باسكال مشعلاني تشعل ضجة في الكويت بسبب «حفلة العيد»

* النائب الطبطبائي: لا نريدها أن تغني عندنا * مشعلاني: لا يفهمونني.. أنا مختلفة عن غيري

TT

المطربة اللبنانية باسكال مشعلاني جعلت شتاء الكويت حارا هذا العام باشعالها ضجة حول حفلة غنائية موعودة لها في اليوم الثاني والثالث من عيد الفطر المقبل.

وأشهر من عارض الحفل النائب الدكتور وليد ابراهم الطبطبائي.

والدكتور الطبطبائي مثير للجدل، فهو يطالب مثلا بمنع تدخين الشيشة بالمقاهي والخيام الرمضانية. كما سعى في احدى المرات الى سن قانون استهدف الصحف، لالزامها بعدم نشر زاوية الأبراج، المعروفة شعبيا باسم «حظك اليوم» وما شابه. كما يقال إنه أفتى بنشر صور عدي وقصي وهما قتيلان. أما الأغرب فمطالبته دار سينما بمنطقة الشرق في العاصمة الكويتية بأن تغيّر اسمها من «الفردوس».

وقد اتصلت «الشرق الأوسط» بالنائب الطبطبائي، الحاصل في 1992 على دكتوراه من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر في القاهرة، فشرح عبر هاتفه الجوال قبل أيام، أن حملته وعدد من زملائه في مجلس النواب على المطربة مشعلاني «ليست ضدها بالذات، بل ضد كل من يغني على طريقتها.. يعني، نحن لا نعارض غناء الناس بالأعراس والحفلات العائلية مثلا. لكن أن تأتينا مطربة لتحيي حفلا بأسلوب فاحش يضر بالناشئة، فهو ما لا نرضاه» كما قال.

ورد الطبطبائي على ما قاله وزير الاعلام الكويتي، محمد أبو الحسن، من أنهم لم يعترضوا عندما غنت مشعلاني منذ عامين في الكويت، فقال إنه وزملاءه يعارضون دائما «وحاولنا سن قانون لمنع هذا النوع من الغناء ولم نفلح بعد، وظروفنا بالكويت لا تسمح باقامة حفلات كهذه في ظل ظهور رفات الشهداء القادمة من حين لآخر من العراق، ونحن نخشى أن يتحول هذا المناخ الى منهج دائم.. بصراحة، نحن لا نريدها أن تغني عندنا»، مضيفا أنه لا يقصد المطربة باسكال فقط «بل كل من يأتينا مغنيا من الخارج نرفضه».

* وزير الاعلام قال إن الحفلة ستقام، فماذا ستفعلون؟

ـ اذا أقاموها نكون في حل منها، لكننا سنستمر بالمعارضة من داخل المجلس.

* لو افترضنا أنها غنت محتشمة الثياب وقدمت أغنيات مقبولة، فهل ترضون مثلا؟

ـ ذلك يكون أفضل. ما عندنا مشكلة، على شرط أن تخفف من التهييج والغنج.

* يعني، تنتهي معارضتكم ؟

ـ لا تنتهي. أنا قلت اذا جرت بالطريقة المحتشمة يكون أفضل، لكنا سنعارض دائما.

* ما اعتراضك عليها بالتفصيل ؟

ـ يا أخي، ثيابها وطريقة غنائها وغيره.

* قد تقول المطربة إن هذا مجال عملها، وقطع الأعناق من قطع الأرزاق كما يقولون.

ـ هذه الوظيفة نعتبرها افسادا للشباب وتؤثر على الأخلاق.. لا نفكر فيها، بل بأنفسنا.

* يقولون إنكم تقصدون احراج وزير الاعلام بالذات من الهجمة، لا المطربة. يعني، بينكم وبينه شيء ما. بماذا تجيبهم ؟

ـ لا نقصد الوزير، الوزير نعرفه وهو صديقنا. نقصد المطربة نفسها ومن يغني مثلها.

* تقصدونها لأنها فتاة مثلا؟

ـ منعنا أغاني عاصي الحلاني في الكويت منذ عامين، وهو رجل، لأنه تغنى بالقرآن. أنا كنت ضده، ثم صادروا أشرطة أغانيه من السوق بقرار رسمي.

* كم عدد النواب المعترضين على الحفل؟

ـ نحن 14 ومعنا عدد من النواب المحافظين، يعني نصف المجلس تقريبا.

* وكم النسبة المطلوبة لاقرار مشروع منع الحفلات الغنائية؟

ـ مطلوب الأغلبية، ولكن المشكلة أن الحكومة قد ترد القانون لو وافق عليه المجلس.

* واذا ردته؟

ـ والله يكون ذنبهم على جنبهم، ونكون قمنا بواجبنا.

* يقولون إنك من السلفيين العلميين، فما القصد من علميين هنا ؟

ـ سلفي يعني أن التوجهات سلفية. أما علمي فمصطلح صحافي.. نحن سلفيون فقط.

* من مدة طالبت بمنع الصحف من نشر الأبراج، ألا تراها مبالغة ؟

ـ طالبت فعلا، وليس فيها مبالغة.

* ما الأسباب؟

ـ الأبراج يعني توقع الغيب، وهذا ضحك على العقول، وضد الشريعة.

* يقولون إنها تفسير، لا تنبؤ، ويخففون عن الناس بما يكتبونه، بل فيها عبر ونصائح.

ـ طبعا إنها تنبؤ، ودورنا هو منعها.

* وتغيير اسم سينما الفردوس، ما موجباته؟

ـ طالبت وما زلت. يا أخي يعرضون فيها أفلاما هندية خليعة معظم الأحيان، والفردوس هو أرفع مكان بالجنة، ولا يجوز استخدامه كاسم لسينما.

* أفتيت بنشر صور عدي وقصي وهما قتيلان، وقلت «إن النظر للميت في غير محل العورة لا بأس به» فما المبررات؟

ـ كانت لابن عمي، عميد كلية الشريعة بجامعة الكويت، هو الذي أفتاها.

* تؤيده بما قال؟

ـ أنا لا أتدخل بقضايا فقهية إجمالا، بل بمجرى الأمور داخل المجلس، لكني أؤيدها نعم.

* مشعلاني: لا يفهمونني ونقلت «الشرق الأوسط» ما قاله النائب الطبطبائي، رئيس لجنة حقوق الانسان بمجلس الأمة، الى باسكال مشعلاني، المطربة التي احترفت الغناء قبل 12 سنة، أصدرت خلالها 80 أغنية ضمن 10 ألبومات، اضافة الى 10 أغنيات لم تجد طريقها بعد الى أي ألبوم يضمها، فقالت من هاتف بيتها بمدينة جونيه، البعيدة 17 كيلومترا الى الشمال من بيروت، إن من يعترضون على غنائها لا يفهمونها تماما «فأنا مختلفة عن غيري ومحتشمة بملابسي وكل أغنياتي، لذلك ترى الدول العربية تستقبلني» وفق تعبيرها.

وباسكال، التي ما زالت عزباء، ليست من عائلة مشعلاني تماما، بل بشعلاني. لكنها استبدلته «لأن حرف الباء ثقيل على اللفظ، وغير فني». كما تؤكد أن تغييره ليس للايحاء بالاشتعال أو شيء من هذا القبيل «لكنه يذكر بالنار والنور.. لذلك يعجبني» كما تقول المطربة التي تفخر بأنها تدين في نجاحها وشهرتها الى والدتها، والتي تعرضت لحادث سيارة منذ شهر وأصبحت بخير الآن، وعلى أثرها تلقت الكثير من اتصالات القلقين، خصوصا من أشخاص بالكويت شجعوها على المجيء، ومنهم مسؤول بوزارة الداخلية، طمأنها بأن كل شيء على ما يرام، والحفلة ستقام بموعدها في كبرى قاعات فندق «السفير» أو «هوليداي إن» سابقا، وهي تسع ألف شخص. الا أن مشعلاني لا تعرف بكم ستباع تذكرة الدخول، ولا يعرف ذلك أيضا مدير أعمالها في بيروت، إيلي عقيقي، الذي اتصلت به «الشرق الأوسط» أيضا بهذا الخصوص.

وروى عقيقي أن شركة سياحة كويتية هي التي نظمت الحفل الذي ستحييه المطربة حين تصل من بيروت وبرفقتها 14 شخصا، منهم 12 عازفا محترفا هم فرقتها الموسيقية «وهناك سنكون كلنا سعداء باحياء أول حفلة في الكويت بعد تحرير العراق.. إنها هدية للبلدين معا، علما أن مطربا كويتيا سيشارك بالحفل الذي ستقدم فيه فرقة فولكلور محلية بعض العروض»، كما قال عقيقي.

أما المطربة التي تفخر بأنها أول عربية غنت في ماليزيا، حيث فازت قبل عامين بجائزتين دوليتين، فاستغربت الاعتراض على حفلتها الموعودة، وقالت: غنيت بماليزيا ولم يعترض أحد، وقبلها غنيت بالكويت أيضا من دون أي مشكلة، فلماذا الآن».

* الوضع مختلف هذه المرة، فالطبطبائي يقول إنك ستتغنجين بالحفل في وقت تعيش فيه الكويت ما يشبه حالة حداد على أسراها القادمين جثثا من مقابر جماعية بالعراق، اضافة الى أن الغنج والدلع والهز على المسرح يهيّج المشاعر.

ـ أولا، أنا لا أتغنج الا في حدود المعقول. يعني حركاتي تناسب ما أقوله من عبارات في الأغنية، فليس من المعقول أن أقول «يا عيني ويا روحي» وأنا واقفة كالصنم وعابسة، والا فلن أكون فنانة يرغبها الجمهور. ثم أنني أنثى، هل نسيت؟

* والهز والميل والتراقص؟

ـ يعني معقول ؟. أخبرني أتعرف مطربة لا تهز ولا تتمايل وهي تغني. أنا أنثى، والهز أحيانا يحدث بطريقة لاشعورية ترافق العبارات، خصوصا في الأغنيات العاطفية.

* أم كلثوم مثلا لم تكن تفعلها، وأغانيها كلها عاطفية.

ـ صحيح، لكنها كانت تتمايل أحيانا، وتلفظ آهات كثيرة، وهذا كله طبيعي وليس اغراءً ولا تهييجاً. ثم أنها قالت في احدى أغانيها «أنام واصحى على شفايفك وتقلي آه» ولم يعترض أحد الى الآن.

* ثيابك أيضا معظمها ضيق، أو تبرز المحاسن. أليس هناك من حل وسط ؟

ـ أنا أرتدي الضيق، ولكن ليس فيه اغراء، وليس بمبتذل.

* ما الاغراء برأيك؟

ـ الاغراء هو الكشف عن أماكن في الجسد وهو أيضا التعري، أو أن نقوم بحركات مبتذلة ونغني بطريقة غير مشرّفة. أما أن أغني موالاً وأغنية عاطفية، فهذا ليس باغراء.

* سترتدين عباءة كويتية حين الغناء، أم ثيابا عادية؟

ـ أنا أحب العباءة، وأرتديها دائما بالبيت، لكني سأظهر بثياب عادية. يعني بنطلون أو فستان مناسب.

وعلى فكرة، أنا دائما محترمة بملابسي، لأني أحترم بيتي وعائلتي ووطني وكل بلد أغني فيه، خصوصا الكويت التي أعتبرها حضارية وكانت أول من قامت بانفتاح على الغناء والفن.

وأرادت «الشرق الأوسط» ان تنقل ما قالته المطربة اللبنانية الى الشيخ عبد الله المطوع، رئيس «جمعية الاصلاح الاجتماعي»، الا ان العثور عليه كان صعبا ايضا في هذه الايام الرمضانية بالذات.