الادعاء اصر في سياق المطالبة بإلغاء قرار قاضية المحكمة على ان السماح لموساوي بالحصول على افادات قيادات «القاعدة» سيكون نكسة للسلطات في حربها ضد الارهاب وانها ستسمح للمعتقلين بالسخرية من النظام القضائي الاميركي.

وقال محامو الدفاع ان تقارير السلطات في هذه القضية اوضحت مسبقا ان موساوي لم يكن جزءا من هجمات 11 سبتمبر. وأوضحوا ان موساوي اعترف بأنه عضو في «القاعدة» لكنه نفى ان يكون له أي دور في اعتداءات 11 سبتمبر.

وكان موساوي رهن الحبس في مينيسوتا قبل شهر من وقوع الهجمات اثر الاشتباه فيه من قبل موظفي كلية للتدريب على الطيران. وكان موساوي قبل وصوله الى الولايات المتحدة قد أقام فترة من الزمن في ماليزيا، حيث كانت له علاقات مع عناصر تابعة لـ«القاعدة». وأوضح محامو موساوي انه كان مقتنعا بأن مكان اقامته في ماليزيا كان خاضعا للتنصت، لذا كان يصر على الخروج من محل سكنه للحديث حول المسائل المتعلقة بـ«القاعدة» التي كان يعتقد انها سرية. ومع ذلك هناك شهادة على ان موساوي كان يتحدث بحرية داخل المنزل الذي كان يعتقد ان السلطات تتنصت عليه حول الحلم الذي كان يرواده بقيادة طائرة وتدميرها فوق البيت الابيض.

وقال فريق الدفاع عن موساوي، بقيادة فرانك دانهام، ان احد الشهود الذين استمعوا الى موساوي وهو يردد حديثه عن قيادة طائرة وتدميرها فوق البيت الابيض لا يعتقد انه كان جادا في هذا الامر. يضاف الى ذلك ان الدفاع عن موساوي اشار الى ان عضوا في "القاعدة" معتقلاً لدى القوات الاميركية حالياً يعتقد ان موساوي شخص «مخبول».

تجدر الاشارة الى ان موساوي حاول ان يعترف بالذنب بعد وقت قصير من هجمات 11 سبتمبر، إلا ان محامي الدفاع اشاروا اول من امس الى انه كان فقط يتظاهر بأنه كان من المشاركين في الهجمات «اعتمادا على المعلومات التي جمعوها من وسائل الإعلام وقائمة التهم والمواد التي كشف عنها في القضية».

وقد سحبت القاضية برينكيما عن موساوي في الآونة الاخيرة حق الدفاع عن نفسه بنفسه بسبب الرسائل الكثيرة «المسيئة» التي كان يوجهها اليها. وقد حددت المحكمة يوم 3 ديسمبر (كانون الاول) المقبل موعدا للمرافعة الشفاهية حول الاستئناف في ريتشموند ولا تزال القضية تتخذ شكلا اكثر تعقيدا.

وقال محامو موساوي ان القضية اشتملت على ثلاثة استدعاءات ومحاولة فاشلة من موساوي للاعتراف بالذنب وإفادتين أمام المحكمة احداهما من قبل فايز ابو بكر بافانا، وهو ماليزي تعتقله القوات الاميركية على ذمة التحقيق في مكان غير معروف في سنغافورة. وقد شارك موساوي في الافادتين عبر الفيديو من داخل قاعة المحكمة.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»