هيومن رايتس ووتش: المقاتلون العراقيون يرتكبون جرائم حرب

البنتاغون: اتهامات منظمة العفو بتدمير المنازل كـ«عقاب جماعي» لا قيمة لها

TT

قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الاميركية لحقوق الانسان في بيان صدر في اعقاب سلسلة من الهجمات التي اوقعت العديد من الضحايا المدنيين في العراق، ان المقاتلين المناوئين للقوات التحالف يرتكبون جرائم حرب بشنهم هجمات تستهدف المدنيين العراقيين. وقالت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها ان المقاتلين العراقيين ينظرون الى المدنيين على انهم متعاونون مع الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة للعراق، فيتعمدون شن هجمات ضدهم. ووصفت المنظمة هذه الهجمات بانها «جرائم حرب». وجاء تنديد «هيومن رايتش ووتش» بعد يوم واحد من سلسلة هجمات استخدمت فيها صواريخ من عربة تجرها حمير على وزارة النفط العراقية وفندقين يخضعان لحراسة مشددة ويرتبطان بسلطة التحالف المؤقتة. وقالت المنظمة «المقاتلون في العراق يرتكبون جرائم حرب باستهداف المدنيين العراقيين الذين يتعاونون مع سلطة التحالف المؤقتة». وذكرت ان «القانون الانساني الدولي وقوانين الحرب تحظر تماما استهداف المدنيين». واضافت «لا يهم ان كنت تتعاطف مع الاحتلال الاميركي أو مع المقاتلين، الا كون الانسان مدنيا فلا احد يملك الحق في مهاجمته او قتله على اساس سياسي». وتابعت المنظمة قولها ان الفنادق ومكاتب الحكومة محظور استهدافها لانها يفترض انها تؤوي مدنيين. واصبحت التفجيرات والاغتيالات التي تستهدف المدنيين امرا شائعا في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة.

وكان من بين الضحايا عقيلة الهاشمي وهي واحدة من ثلاث سيدات اعضاء في مجلس الحكم في العراق وقتلت برصاص مسلحين بالقرب من منزلها في بغداد يوم 20 سبتمبر (ايلول) الماضي وتوفيت بعد خمسة ايام من الحادث.

ووقعت تفجيرات قاتلة ضد مكاتب الامم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الاحمر في بغداد. كما استهدفت الهجمات الاخرى قضاة وزعماء دينيين وسياسيين وضباط شرطة وموظفي حكومة. من جانب آخر، نفت وزارة الدفاع الاميركية مساء اول من امس الاتهامات التي وجهتها منظمة العفو الدولية ومفادها ان القوات الاميركية في العراق دمرت منازل كعقاب جماعي للهجمات التي تتعرض لها. وقالت هذه المنظمة الدولية التي تدافع عن حقوق الانسان في بيان نشر اول من امس انها كتبت الى وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد لتسأله ما اذا كانت عمليات هدم المنازل التي تعتبر بمثابة عقاب جماعي، قد تم السماح بها رسميا. وجاء في البيان «في حال كان هذا الامر صحيحا فهو يشكل خرقا واضحا للقانون الانساني الدولي». وقال المتحدث باسم البنتاغون الليفتنانت كولونيل جيم كاسيلا «دمرنا منازل كان يستعملها موالون للنظام السابق او ارهابيون إما من اجل شن هجماتهم واما من اجل الاختباء فيها او ايضا كمكان لصنع العبوات الناسفة». واضاف ان «الفكرة القائلة بانه شكل من العقاب الجماعي ليس لها اي قيمة على الاطلاق». وذكرت منظمة العفو الدولية ان 15 منزلا قد دمرت في منطقة تكريت بشمال العراق منذ 16 نوفمبر (تشرين الثاني) خلال عمليات عسكرية وانه لم يكن امام السكان الا بضع دقائق لاخلائها.

واوضحت انها تلقت معلومات تفيد ان جنودا اميركيين امهلوا في العاشر من نوفمبر ثلاثين دقيقة سكان مزرعة في مدينة المحمودية لمغادرة منزلهم قبل ان تقصفه طائرات اميركية من طراز اف ـ .16 وقالت المنظمة، ان هذا القصف جاء كرد انتقامي بعد هجوم تعرضت له قبل ايام قافلة اميركية واسفر عن مقتل جندي. واضافت ان ستة اشخاص كانوا يعيشون في هذا المنزل اعتقلوا بعد العثور على كميات من الاسلحة. وقالت «يبدو ان تدمير هذا المنزل العائلي جاء بدوافع انتقامية وليس لمتطلبات عسكرية محضة». واشارت منظمة العفو الدولية في بيانها الى ان العمليات الانتقامية ضد اشخاص او ممتلكاتهم ممنوعة بموجب اتفاقية جنيف.