جورجيا: حالة طوارئ بعد اقتحام البرلمان ورفض شيفارنادزه الاستقالة

TT

اعلن ادوارد شيفارنادزه رئيس جمهورية جورجيا، السوفياتية سابقاً، حالة الطوارئ أمس بعد يوم من الاضطرابات شهد اقتحام متظاهري المعارضة مبنى البرلمان لإجبار الرئيس على الاستقالة، وإصرار الأخير على البقاء في منصبه حتى بعد اقتياده خارج المبنى المقتحم من احد الابواب الخلفية، بعد ظهر امس (بالتوقيت المحلي). وخلال وقت قصير رد زعيم المعارضة الجورجية ميخائيل ساكاشفيلي على قرار حالة الطوارئ بإعلانه تعيين نينو بورجانادزه، رئيسة البرلمان المنتهية ولايته، رئيسة للجمهورية بدلاً من شيفارنادزه.

ساكاشفيلي كان قد امهل شيفارنادزه، 75 سنة، قبل ظهر أمس 45 دقيقة للاقرار بهزيمته بينما احتشد أكثر من 30 الف متظاهر معارض في «ساحة الحرية» الرئيسية بالعاصمة تبيليسي. وامام المتظاهرين اخطب ساكاشفيلي محذراً «على الرئيس الاستسلام... اننا نمهله 45 دقيقة لفعل ذلك، وبعدها سنهاجمه». وبالفعل بينما كان الرئيس، الذي سبق له شغل منصب وزير الخارجية في الاتحاد السوفياتي السابق، يلقي خطابه في الجلسة الافتتاحية للمجلس المنتخب داخل مبنى البرلمان، شن المتظاهرون المعارضون هجوماً اقتحموا فيه المبنى وفرضوا سيطرتهم عليه، مما اضطر حرس الرئيس الى تهريبه الى الخارج، حيث اعلن إصراره على رفض الاستقالة امام حشد من مناصريه، واكد «لن أقدم استقالتي الا بالطرق الدستورية.. وكل القضايا تحل عن طريق القانون». شيفارنادزه كان قد دعا أمس البرلمان الجورجي الجديد الى الانعقاد لاول مرة منذ الانتخابات بالرغم الاحتجاجات الضخمة التي تنظمها المعارضة. وجاءت الدعوة بعد اعلان النتائج «الرسمية» يوم الخميس التي أظهرت فوز انصار شيفارنادزه، التي اعتبرتها المعارضة، وكذلك عدد من الاوساط المحلية والدولية ـ بما فيها وزارة الخارجية الاميركية ـ بأنها شهدت عمليات تزوير واسعة النطاق. وفي تحد مباشر للمعارضة قال الرئيس في دعوته خلال خطاب متلفز «لقد انتخب البرلمان، وعليه ان يباشر عمله»، واردف في إشارة الى الاجواء المضطربة «.. سبق لنا ان شهدنا مواجهة مماثلة من قبل ونعرف ما ادت اليه من فوضى وحزن ومعاناة للشعب»، معيداً الى الاذهان الحرب الاهلية التي المت بالجمهورية القوقازية قبل عشر سنوات.

ولكن في هذه الاثناء كانت جموع المعارضة تحتشد في العاصمة وتعد للزحف على البرلمان، بعد مظاهرات شبه يومية نظمتها منذ صدور نتيجة الانتخابات.

وقال متحدث باسم شيفارنادزه ان الجيش سيتولى السيطرة على الاوضاع اذا لم يوافق البرلمان على أوامر الرئيس باعلان حالة الطوارئ. وأجرى شيفارنادزه مساء امس محادثات مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما اعلنت الرئاسة في جورجيا. وفي تطور آخر توقف التلفزيون الحكومي عن البث.