مقتل وجرح العشرات في هجومين وإصابة طائرة شحن بصاروخ فوق بغداد

سيارتان ملغومتان استخدمتا في مهاجمة مركزين أمنيين في خان بني سعد وبعقوبة ومعظم القتلى من عناصر الشرطة

TT

قتل 14عراقيا واصيب 53 آخرون، معظمهم من عناصر الشرطة، في هجومين انتحاريين استهدفا مركزين للشرطة الى الشمال من بغداد صباح امس. وفي اول حادث من نوعه، هبطت طائرة شحن مدنية اضطراريا في مطار بغداد امس بعد دقائق من اقلاعها منه اثر اصابتها، حسبما بدا، بصاروخ ارض ـ جو.

وقالت الشرطة العراقية والقوات الاميركية ان سبعة من رجال الشرطة قتلوا واصيب 13 آخرون بجروح في هجوم انتحاري استخدمت فيه سيارة ملغومة واستهدف مركز الشرطة في خان بني سعد شمال بغداد. واوضح ضابط الشرطة اسماعيل العسكري انه «قرابة الساعة 7.30 صباحا اتجهت سيارة من نوع شيفروليه مسرعة جدا محشوة بالمتفجرات باتجاه مركز الشرطة. واطلق عناصر الشرطة النار عليها غير انها لم تتوقف واصطدمت بواجهة المبنى». واضاف «هناك ستة قتلى كلهم من الشرطة اضافة الى 13 جريحا بينهم 10 من عناصر الشرطة». وفي وقت لاحق توفي شرطي جريح في المستشفى. وانهارت واجهة المبنى المكون من طابق بالكامل. وتناثرت على الطريق اشلاء واعضاء بشرية وسط الدماء فضلا عن هيكل السيارة التي استخدمت في الهجوم وخمس سيارات متفحمة. وقال رئيس بلدية خان بني سعد ان المقاتلين وجهوا تهديدات عديدة الى العراقيين الذين يتعاونون مع الاميركيين. وقال نايف الزيادي «نتلقى تهديدات كل يوم بأنه سيكون هناك تفجيرات». واضاف «بل هددوا بنسف مدرسة ابتدائية».

وبعد 10 دقائق وقع هجوم انتحاري آخر بسيارة ملغومة في مديرية امن محافظة ديالى في مدينة بعقوبة على بعد 60 كلم شمال بغداد. وذكر سامي حسن قائد الشرطة ان خمسة من عناصر الشرطة قتلوا اضافة الى طفلة في التاسعة وسيدة طاعنة في السن واصيب 40 بجروح.

وأكد المقدم عماد كاظم رحيم «كنت في طريقي لتولي دوريتي حين شاهدت سيارة تقتحم مديرية الشرطة. اطلق عناصر الشرطة النار وانفجرت السيارة قبل ان تصل الى المبنى». ودمر حائط المديرية بالكامل واصيب المبنى باضرار فادحة وخلف الانفجار حفرة عمقها خمسة امتار وعرضها 10 امتار.

واطلق عناصر الشرطة النار في الهواء لابعاد الفضوليين في حين هرعت القوات الاميركية باعداد كبيرة وطوقت المنطقة. وقال طالب حسين التميمي الطبيب في المستشفى «كنت في المستشفى حين وقع الانفجار. تناثرت علي اشلاء بشرية. ومن الصعب معرفة عدد القتلى. ارسلنا جرحى الى مستشفى بعقوبة». وفي كركوك اصيب مدني بجروح بالغة جراء قذيفة اصابت منزله. وقال برهان طيب حبيب العقيد في الشرطة ان هدف الهجوم كان قاعدة اميركية قريبة.

في الوقت نفسه، هبطت طائرة مملوكة لشركة «دي. اتش. ال» الدولية للشحن اضطراريا في مطار بغداد امس حيث يعتقد مسؤولون بالمطار انها اصيبت بصاروخ.

وقال مسؤول من شركة الشحن في مطار بغداد ان حريقا شب في أحد محركات الطائرة عقب اقلاعها من بغداد وانها عادت مرة اخرى الى المطار. وتابع انه يجري التحقيق لمعرفة سبب الحريق. وقال المسؤول «اخمد الحريق وعادت الطائرة الى بغداد وهبطت بسلام».

الى ذلك، قال خافيير ديبوك المتحدث باسم شركة «دي. اتش. ال» في بروكسل ان الطائرة من طراز «ايرباص ايه 300» وكانت في طريقها الى دولة البحرين عندما اضطرت الى العودة الى بغداد والهبوط اضطراريا. وقال دون ان يخوض في تفاصيل بشأن الهبوط الاضطراري ان «الثلاثة الذين كانوا على متن الطائرة في حالة طيبة تماما». واضاف ان من بين عملاء الشركة في العراق مؤسسات غير حكومية وان الشركة لا تنقل شحنات عسكرية.

وأكد متحدث عسكري اميركي ان الطائرة اصيبت بعيد اقلاعها من مطار بغداد صباح امس بصاروخ ارض ـ جو من نوع سام ـ .7 واضاف «اشتعلت فيها النار فعادت ادراجها الى المطار حيث حطت بسلام. وتمت السيطرة على الحريق ولم يسجل وقوع اصابات».

وأكد مسؤول في المطار ايضا ان المؤشرات الاولية تشير الى ان صاروخا اصاب الطائرة. واطلقت صواريخ عدة مرات على طائرات تقترب من المطار لكن حادث امس هو الاول من نوعه الذي يتسبب في اصابة طائرة مدنية. وقد اسفرت هجمات رجال المقاومة في العراق عن اسقاط خمس طائرات عسكرية اميركية في العراق خلال الشهر الماضي مما اودى بحياة 39 شخصا.